(تعتبر محلية تلكوك بولاية كسلا إحدى المناطق التي أرهقتها الحرب وعاشت ظروفًا استثنائية في مرحلة ما قبل اتفاق الشرق وقتها لم تكن المحلية تسلك دروبًا غير سبيل الحرب وتسخير كل الإمكانات لمجابهة المعتدين غير أن الظروف الآن قد تبدلت كما يبدو إلى مرحلة السلم وفتح المسارات للتعايش مع الظروف والتحولات الجديدة السيد محمد طاهر سليمان بيتاي حفيد الشيخ بيتاي رجل القرآن بمنطقة همشكوريب يتولى الآن قيادة هذه المحلية.. (الإنتباهة) جلست إليه ورصدت إفاداته حول محلية تلكوك التي زارها النائب الأول لرئيس الجمهورية الأيام الفائتة).. ٭٭ بداية في أي سياق نقرأ طبيعة زيارة النائب الأول للمحلية؟ طبعًا هذه أول زيارة لمسؤول اتحادي لهذه المنطقة، وهي أكثر محلية تأثرت بالحرب وأن آخر فوج من قوات جبهة الشرق خرج من هذه المحلية. ٭٭ ما هي أبرز التحوّلات التي تشهدها المنطقة في مرحلة ما بعد الحرب. في الحقيقة أول خطوة اتخذناها الآن هي تخطيط المنطقة وإخراجها من النمط القروي إلى الحضري، وبالشكل الذي يسهل علينا عملية إدخال الخدمات الأساسية بعد أن جلسنا مع كل المشايخ وقيادات المنطقة والمواطنين ووجدنا استجابة وتفهمًا كبيرًا لهذه الخطوة، ولكن واجهتنا بعض المشكلات ولكن بالإرادة القوية وبتعاون بعض الجهات والشركات العاملة بالمحلية تم تجاوز هذه الإشكالات كما تمت معالجة مشكلة الأيتام الذين تأثروا بالتخطيط. ٭٭ ما هي إستراتيجيات وخطط المحلية لإحداث التحوّل للشباب من أجواء الحرب إلى ما بعد الحرب؟ بالتأكيد لدينا إستراتيجيات حيث عملنا على إنشاء مراكز للشباب للتدريب والتثقيف والإرشاد في كل المجالات ومن ثم اتجهنا للدخول في مشروعات التمويل الأصغر كما قمنا بتنظيم الأسواق وتأهيلها ودعم التجار لتأهيل هذه الأسواق ونستهدف هذا العام 75 دكانًا وتم الآن افتتاح 46 دكانًا على يد النائب الأول لرئيس الجمهورية.. وتم أيضًا افتتاح جامع تلكوك إلى جانب 6 جوامع أخرى. ومن أجل إحداث هذا التحوّل اهتمت المحلية كثيرًا بالتعليم ولدينا الآن حوالى 45 مدرسة منها 7 للبنات على مستوى المحلية؛ ولأن المنطقة تأثرت كثيرًا بالحرب تم اعتماد مستشفى كبير مرجعي للمنطقة من قبل حكومة الولاية. ٭٭ يبدو أن المحلية تعاني كثيرًا في عملية التنقل والتواصل مع المناطق الأخرى بسبب غياب الطرق؟ صحيح كانت هناك مشكلة كبيرة في الطرق لكن الطريق بين كسلا وكركون وتلكوك بطول 50 كيلو أنجز فيه حتى الآن 50%، أما في جانب المياه فكانت هناك مشكلة حقيقية خاصة في رئاسة المحلية وذلك بسبب مشكلة المسكيت ولذلك عملنا على تنظيم نفير ثابت كل يومي السبت والأحد من كل أسبوع لمكافحة وإزالة آفة المسكيت وهناك منظمة ألمانية موجودة عندنا تعمل في مجال مشروعات حصاد المياه وقد التزمت هذه المنظمة بتوصيل كامل لشبكة المياه خصوصًا أن مصادر المياه متوفرة بالمحلية وقد حصلت المحلية على دعم قطري عبر اتفاقية الشرق كما تمت إقامة قرية نموذجية داخل محلية تلكوك عبر هذا الدعم القطري مكتملة الخدمات والمؤسسات. ٭٭ لماذا لم تفكّروا في إشاعة وتنفيذ ثقافة تجميع القرى؟ نجتهد الآن بشكلٍ كثيف لتجميع القرى حيث قمنا بتجميع بعض القرى في قرية قدماي المسجد وقرية قدماي الآبار ومندويت ومنطقة خشم تاداي وجاءت فلسفة تجميع القرى لتوفير الخدمات وقد وجدت هذه الفكرة تجاوبًا كبيرًا من قِبل المواطنين؛ لأن الحرب كانت هي السبب المباشر في عدم استقرار هذه القرى. ٭٭ هل فكّرتم في تحريك النشاط التعديني، وهل توجد أي دراسات بشأن المعادن بالمنطقة؟ هذه المنطقة مبشرة بإنتاج المعادن وهناك برنامج للتعدين عن الذهب وتوجد الآن شركتان تعملان في مجال التعدين وهي شركة كمبال وشركة كسلا للتعدين وهي شراكة بين كسلا وشركة صينية أخرى للتعدين وهنالك أيضًا شركة المحاميد العاملة في مجال الرخام وهنا لا بد من الإشادة بالشركة الصينية التي دأبت على تقديم الخدمات الضرورية للمواطنين بمنطقة تلكوك، كما أنها التزمت بتوصيل الكهرباء من الشبكة القومية لمسافة 100 كيلو وأقرب مدينة بها لمحلية تلكوك هي مدينة أروما. ونقول إن المحلية تعتمد في مواردها على التجارة؛ لأن هناك محاجر كثيرة والأمن هنا بالمحلية مستتب، كما أن هناك إنتاجًا مستقبليًا للأسمنت في منطقة مامان.