تناولنا في حلقتنا السابقة مسيرة معهد السودان للقلب ووقفنا على تاريخه وفلسفته التي قام عليها، كما تطرقنا لأصل الفكرة التي تبناها الصندوق القومي لتطوير الخدمات الطبية بالقوات المسلحة في العام 2000م، ورغم أن المعهد قام على أكتاف القوات المسلحة إلا أنه يقدم خدماته للجميع مدنيين وعسكريين وعلى مستوى قومي.. «الاتكاءة» تواصل في هذه الحلقة ما انقطع من حديث، ولكم أن تتابعونا. جولة ميدانية: برفقة اللواء طبيب نزار بشير الحسن المدير العام للمعهد وقفت «الاتكاءة» ميدانياً على التطورات التي حدثت بالمعهد، حيث بدأت الجولة بغرف العناية المركزة ثم قسم أمراض وجراحة القلب والقسطرة «كبار أطفال»، وشملت الجولة الوقوف على التوسعة المعمارية بالجهة الشمالية للمعهد وقد وصلت لمرحلة التشطيب النهائي وفي ذلك يقول المدير العام للمعهد إن تزايد عدد المرضى لا يتناسب مع السعة السريرية بالمعهد، لذلك آلينا على أنفسنا إكمال التوسعة لزيادة السعة السريرية لتصبح «120» التي تشمل «3 غرف عمليات و«2» غرفة قسطرة» وتحديث قسم آلام الصدر «Chest Pain Clinic » وتوسعة قسم الطوارئ. الرؤية المستقبلية يقول اللواء طبيب نزار: كما أن المعهد يقوم بدور تدريبي وبحثي وهذا يتطلب مواصفات تمت مراعاتها في المباني الجديدة وذلك لتحقيق الرؤية المستقبلية للمعهد وهي أن يظل المعهد مرجعًا قوميًا وإقليميًا. وذلك بتكملة التوسعة الحالية في المباني والأجهزة المختلفة والتي سوف ترفع سعة السراير بالمعهد من «40» إلى «120» سريرًا، وبذا يتم زيادة عدد عمليات القسطرة والعمليات الجراحية من «3 4» أضعاف العدد الحالي وتوطين العلاج بالداخل والقيام بأعباء التدريب خاصة للفنيين والكوادر المساعدة وذلك لرفد المراكز والمستشفيات المختلفة بالسودان. الطيب زين العابدين يشهد بالعودة لمكتب المدير العام وجدنا البروفسيور العلامة الطيب زين العابدين بعد إجرائه لعملية كبيرة كتب الله له فيها شفاء على أيدٍ سودانية خالصة وقد اطمأن الفريق الطبي إلى سلامته فأخذناه على جانب يبوح فيه ل«الاتكاءة» حول تجربته فقال إنه دوَّن كل ملاحظاته في مقال نشرته جريدة الصحافة وقال: ما كنت أظن أن لنا مركزًا بالخرطوم لإجراء عمليات القلب المفتوح بهذه الكفاءة وبهذا المستوى وهو لا يقل بأي حال عن أي مستوى عالمي لذلك أشعر بأني اتخذت قرارًا سليما بالعلاج داخل السودان وفي معهد السودان للقلب وأظن أن هذا المركز يحتاج إلى دعم من القوات المسلحة باعتباره يتبع لها وهناك مبنى جديد أوشك على الاكتمال وأتمنى أن يُكمل بسرعة حتى يضطلع المعهد بدوره كاملاً في علاج مرضى القلب ليس داخل السودان فحسب بل خارج السودان أيضاً. الخدمات الطبية واحدة من أهم الإدارات بالمعهد هي إدارة الخدمات الطبية ويديرها كادر سوداني مؤهل على رأسهم العميد طبيب عبد الباقي سيد أحمد، التقيناه وأفادنا بقوله: لكل مؤسسة طبية علاجية رسالة تقوم على ثلاثة أركان هي الخدمة الطبية والتدريب والبحوث وبفضل الله يعتبر المركز من رواد هذه الرسالة بما يتوفر فيه من بنى تحتية تشمل الحوادث وأقسام العناية المركزة وأمراض القلب المختلفة وغيرها لخدمة المريض، ونحن كإدارة خدمات طبية نتطلع لتطوير ما هو موجود والاجتهاد في متابعة كل ما يطرأ من تحديثات في هذا المجال ذلك من خلال الاشتراك في الدوريات العلمية والمشاركة في المؤتمرات المختلفة. وقال الدكتور عبد الباقي إن «75%» من المرضى والكادر الطبي من المدنيين وإن المعهد قومي ويقدم خدماته دون استثناء ولطالما به طوارئ وحالات حرجة ولكل الناس فإن المعهد بالضرورة له دين على الجهات الاتحادية ولاستمرار الخدمة بجودة عالية آمل أن تتواصل الدعومات المقدرة من الجهات المختصة ولنا أن نتقدم بالشكر لأسرة ديوان الزكاة وللصندوق القومي لتطوير الخدمات الطبية، وقال إن لهم خطة إستراتيجية تتطلب تضافر الجهود لتحقيقها وهي تقديم الخدمة مجانًا، لثلاث فئات وهم الأطفال ومرضى الجلطات الحادة ومرضى روماتزم القلب فغالبيتهم فقراء ويمكن ذلك إذا تم تطبيق التأمين الصحي بكل أشكاله. تزايد المرضى بالسودان حول هذه الجزئية يرى د. نزار أنهم منذ أن كانوا بدول المهجر في أوربا لاحظوا أن كثيرًا من السودانيين الذين يأتون في حالات متأخرة ومن أقاصي البلاد ويتعالجون بتكلفة تصل إلى ثمانية آلاف دولار بعد أن يبهروا بنوعية الخدمة الفندقية وبالترتيب والاستقبال قررنا العودة للبلاد ووجدنا أن هناك جوانب إدارية وفنية مفقودة بالسودان وعزمنا على إكمالها فحملنا حقائبنا وبدأنا موسم العودة للسودان، ومسألة تزايد أعداد المرضى أرى أنها بسبب ضعف الثقافة الغذائية ونظام الأكل وإهمال الرياضة، وبالنسبة لجراحات زراعة الشرايين في السودان أقول إننا نواجه إشكالية هي أن شرايين معظم السودانيين معقدة بشكل ملحوظ. إشكالات تعوق العمل تتلخص إشكالات معهد السودان للقلب في مديونية الشركات الطبية على المعهد ويتعذر على المعهد في ظل هذه الظروف مقابلة الالتزام المالي دون دعم خارجي، إضافة لهجرة الكوادر الطبية ذات الخبرات النادرة وكثرة أعطال الأجهزة الطبية لعدم المقدرة على إحلالها وإبدالها في الوقت الحالي، وحتى يستمر عمل المعهد بذات الكفاءة المطلوبة فإنه لا بد من دعم سداد هذه المديونية ودعم التسيير ودعم تمويل استجلاب الأجهزة والمعدات الطبية لتحديث الأجهزة القديمة، والمساعدة في تنفيذ برنامج التدريب الخارجي «خاصة الكوادر المساعدة». وإحياء مشروع المنحة المثالية وأي دعومات نوعية أخرى «تبني دعم أي خدمة داخل المعهد بصورة متواصلة كما كان في السابق كدعم سرير لمريض بالعناية المركزة» وتفعيل منافذ التدريب الخارجي وتنفيذ البرتوكولات الحالية، ورفد المعهد بالكوارد المساعدة، كما أن للمعهد على الجهات القومية دينًا «مثال الطوارئ لا تتلقى أي دعم قومي حالياً» * لائحة شرف مديري المعهد د. بيتر ريقا سويسري الجنسية لواء ركن حسن عثمان ضحوي لواء طبيب بهاء الدين سيد أحمد لواء طبيب الأمين عثمان سيد أحمد لواء طبيب محمد سر الختم لواء طبيب عبد الله حسن أحمد البشير لواء طبيب نزار بشير الحسن