قابلته أول مرة في مكاتب مجلة الخرطومالجديدة بشارع المطار ورغم أنني كنت من قراء عموده الخفيف اللطيف «إلا قليلا» إلا أن جلسته وطريقة حديثه أوحت إليَّ أنه «فاكيها في نفسو شويتين» ومن ثم بدأت في تبادل الكلمات معه بحذر ولكن سرعان ما تكشفت لي نفسه المتواضعة وارتحت لحديثه الشائق وكانت تلك المقابلة بداية لعلاقة لا أقول زمالة فالعين لا تعلو على الحاجب ولكن فلنسمها صداقة أعتد بها وكان على تواصل معي يسأل عني إذا غبت، كثيرًا ما كنا كصحفيين نستأنس برأيه كمحلل في بعض التقارير التي لا يصلح لها غير حديثه وكان يشفق علينا من إتلاف الرصيد فيقول لي أو لأي زميل آخر: «انتظري حا أتصل عليك أنا» فأقول: «يادكتور الجريدة بتدينا نثرية اتصالات ما تشيل همنا». فيصر على رأيه وعندما يتصل يضحك بلطف ويقول :«مش أنا المتصل؟ اتكلم واتونس على راحتي بقى».. فليرحم الله الدكتور كمال حنفي الذي عاش كالنسمة ورحل كالطيف وليلهم آله وأسرته الصبر الجميل. رسالة من العقليين الأستاذة الفاضلة هويدا السلام عليكم في المنطقة الشمالية الغربية لمحلية الكاملين المحاذية لحدود ولاية الخرطوم يعاني المواطن من وعورة الطريق الذي لا يتعدى طوله ال40 كيلو مترًا خاصة أن هجرة الناس للخرطوم طلبًا للعلاج والتعليم وتسويق منتجاتهم البستانية والحيوانية أمر أصبح حتميًا. ولاة الجزيرة المتعاقبون وعدوا مرارًا بوضع حد لتلك المعاناة في ظل ارتفاع تكلفة الترحيل التي تساوي تعرفة ترحيل لولاية سنار فتعود فائدتها لصاحب سيارة النقل ويتحمل تكلفتها مواطن الخرطوم، حيث وعد والي الجزيرة بتنفيذ الطريق في 2010 وكان جزءًا من حملته الانتخابية هو ونائب الدائرة للمنطقة الغربية بالبرلمان الشيخ محمد المك عثمان وعدا بتنفيذ الطريق فورًا في العام 2010 وقد اصدر معتمد الكاملين يوسف الزبير قرارًا بالرقم «26» لسنة 2011 بتكوين لجنة لمتابعة طريق «الشهيد النعمة العقليين» تحت رعايته ورئاسة نائب الدائرة بالبرلمان وعضوية نائب رئيس المؤتمر بالمحلية ونائب الدائرة بالمجلس التشريعي الولائي وعضوية قيادات المنطقة وشبابها. وفورًا باشرت اللجنة مهامها بالاجتماع بالمسؤولين وبعد ان احست بعدم جديتهم في تنفيذ الطريق الذي يفيد سبعًا وعشرين قرية أعدت دراسة شاملة عن المنطقة ونوعية التربة واستخراج المسار في ديسمبر من نفس العام من مواردها الخاصة و استعانت في ذلك بشركة العاني والشماع وأرسلت الدراسة للوالي ونائبه والمعتمد ومدير التخطيط العمراني الذي اعتمدها كافضل الدراسات لطرق الولاية وامر الوالي بتنفيذ الطريق فورًا وتضمينه ضمن خطة الطرق لعام 2012 وانتهى 2012 ولم تحصد المنطقة سوى الوعود التي يطلقها الوالي ويحجم عن تنفيذها التنفيذيون وفي نهاية العام «2012» جلست اللجنة وقيادات المنطقة مع االوالي ونائبه فقطعا وعدًا جديدًا بالبدء في تنفيذ الطريق في اليوم الاول من «2013» وسيتم تدشين آليات الولاية في منطقة العقليين على ان يتحمل مواطن المنطقة تكاليف التسيير وتلتزم الولاية بالآليات وصيانتها واحتياجات الطريق من الخرصانة وغيرها وقد التزمت اللجنة وقيادات المنطقة وحنثت الولاية في تنفيذ الجانب الذي يليها وجاء العام 2013 وقد شارف نصفه ان ينقضي ولا جديد. عادت اللجنة مرة اخرى للوالي ونائبه في محاولة يائسه عسى ان يضعا حدًا لتلك المعاناة علمًا بان المنطقة التي تضم اكثر من 27 قرية ليس فيها مستشفى ريفي واحد اوبالاحرى ليس بها طبيب امتياز ناهيك عن اختصاصي والتقت بالوالي ونائبه الذي استدعى مدير التخطيط العمراني وامره بتسليم الآليات فورًا وقد اعطى اللجنة مكتوبًا بذلك وعند ذهاب اللجنة لاستلام الآليات رفض مسؤول الآليات تسليمها بحجة تسليمها لمدير جديد وطلب إمهاله أيامًا لترتيب الامور وقطع الوالي وعدًا جديدًا بتسليم الآليات فورًا يضاف الى الوعود السابقة وحصدنا صفرًا آخر. رجعت اللجنة للنائب مرة اخرى وقد شق على اللجنة وقيادات المنطقة الوصول اليه حتى عبر التلفون وقد نجحوا في احدى المحاولات بمقابلته هاتفيًا واعتذر عن ماحصل وما سيحصل ووعد بمعالجة الامر خلال ايام وللاسف مرت على ذلك اكثر من حوالى شهرين ولا بشارة! رأينا بام اعيننا الطرق تنتشر في الخلاء بلا زرع او ضرع وتُترك مناطق الانتاج يقتلها الإهمال ولا حيلة لأهلها سوى التضرع لله سبحانه وتعالى ان يخفف عنهم هذه المعاناة. احمد قريب الله