في إطار اللقاءات التي تجريها «نافذة مهاجر» مع الطيور السودانية في بلاد المهجر للتعرف على أحوالهم وطرح قضاياهم، كان لنا هذا اللقاء مع المغترب السوداني علي الجد عباس من مواطني شرق النيل هاجر الى المملكة العربية السعودية عام 1996م وعمل بمدينة الرياض في مناطق مختلفة وأعمال مختلفة والآن يعمل في مركز لألعاب الأطفال «مدينة الملاهي» منذ عشر سنوات.. ٭ في البداية حدثنا عن الأسباب التي دفعتك الى الهجرة والاغتراب؟ دفعتني ظروفي القاهرة للهجرة، وذلك بسبب وفاة والدي إذ أنني الابن الأكبر والعائل الوحيد لأسرتي وأخواتي البنات بعد وفاة الوالد رحمه الله ونسبة للمتطلبات الكثيرة التي كانت تحتاجها الأسرة وخاصة أخواتي في مراحل التعليم المختلفة، فمن أجل ذلك هاجرت الى المملكة العربية السعوديه بحثاً عن مصدر رزق أستعين به على مواجهة ضرورات الحياة. ٭ كيف تقيم تجربة «17» عاماً في بلاد الغربة؟ بالرغم من قسوة الاغتراب ولكن تجربتي الطويلة في الغربه علمتني كثيراً من الدروس مثل الصبر وقوة التحمل واكتساب خبرات في مجال العمل والتعرف على جنسيات أخرى، وعلى عاداتها وتقاليدها وكيفية التعامل معهم إضافة للعائد المادي الذي أهلني لتحمل نفقات أسرتي حيث أكملت نصف ديني والحمد لله، واستطعت أن أوفر دخلاً يعينني على حوائج الزمن. ٭ ماذا أضافت لك الغربة، وماذا خصمت منك؟ لا شك اأن الغربة قد أضافت لي الكثير منها العائد المادي واكتساب خبرات وقوة التحمل والصبر. وخصمت مني الكثير بفقدان الأهل والأصدقاء والوطن. ٭ ما طبيعة العلاقات الاجتماعية بين الشعب السعودي والسودانيين؟ تقتصر العلاقات الاجتماعية على حسب التعامل بين العامل وأصحاب العمل، والشعب السعودي يكن الاحترام للشعب السوداني ونسبة الصدق والأمانة اللذين يتحلى بهما السوداني ونشاركهم في الأفراح والأتراح. ٭ كيف تقيم أداء جهاز المغتربين؟ يتسم أداء جهاز المغتربين بالرداءة الشديدة والعشوائية في العمل وعدم التنظيم وتأخر الإجراءات وتعقيدها. ٭ ما مدى ارتباط أبناء الأسر السودانية بالعادات والتقاليد السودانية بالمهجر؟ ارتباطهم وثيق بالعادات والتقاليد السودانية التي تتمثل في الزواج، فالزواج في المهجر بنفس المراسم التي تتم في السودان والتي تتمثل في الحناء وحفل الزفاف بحضور الأهل والجالية السودانية. ٭ ما صدى صحيفة «الإنتباهة» عند المغترب السوداني؟ يحرص كل السودانيين في المملكة على شراء صحيفة «الإنتباهة» وقراءتها، فهي موجودة مع المغترب السوداني في المتجر والبقالة وفي الأسواق وكل مكان لا تشاهد فيه سودانياً إلا وهو يحمل صحيفة «الإنتباهة»، فبالاضافة الى أنها تعكس لنا كمغتربين قضايا الوطن وتطلعنا علي ما يدور فيه، هي أصبحت تمثل رابطاً روحياً للمغترب. بأرضه وأهله أكثر من أية وسيلة إعلام أخرى.