رغم إنهاء بعض قضايا المغتربين سواء كانت المرحلة أو المؤجلة أو المعلقة بصورة فورية والتغلب على العديد من القضايا الأخرى خلال السنوات الماضية إلا انها لا تعني القضاء عليها بصورة شاملة لأنها تولد من جديد وبصورة حديثة لتأثرها بالتخطيط المتطور والابتكار المستحدث. فالمعوقات التي تواجه ابناء المغتربين في التعليم وكيفية تلقيه من اكثر القضايا التي تتجدد موسميًا او سنويًا ويظل المغتربون كل عام في حالة توجس وخوف من التعديلات التي تطرأ على القوانين التعليمية والتي يتظلم منها ابناؤهم كل عام خاصة اولئك الذين يأتون لإتمام دراستهم الجامعية في السودان، لذا ستظل مثل هذه القضايا تتصدر قائمة الأولويات عند كل من يهمه مصلحة الوطن والمواطنين ليس على مستوى المقيم في الخارج وحسب وإنما ايضاً على مستوى المواطن في الداخل.. وعلى الرغم من ذلك نجد أن البعض يحلو لهم ان يساهموا في زيادة هموم المغتربين الكثيرة والتي ما ان تحل قضية حتى تظهر قضية أخرى وبالتالي لن يشعر المغتربون بالطمأنينة ويجب ان يسهم كل من له علاقة بالمغتربين في رفع مستوى الشعور بالطمأنينة، لأن الفهم السائد والعام خلال تعاملنا مع المغتربين مصاب بداء القصور في نظرتنا وعمق في تفكيرنا ولا نزال نعتقد انهم عبارة عن سياح في بلدان العالم المختلفة بهجرتهم هذه، والأحرى ان نتخلص من هذه المعتقدات وان نقدم لهم كل التسهيلات والمعاملات وبكل مرونة، والحق يقال إن المغتربين مقيمون خارج حدود الوطن لكنهم يحملونه تحت ضلوعهم يحافظون عليه أثناء مغادرتهم واستقرارهم، وحينما يعودون فهم يختلفون عمن سواهم لارتباطهم الروحي الوثيق بالوطن، ومهما طال الحديث في هذا الأمر فإنه لا يعتبر او تكراراً لأنها سمات عُرف بها الإنسان السوداني في الخارج. في مطلق الأحوال للمغترب الحق والاستحقاق في أن يشعر بالأمان والطمأنينة أثناء عودته إلى الوطن فهم ثروة غالية ويستحقون الرعاية والاهتمام. إن الكل يعرف ويعي جيدًا مفهوم الغربة بأن يكون الشخص بعيدًا عن اهله اذا كان داخل الوطن او إذا كان بعيدًا عن اهله ووطنه خارج الوطن سعيًا وراء تأهيل وتطوير أنفسهم ووراء كسب العيش وبناء مستقبل باهر لهم ولأوطانهم ولكن بالرغم من الحياة الهانئة وسبل الراحة التي تتوفر لهم إلا ان هنالك بعض النواقص مثل الجنسية التي تنتمي إليها أو العادات والتقاليد المختلفة والأهل والأصدقاء والتي ان تطرقنا اليها نجد انه لا نهاية له ، ومن هنا فإن تكرار الدعوة لإنشاء وزارة تعنى بقضايا المغتربين وأحوالهم لن تقف حتى تستطيع أن تحقق مهامها المتمثلة في أهداف وأحلام المغتربين على المستوى الداخلي والخارجي على مستوى دول الاغتراب..