** ليس مبالغة أن نذكر أن العلاقات السودانية السعودية بدأت قبل 75 عاماً.. في مطلع الأربعينيات من القرن الماضي.. واستمرت في الخمسينيات في شكل وجود واحتراف عضوي من العشرات من اللاعبين السودانيين في كل فرق أندية المملكة ونواصل في الستينيات التي شهدت مشاركة اللاعبين السودانيين في أول منتخب سعودي يمثل المملكة في البطولة العربية في بيروت.. وتضاءلت المشاركة في شكل لاعبين وحكام ومدربين في الفترات من السبعينيات حتى اليوم بسبب النكسة التي أصابت الرياضة السودانية خاصة كرة القدم.. واتجاه المملكة بعد الطفرة الاقتصادية الهائلة والتخطيط السليم في كل المجالات إلى المدارس الرياضية العالمية في أوربا وأمريكا الجنوبية وجنت الكرة السعودية ثمار البدايات السودانية وثمار كأس العالم لأربع مرات متتالية، ونهائيات الدوريات الأولمبية.. بل والفوز بكأس العالم للناشئين عام 1991م بعد وجود فاعل في معظم النهائيات واستضافة إحدى بطولات كأس العالم للشباب عام 1987م.. ووصل اللاعب السعودي للاحتراف الخارجي وهو أبرز مظاهر التطور الكروي مع الترتيب المتقدم للكرة السعودية عالمياً وقارياً وإقليمياً وريادة كبيرة في الخليج. أمير الشباب فيصل بن فهد ** حتى نوثق تحقيق العلاقة التاريخية يجب في هذه المساحة الإشارة إلى الكثير من العبارات التي أطلقها أمير الشباب سمو الأمير فيصل بن فهد يرحمه الله حول الاعتراف والتقدير للدور السوداني في بدايات الكرة السعودية وأذكر في العام 1978م.. وجه الأمير فيصل الدعوة للسودان لمشاركة المنتخب الأول لأداء مباراة مع نظيره السعودي الذي كان يستعد لمنافسات دولية وإقليمية كبيرة .. فجاء وفد من الاتحاد السوداني واللجنة الأولمبية السوداني بضم رئيس الاتحاد عامر جمال الدين وصديق حمد رحمهما الله للاعتذار عن عدم قبول الدعوة لظروف الكرة السودانية بعد نكسة ما يسمى بالرياضة الجماهيرية وهجرة اللاعبين والكوادر.. وكان مما قاله المرحوم عامر جمال الدين إننا لن نعبث بسمعة الكرة السودانية بعد أن تدهورت في السعودية التي تحتفظ بصورة طيبة عنها. ** تأثر الأمير الراحل فيصل بن فهد يرحمه الله بهذه العبارة.. وأطلق عبارة لا تزال ترن في الآذان .. أنه لن يهدأ له بال إن لم نعمل على إقالة عثرة الكرة السودانية التي نحتفظ لها بدور مقدر في بدايات الكرة السعودية.. ونُشرت التصريحات على نطاق واسع وقرر الأمير فيصل عمل بروتوكول تعاون بين البلدين وتم إعداده في تلك الزيارة، ثم تم تجديده عام 1982م حين شارك الهلال في البطولة العربية بالدمام.. وتم تجديده للمرة الثالثة عام 1991م مع وزير الشباب والرياضة الأسبق اللواء إبراهيم نايل إيدام.. وحتى اليوم يسأل الأشقاء السعوديون عن هذه البروتوكولات الموقَّعة والجاهزة.