وقفت الزوجة الارملة امام قاضي المحكمة تشتكي قسوة نسيبتها والدة زوجها المتوفى ومطالبة بدفع ما تبقى من الدية لتصرف بها على اطفالها الصغار «بنت وولد» في اعمار الطفولة الاولى، وقالت لقاضي المحكمة ان اهل زوجها يسيئون معاملتها ولم يسلموها الدية كاملة وبدأت تحكي للقاضي بعد ما قدم لها عدداً من الاسئلة، قالت ان مأساتي بدأت يوم حادث قتل زوجي على يد شقيقه على اثر نقاش حول ميراثهم في قطعة ارض سكنية، واضافت اعتبرته نقاشًا طبيعيًا مثل اي نقاش بين الأشقاء يعكر الجو للحظات ثم يصفو وتعود الامور الى مجراها، ولكن حتى ذهب عم اولادي الى مكان نومه ونحن نسكن في بيت واحد كل جزء على حدة، خرج الأخ غاضبًا وعند موعد صلاة الصبح اسيقظ زوجي «المجني عليه» واثناء ما هو يتوضأ نادى عليه شقيقه «الجاني»، جاء في تفكيري انه يريده ان يذهب معه للمسجد لاداء الصلاة سويًا ولكن بعد لحظات سمعت اصوات صراخ خرجت مسرعة لمعرفة ما يحدث وجدت ان زوجي ملقى على الارض سابحًا في دمائه وشقيقه يحمل سكينًا في يده ملطخة بالدماء، وصرخ كل الحاضرين من الأسرة في وجهه وتجمع الجيران الذين ابلغوا الشرطة التي حضرت الى مكان الحادث وجاءت إلى مسرح الجريمة لمعاينة الموقع واتخذوا الإجراءات اللازمة، واسرعت الشرطة محاولة اسعاف المجني عليه وتحويله الى المستشفى الذي قبل ان يقدم له أي اسعافات فارق الحياة. وقتها دخلت في صدمة لصعوبة الجريمة وبشاعتها التي اعتبرها من الجرائم النادرة، وزادت صعوبة الموقف حين اصطدمت بواقع الحياة العسير الذي علينا ان نواجهه انا واطفالي ومدى المسؤولية التي يجب عليَّ ان احملها على عاتقي وانا ليس لي وظيفة او اي مصدر دخل اعتمد عليه في حياتنا. وعندما تم التحري مع كل من في المنزل والجيران الشهود وحولت القضية الى المحكمة وقفت والدة المجني عليه «زوجي» والمتهم امام القاضي وقدمت العفو عن القصاص بحجة انه لا يمكنها ان تفقد ابناءها الاثنين وقبلت المحكمة العفو واصدرت قرارًا بدفع الدية «30» الف جنيه التي اصبحت ورثة علينا ان نتقاسمها، وبحزن غامر اضافت ان الدية شكلت لنا صدامات عديدة فيما بيننا وصارت منبعاً للمشكلات والمعاملة السيئة حتى تمكَّن اخوان المتهم من تدبير المبلغ بعد ان قاموا ببيع نصيب المتهم في المنزل الذي يرثونه من والدهم وتم تسليمي امام المحكمة مبلغ «25» الف جنيه وتم حصر الورثة فيما بينهم ابنة زوجي المجني عليه من طليقته وقسمها القاضي بيننا وكان نصيبي منها «15» الفًا وابنته «5» آلاف ووالدته، بعد ان تنازلت عن نصيبها رجعت عن قرارها واستلمت «5» آلاف وتسلمت والدته ايصالاً بتسليم المبلغ طلب منها القاضي الاحتفاظ به حتى تستلم به بقية المبلغ. وخلال الفترة الماضية اشتدت النقاشات بيننا وكثرت المشكلات وكنت كل فترة واخرى اذهب بالأطفال الى جدتهم لقضاء بعض الايام معها ولكني عندما اريد ان ارجعهم تسمعني اقبح الكلام بأسلوب لا يقبله اي شخص على نفسه وكنت اتحمل وفاءً لزوجي واعتبارًا لابنائي، لكني قللت كثيرًا من زيارتها تفاديًا لأي مشكلات تحدث بيننا، وبمرور الأيام اشتدت حاجتى فقررت ان اتصرف في بعض اثاث منزلي لاقضي بها بعض احتياجات اطفالي فوجدت والدة زوجي تصرفت في كل امتعة منزلي دون علمي الامر الذي اثار غضبي وتناقشنا وطردتني من المنزل ومنذ فترة ليست قصيرة لم تسأل عن ابناء ابنها المجني عليه بجانب انهم لا يصرفون عليهم ولا يعلمون كيف يعيشون إضافة الى أنهم استولوا على حق ابنائي في التركة فتقبلت واقعي المرير وعملت للحفاظ على ابنائي ومن ضنكي في العيش ذهبت للمحكمة وطالبت بتكملة المبلغ «الدية وقدرها 5 آلاف» مع العلم انه مبلغ لا يسد رمقًا ولكن حاجتي لها كانت تسيطر على افعالي ما دعاني الى ان اتصل بها هاتفيًا وطلبت منها ان تسلمني الايصال حتى اتمكن من مطالبة باقي الدية فردت قائلة «زي ما اشتكيتي اعرفي طلِّعي حقك انا ماعندي ايصال»، وقتها اسودت الدنيا في عيني ولم اجد نفسي الا وانا امام القاضي اشكو له عن حسرتي ومأساتي.