عاش في قديم الزمان فلاح هرم، وكان عنده أربعة أولاد.. وفي ذات مرة استدعى الفلاح ابناءه وقال لهم: سمعت أن في الكون عجائب كثيرة اذهبوا وابحثوا عنها. ودع الأبناء والدهم وتفرقوا.. الكبير ذهب شمالاً والأصغر منه جنوباً والثالث شرقاً والأصغر غرباً. وعادوا بعد ثلاث سنوات لوالدهم، فحكوا له من العجائب.. فقال الكبير: في الشمال يوجد أناس مدهشون تعلمت منهم كيف أرى على بعد مئة كيلو دقائق الأشياء. قال الثاني إن الذي تعلمته من الجنوب أن احضر أي شيء حتى لوكان بعيداً وبسرعة فائقة. ضحك الثالث وقال لابيه: اني يا ابي تعلمت من الشرق الرماية وبدقة تصل حد الإعجاز. قال اصغرهم وهو يفتخر بما حققه في الغرب اني تعلمت إعادة كل شيء مكسور مهما كان إلى حالته الطبيعية. أراد الاب ان يختبرهم فأشار لابنه هل ترى تلك الشجرة البعيدة في الأفق.. ماذا بها؟ قال الكبير: إن بها عش طير به ثلاث بيضات. وقال للذي يليه اذن احضرها: فكانت الثلاث بيضات في لمح البصر أمام أبيهم. قال للأوسط هل لك أن تضعها بعيداً وتصيبها بسهم فتقسم كل بيضة على اثنين قسمة متساوية؟ وبين دهشة الجميع فعل الثالث ما اشار اليه ابيهم. وبقي دور الصغير فكان مذهلاً حيث احضر إبرة وخيط وارجع البيضات الثلاث لسيرتها الأولى فكأنها لم تصب بانقسام من قبل!! بعدها خرج الإخوان الاربعة يتفسحون في المدينة فشاهدوا لافتة كبيرة في الطريق تقول إن الملك فقد كنوز البلاد جميعها وهذه الكنوز تمثل «عزة الوطن» من يستردها فإن له جائزة ضخمة وتكريم من الملك. ذهب الأخوان الثلاثة في البحث فنظر الذي يتمتع بنظر ثاقب واشار إليهم بأنه يوجد تنين كبير على بعد مائة كيلو يحرس الكنوز في صخرة. وقال ان التنين هذا ينزل كل اسبوع في البحر كي يتناول طعامه وعليهم ان ينتهزوا هذه الفرصة. وحينما نزل التنين اشار اليهم الاكبر بأن يؤدي كل منهم ما تعلمه. فصنعوا مركباً وابحروا حيث الكنوز ووضعوها بالمركب. التنين حينما اكتشفهم هرع اليهم مسرعاً للهجوم، فما كان من الذي تعلم حرفة الرماية إلا أن صوب عليه سهماً في قلبه فقتله في الحال. لكن هجوم التنين أهاج البحر فطارت المركب وتهشمت. وهنا اخرج الذي اكتسب مهارات الخياطة فاعاد المركب وبها الكنوز كما كانت وعادوا للملك. والملك في مهرجان كبير اعلن عن تكريمهم واشار إليهم بأن يطلبوا ما يشاءون وهو سيستجيب. الأول قال له: ان طلبي بسيط هو أن تهب الأراضي للفلاحين ليفلحوها. الثاني قال للملك: ان طلبي أن تكسو كل الفلاحين. الثالث طلب: ان يفك اسر كل فلاح معسر في مال أو دين. أما الأخير فطالب بأن يعين الملك قضاة عادلين. وفعل الملك ما طلبوه وعاشت البلاد في أمان.