الحبوبة اوالجدة السودانية لها دور بارز منذ قديم الزمان ولها ميزات تميزها عن غيرها من الحبوبات في دول العالم من حيث حكمتها وحنانها وحبها للجميع وهي عماد لمة الحوش الكبير وصلة الرحم التي لا تنقطع بين الأهل. ارتبطت صورة الجدة بتلك الحبوبة التي تحب احفادها تغرقهم بالحنان والعطف وتحكي لهم الحكايات المشوقة قبل النوم ولكن هذه الصورة تكاد تتلاشى في مخيلة اطفال اليوم نظرًا لغياب دور الحبوبات داخل الاسر لاسباب عديدة «البيت الكبير» اجرى استطلاعًا مع بعض الاسر حول غياب الحبوبة القسري.. تقول عائشة: دور الحبوبة السودانية مازال مستمرًا في السودان نعترف ان الحبوبة لم تعد كما كانت في السابق، الحبوبة الآن اصبحت موجودة في المكاتب والمستشفيات والاسواق، لذا غاب دور الحبوبة في رعاية احفادها والاهتمام بهم ليحل محله البلاي استيشن والديجتال والانترنت، تحولت الحبوبة البسيطة الى الحبوبة المودرن التي تعرفت على ثقافة الحضانة. كما تحدث الينا مدثر موظف في المسجل التجاري قائلاً إن الحبوبة اختلفت عن زمان، والسبب رغبة كل طرف في العيش في استقلالية تامة بعيدًا عن اي تأثير من الطرف الآخر في شؤون حياته. حتى الجدات انفسهن اصبحن يفضلنا العيش بمفردهنَّ لقضاء ما تبقى من العمر في راحة بعيدًا عن المشكلات او ربما اصبحن غير مرغوب في وجودهن في منزل الابناء كما كان في السابق. اما محمد فيقول إن دور الحبوبة مستمر مادمنا محتفظين ومتمسكين باخلاقنا وعاداتنا وتقاليدنا السودانية الأصيلة ومثلنا السوداني القديم وما تربينا عليه نورثه الاجيال على مر الزمان اما هنادي فلها رأي آخر حيث تقول: كلمة حبوبة مشتقة من حب لهذا اتسمت هذه الكلمة بوالدة الام او الاب ذالك لما تحمله من حب وود لاحفادها ففي السابق كانت الحبوبة هي الملاذ والامن لاحفادها. سلمى تقول: الفرق شاسع بين الحبوبة اليوم والامس، حبوبات اليوم اصبحن موظفات يقضين اغلب اليوم في المكاتب ليس لديهن وقت لتربية احفادهن، ومع اختلاف البيئة والزمان تظل الحبوبة رمزًا للمحبة والود وللحبوبة مكانتها التي لا يستطيع احد احتلالها. الحاجة زينب تقول: الفرق شاسع بين حبوبات اليوم وزمان والحبوبة او الجدة اصبحت مشغولة تشغل مناصب عدة وليس لديها وقت لتربية احفادها وتعرفهم على ثقافة الحضانات. اما الخالة آمنة لها رأي آخر، تقول: لا يوجد اي فرق بينهما، الحبوبة اليوم والامس تعتبر الحبوبة او الجدة الركيزة الاساسية في كل بيت، يحبها الجميع ويسعون لخدمتها، تقوم بتربية احفادها وتسهر على راحتهم رأي علم الاجتماع: سلافة بسطاوي اختصاصية علم اجتماع تقول: الحبوبة هي مؤسسة كاملة، لديها دور كبير في التربية والعادات والتقاليد، والحبوبة في السابق كانت متفرغة لتربية احفادها لأن الأسرة كانت ممتدة تعيش في منزل واحد، والآن اصبحت الأسر منفصلة، وانفصال الأسرة ساعد في بُعد الجدة عن تربية احفادها والتواصل بقي محدودًا، زمان كانت متفرغة ومتواصلة في عملية التربية وتعلم كل كبيرة وصغيرة عن احفادها، اما الآن فأصبحت بعيدة عن احفادها تعيش في فراغ وتحاول أن تملأ فراغها بمتابعة الإذاعة او التلفاز او التحدث في التلفون، في السابق كانت متفرغة تمامًا لتربية احفادها حتى دورها في التربية أصبح ضعيفًا وليس لديها وقت لرعاية احفادها.