قصف كادقلي وجلسة طارئة للبرلمان..طه: الاعتداء على أم روابة محاولة يائسة لن تزيدنا إلا قوَّة..طه: الاعتداء على أم روابة محاولة يائسة لن تزيدنا إلا قوَّة الخرطومأم روابة: معتز أم سلمة هبة هاجمت قوات تتبع للجبهة الثورية أمس ولاية شمال كردفان لأول مرة منذ اندلاع الحرب في ولاية جنوب كردفان، مما أدى الى استشهاد «16» من الشرطة وعدد من المواطنين. وقُطع الطريق القومي بين كوستي والأبيض لعدة ساعات، واعتدت القوة على مدينة أبو كرشولا بجنوب كردفان، ومنها إلى منطقة السميح والله كريم ومدينة أم روابة «301» كيلو متر من العاصمة الخرطوم ناحية الجنوب الغربي بشمال كردفان، ونهب المعتدون متاجر المواطنين وهواتفهم، فضلاً عن الاعتداء على المنشآت الخدمية ومحطات الوقود في تلك المناطق، وذلك بالتزامن مع انهيار الجولة الأولى من المباحثات بين الحكومة وقطاع الشمال بأديس أبابا. بحوالي «151» عربة، في وقت أعلنت فيه القوات المسلحة مساء أمس سيطرتها التامة على الأوضاع بمدينة أم روابة. واحتسبت قوات الشرطة عدداً من منسوبيها جراء الهجوم على أبو كرشولا وأم بركة (4) من قوات الاحتياطي المركزي وفردين من الشرطة العامة والشرطة الشعبية وإصابة ملازم و(3) أفراد من قوات الاحتياطي المركزي و(2) من الشرطة الشعبية وفرد من الشرطة العامة. كما احتسبت بمدينة أم روابة (6) من شرطة الطوارئ بينهم ملازم و(2) من الشرطة العامة واحتسبت فردين من منسوبي شرطة المرور على طريق المرور السريع. غطاء جنوبي وابتدرت الجبهة الثورية الهجوم على منطقة «أبو كرشولا»، حيث تجمعت تلك القوات قبل أربعة أيام بمنطقة الليري بولاية جنوب كردفان، واتجهت تحت غطاء وفَّرته استخبارات دولة الجنوب بأجهزة الاتصالات «الثريا» من ولاية الوحدة حتى وصلت إلى التونجة بدولة الجنوب. وسياسياً أرجأ البرلمان جلسة طارئة بشأن الاعتداء ليوم غدٍ بدلاً عن اليوم على خلفية انعقاد اجتماع طارئ لقيادة المجلس الوطني أمس. تسلل المعتدين وقالت القوات المسلحة في بيان لها أمس، إن قوات الجبهة الثورية نهبت قرية «الله كريم» واستهدفت مدينة أم روابة وقامت بتدمير أبراج الاتصالات ومحطة الكهرباء ونهبت ممتلكات المواطنين ومحطات الوقود، واستشهد في الأحداث أربعة مواطنين وأُصيب العشرات، وكشف الجيش عن تسلل قوات الجبهة الثورية عبر المسالك الوعرة بجبال النوبة مستفيدة من الغطاء الذي توفره طبيعة المنطقة إلى أن وصلوا منطقة أبو كرشولا وجبل الدائر، حيث تصدت لهم القوت المسلحة وأحدثت فيهم خسائر في الأرواح والمعدات، وذكر الجيش أن قوات الجبهة الثورية واصلت تقدمها من أجل إحداث أقصى ما تستطيع من تخريب. وأبان المتحدث الرسمي باسم الجيش العقيد الصوارمي خالد سعد، أن الجبهة قامت بتجميع قوات تخريبية بمنطقة «جاوا» بولاية جنوب كردفان، وتسللت لمهاجمة مدينة أم روابة فجر أمس، على الرغم مما ترفعه من شعارات تدعي فيها تبني قضايا الوطن. محاولة يائسة وفي السياق وصف النائب الأول لرئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه الاعتداء على أم روابة بالمحاولة اليائسة، وقال في الاجتماع الرابع لهيئة علماء السودان أمس، إن المحاولة التي قامت بها الجبهة الثورية لن تزيدنا إلا قوة، وأكَّد أن هذه المحاولات لن تنال من البلاد، وجزم بأنها لن تزيد الناس إلا ثباتاً وإصراراً. ونوَّه طه إلى أن المحاولة سترد إلى من فعلوها. فيما دعا نائب رئيس الجمهورية الحاج آدم الجيش لسحق أعداء السودان بالداخل والخارج. وقال إن التدشين يأتي رداً عملياً على المخربين وأعداء الوطن الذين قاموا بأعمال تخريبية بمحطة كهرباء أم روابة، وأردف قائلاً خلال مخاطبته أمس تدشين تغيير مجرى نهر عطبرة، «إن تغيير مجرى النهر يعتبر رداً على أعداء الوطن في الداخل والخارج، رغم كيد المخربين للمشروعات التنموية وأصحاب الممارسات الطائشة»، لافتاً أنها لا تثني الحكومة في المضي قدماً عن تحقيق السلام والاستقرار. داعياً حملة السلاح للاستجابة لنداء السلام، وطالب الحاج آدم المواطنين بالالتفاف حول القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى لسحق أعداء السودان بالداخل والخارج. المرحلة الحرجة من جهته أكد والي شمال كردفان معتصم زاكي الدين استشهاد ثلاثة من قوات الشرطة بالقرب من مسيد الشيخ آدم بأم روابة، ولفت إلى إصابة عدد من طلاب الخلاوي هناك، وذكر أن الخسائر بمحطة كهرباء أم روابة جاري حصرها، وأكد أن المنطقة تعدت ما أسماه بالمرحلة الحرجة عقب بسط الجيش سيطرته عليها. وفي السياق قال نائب والي النيل الأبيض محمد أحمد شنيبو أمس، إن حركة المرور بين الخرطوموكوستي والأبيض تسير بطريقة جيدة، وأضاف أن الجيش تصدى للهجوم، والمنطقة آمنة. وأردف قائلاً: «جاهزون للرد على العدوان والمرتزقة». من جانبه قال معتمد أم روابة الشريف الفاضل، إن «10» من قوات الشرطة أصيبوا في الاعتداء. وأبلغ «الإنتباهة» بتدمير في بنك الخرطوم ومحطة المياه والاعتداء على مراكز الشرطة وبعض الأحياء. ووصف الاعتداء بالسلوك العدواني. وأكد أن الأوضاع تسير بصورة طبيعية، وذكر أن التيار الكهربائي قد انقطع بعد الاعتداء، ولفت إلى مقاومة قوات الشرطة للمعتدين. وفد برلماني وفي غضون ذلك شدَّدت مصادر دبلوماسية على أن الاعتداء على أم روابة محاولة لتقويض عملية السلام، وجزمت بأن مشاركة الحركة الشعبية قطاع الشمال في الهجوم على المدينة يؤثر على مسار العملية التفاوضية بالعاصمة الإثيوبية. وقال مصدر حكومي رفيع المستوى ل «الإنتباهة» إن مشاركة القطاع في الاعتداء يلقي بظلال سالبة على عملية التفاوض. وأضاف قائلاً: «إذا ثبتت مشاركة القطاع في الاعتداء فلكل مقام مقال». وفي المقابل عقدت هيئة شؤون المجلس بالبرلمان اجتماعاً طارئاً ظهر أمس ناقش الوضع الإنساني والأمني بشمال كردفان، وتم الاتفاق على إرسال وفد برلماني لموقع الحادث للوقوف الميداني عليه. قصف كادقلي وعلى صعيد الأوضاع بولاية جنوب كردفان قصفت قوات قطاع الشمال، مدينة كادوقلي من الاتجاه الشرقي مستهدفة مطار كادوقلي أمس، وعلمت «الإنتباهة» أن القصف تم بصواريخ الكاتوشيا في الخامسة مساء، حيث انفجرت ثلاث دانات أدت إلى مقتل مواطن. من جهتها أعلنت حكومة ولاية الخرطوم جاهزيتها لصد أي عدوان يتربص بالبلاد، وقال والي الخرطوم بالإنابة صديق محمد علي الشيخ إن السودان وطن واحد لن نسمح لأحد بأن يتلاعب به وإن الخرطوم أولى الولايات التي تنبري في الصفوف الأمامية، ووصف الشيخ المتمردين الذين اعتدوا على مدينة أم روابة أمس بالخفافيش الذين يظهرون في الظلام. ود المهدي يدين وفي ذات السياق أصدر مساعد رئيس الجمهورية العقيد عبد الرحمن الصادق المهدي بياناً أدان فيه الاعتداءات ووصفها بالظالمة والغاشمة، داعياً إلى مزيدٍ من التلاحم وتقوية الجبهة الداخلية لصد ودحر المتمردين حتى ينعم المواطن والوطن بالأمن والاستقرار. وقال إن المتمردين بفعلتهم تلك أنهوا دروباً صحيحة للوصول سلميَّاً لحل معضلات الوطن، وقال: «لن نقف مكتوفي الأيدي بل سنعمل على صدهم ودحرهم وحصدهم بتوحيد الجبهة الداخلية، والعمل على أمن المواطن وكرامته واستقرار الوطن واستمرار التنمية. ردود فعل واسعة أصدر الاتحاد الوطني للشباب السوداني بياناً استنكر فيه عدوان ما يسمى الجبهة الثورية على مناطق «أبو كرشولا، أم روابة، السميح والله كريم»، وقال البيان إن هذا العدوان الآثم من هذه الفلول المدحورة يرمي إلى ترويع المواطنين ونهب ممتلكاتهم في هذه المناطق الآمنة والمطمئنة، مما يدل على أن هذه المجموعات المعتدية لا تبحث عن مصلحة البلاد بل تهدف إلى الخراب والدمار. وقال البيان إنه وضح من خلال هذا العدوان أن هذه الفئة لا تريد أن تجنح للسلم، وأنها كانت تبيت النيَّة لهذا العدوان الآثم الذي استهدف أرواح المواطنين الأبرياء. وفي ذات السياق أصدرت هيئة شباب الأحزاب السياسية بياناً أدانت فيه الهجوم ووصفت الاعتداء بأنه عمل إجرامي. وأدان اتحاد طلاب ولاية الخرطوم كذلك الاعتداء، وقال إنه خيانة عظمى ويظهر الوجه الحقيقي لقطاع الشمال.