رصد: عطاف عبد الوهاب تصوير: محمود البرجوب في ميدان الجمهورية.. بكسلا الوريفة.. احتشد المئات من أبناء المدينة والأرياف.. وهم يستمعون بإنصات شديد إلى حديث قيادات المنبر.. الشيخ وقيع الله حمودة شطة نائب رئيس المنبر والشيخ عمر أحمد محمد نور مساعد الرئيس لولاية الخرطوم والعميد معاش شرف الدين عبدالله عضو مجلس الشورى.. القيادات خاطبت أهل كسلا «مبصرين» بأهداف المنبر «شارحين» المآلات القادمة «كاشفين» عن خيانة مالك عقار وعبد العزيز الحلو والمارق ياسر عرمان «موضحين» ما تضمره الحركة الشعبية ودولة الجنوب وقوى الاستكبار من مكائد ودسائس للسودان الشمالي وهويته وعقيدته.. الإنتباهة كانت هناك ترصد الندوة: المنبر يقطع الطريق بداية تحدث العميد معاش شرف الدين عبدالله عضو مجلس الشورى قائلاً: إن منبر السلام العادل قد وعى منذ انطلاقته أن مشكلة الجنوب إنما يكمن حلها الوحيد في الانفصال، هذه الحقيقة التى رفضت كل الحكومات السابقة الاعتراف بها والتغاضي عنها، مبينا أن الاحتلال والإنجليز كانوا أول من فصل شعب الجنوب عن الشمال، وذلك عن طريق قانون المناطق المقفولة، حتى يقطعوا الطريق على المد الإسلامي والعربي.. وأوقروا صدور الجنوبيين على الشمال وأهله وهويته وعقيدته، وأضاف شرف: ومنذ ذلك الحين حتى اتفاقية نيفاشا المشؤومة ظل الجنوبيون يحملون الحقد في صدورهم بعد أن قتلت الحركة الشعبية الابرياء من الشماليين في الجنوب.. ثم جاءت بعد ذلك نيفاشا تريد أن تطبق الخطة «أ» وهو إقامة السودان الجديد المبني على العلمانية، ففشلوا في ذلك بعد أن وقف لهم المنبر بالمرصاد.. وزاد شرف: لقد ظللنا نقول في المنبر أن الجنوب لا يتفق مع الشمال البتة، لا في عاداته ولا تقاليده.. ولذلك سعينا لفكرة فصل الجنوب بكل وسائلنا ومنابرنا وعلى رأسها الإنتباهة .. حتى فرج الله علينا بفصل الجنوب .. ثم أتوا بعد ذلك لينفذوا الخطة «ب» التى بدأت بدق الإسفين في النيل الأزرق وجنوب كردفان وابيي .. لكننا وعينا تمامًا ما تضمره الحركة الشعبية وأعوانها من الطوابير فكان أن لقنّاهم درسًا لن ينسوه أبدًا وهم الآن ملاحقون ومشردون.. وذلك حتى لا يفكروا يومًا في المساس بأمن وأمان المواطن... أبناء السودان.. والعروة الوثقى الشيخ عمر أحمد محمد نور مساعد الرئيس لشؤون ولاية الخرطوم بدأ حديثه بإلقاء التحية لأهل كسلا أحفاد الصحابة وابناء عثمان دقنة وأرسل تحايا المنبر من مدينة كسلا لقواتنا المسلحة وللمجاهدين والمرابطين في الثغور وهم يدافعون عن هذا الوطن وشعبه وأهله وهويته وعقيدته.. وقال إن السودان الشمالي بمختلف قبائله إنما تجمع بينهم العروة الوثقى الا وهي عروة الاسلام.. وقال.. إننا في السودان الشمالي كنا نرفض أن يحكمنا سلفا كير ميارديت، فنحن مسلمون تحقيقًا لقوله تعالى «ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا»، وقطع عمر بأن أعضاء منبر السلام العادل لم يكونوا ولن يكونوا يومًا من الايام عنصريين أو انفصاليين بل هم مسلمون مؤمنون بكتاب الله وسنة رسوله. جاهزون للدواس وقال عمر إنما اردنا نحن في منبر السلام العادل أن نقيم دولة الدين والشريعة الإسلامية السمحة.. وقال: نحن دعاة لتوحيد أهل القبلة، لدينا الحجة ولدينا المنطق فإن جاء من يحاججنا رددنا عليه ومن كان يريد الحرب فنحن أهل لها و«البدور الدواس نحنا جاهزين للدواس» السلام العادل ختم الحديث الشيخ وقيع الله حمودة شطة نائب رئيس منبر السلام العادل حيث حيّا أهل كسلا وقبائل الشرق وعموم البجا قائلاً: يا ايها الصامدون صمود توتيل والتاكا نحن في المنبر .. مع السلام العادل، السلام الذي يجلب الاستقرار السياسي و الاستقرار التربوي والقيمي والتزكوي في المجتمع الذي يصون حرمة البلاد وحرمة الوطن وسيادته وعزته أمام الاستهداف الخارجي، نريد أن نبني وطنية راسخة قائمة على مبادئ الهوية، ولقد حرصنا على أن نجمع الناس لا تحت شعارات جوفاء ولا فارغة، اردنا أن يجتمع الناس حول مبادئ وقيم الإسلام لذلك عندما طرحنا رؤيتنا في قضية الجنوب والعلاقة بين الشمال والجنوب كنا نظن أن الشعب في السودان الشمالي الكبير والعريض لا يمكن أن يوحد ولا يمكن أن يرتقي ويتقدم ويزدهر إلا إذا عالجنا هذه القضية السياسية التى أقعدت السودان ل 55 عامًا منذ أول تمرد بتوريت و13 مدينة ومركزًا قتل فيها ابناء السودان الشمالي المسلم وكان تدبير المستعمِر واضحًا منذ قانون المناطق المقفولة ونحن في المنبر كنا نعلم أن جميع القوى السودانية منذ عهد الاستقلال ظلت تداهن وتجامل لوضع العلاج الشافي لهذه القضية.. لذلك نحن في المنبر قلنا كفى للدماء والحروب لأكثر من 50 سنة وكانت اطول حرب في تاريخ افريقيا بل والعالم أجمع قضت فيها على الاخضر واليابس فقدنا فيها الرجال والشباب، وما من قبيلة أو أسرة إلا واحتسبت عند الله شهيدًا او جريحًا أو مفقودًا في هذه الحرب اللعينة ولذا فنحن في المنبر نشعر بالفخر لأننا كنا سببًا ايضًا في فصل الجنوب. المنبر.. والمشروع الإستراتيجي وقال وقيع الله إن الذين يظنون أن المنبر قد انتهى دوره بانتهاء قضية الجنوب هم واهمون ولا يدرون الاهداف الكلية للمنبر، فنحن ماضون في قضية الاصلاح السياسي والتربوي والقيمي في البلاد حتى نرى حكومة قوية وحتى نرى معارضة راشدة، كما أننا نريد أن نخفي ونقضي على آثار الجبناء والمارقين والمرتدين من المنافقين المندسين في القوى السياسية وفي مقدمتهم قوى العلمانية، هذه الاحزاب الطائفية التقليدية التى لم يصبح بها سوى الزعيم الديني المعتق ليكون بقية الناس له خدامًا وعبيدًا، إننا في المنبر نريد أن نحيي قول عمر ابن الخطاب رضي الله عنه «متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتم احرارا» التنمية لأهل الشرق إننا في المنبر نريد التنمية لأهلنا في الشرق ولا نريد أن نرى امراض الكلزار وامراض حرمان التعليم، نريد أن نرى الناس وهم يعيشون بأمان واستقرار ترفرف راية الشريعة فيهم، ولتكن راية الله هي العليا وراية العلمانيين والشيوعيين هي السفلى، إننا في المنبر نعي تمامًا حقوق أهل وقبائل البجا احفاد المجاهد عثمان دقنة فلقد عرفت هذه القبائل الاسلام من قديم الزمان وأسهموا في تاريخ البلاد ونحن نحييهم فردًا فردًا، فالمنبر مفتوح للجميع ولكل من يجد فيه نفسه. لسنا عنصريين إننا في المنبر لسنا عنصريين ولا ننتمي لأفق ضيق بل الى هذا السودان الكبير لقول الله تعالى «وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً»، نحن نريد الإصلاح السياسي الذي يخضع للأخلاق والعقيدة والدين لا نريد سياسيًا مكابرًا منافقًا، كما أننا بحاجة لخطاب سياسي واسترداد سيادة الوطن، كما ينبغي للأحزاب ان تعلم أن هذا الشعب لا يحكم إلا بالشريعة وبالدين وقد قلناها وسنظل نقولها لرئيس الجمهورية إننا لن نرضى إلا بالشريعة وسنقف سدًا منيعًا لقوى العلمانية التى تريد أن تتطاطئ من الشريعة ونحذرهم أن الشعب هو أول من سيقف ضدهم. رسالة للقوات المسلحة ثم أرسل الشيخ وقيع الله رسالة لقواتنا المسلحة وللمجاهدين المرابطين في الثغور والدبابين بأن يظلوا تحت الاستعداد والاستنفار لقوله تعالى «وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ ...» هؤلاء الآخرون هم المنافقون والكذابون امثال ياسر عرمان والحلو وعقار، كما أرسل الشيخ وقيع الله رسالة لدولة الجنوب وقال: إننا نرسل رسالة الى دولة الجنوب بأن تقف وتلزم حدها، فإن أرادوا السلام فنحن أهل للسلام وإن ارادوا الحرب فنحن لها جاهزون، وسندك حصون جوبا ولن نخاف البتة لا من الجنوب ولا من دول الاستكبار وعلى رأسها امريكا ما ظل فينا هذا الدين، كما أنا لا نهاب المشروع الامبريالي الجديد لقول الله تعالى «وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَبَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ»، إن كل من تراجع عن عهد الله والشهداء والمجاهدين فهو خارج عن إرادة الشعب ويكفنا عبرة برسول الله وصحبه وهم يقيمون دولة الاسلام، ونحن أمة مجاهدة ولن نتراجع عن هذا النشاط وسنورد الشوعيين والعلمانيين موارد الهلاك بإذن الله. نحن نريد اصلاحًا كاملاً وهذه ليست مزايدات سياسية او شعارات جوفاء، فالجهاد هو سنة ماضية ما قام فينا هذا الدين إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وأي أمة استكانت وتركت الجهاد فهي أمة ضعيفة، رسالة للشباب ثم أرسل الشيخ وقيع الله شطة رسالة الى الشباب قائلاً إن عليكم ان تتربوا بالتربية الوطنية القوية فالمؤمن القوي خير عند الله من المؤمن الضعيف قال تعالى «ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الاعلون إن كنتم مؤمنين» فالمؤمن لا يخاف ولا يهن ولا يفزع لأن الموت تعددت اسبابه وهو واحد لذا فمن الافضل ان يموت الانسان عزيزًا على أن يموت ذليلاً، الاسلام يدعونا الى العزة وهذه القيم هي التى يدعونا اليها الاسلام..