منذ صدور صحيفة الإنتباهة أخذت على عاتقها الاهتمام بقضايا المغتربين لمعالجة مشكلاتهم؛ لأنهم شريحة مهمة من الشرائح السودانية التي أخذت على عاتقها قضايا وهموم الوطن ولكن لم تجد من يأخذ بيدها وقت الأزمات، هذه المساحة أفردناها لرئيس جالية جازان الأستاذ محمد عثمان إسماعيل وهو من المهتمين بالعمل الطوعي منذ فترة وشارك في الجالية منذ تأسيسها حتى تدرج إلى نائب للرئيس ثم رئيسًا للجالية في عام 2008م فماذا قال: * كم عام مضى على غربتك؟ أمضيت أكثر من 22 عامًا في الغربة وبرغم معاناة وآلام الغربة القاسية من فراق للوطن والأهل والأحباب إلا أنها أضافت لي الكثير في مجال المعرفة والخبرة والاحتكاك بكثير من الجنسيات والتعرّف على ثقافاتهم. * معظم المغتربين تمتد غربتهم إلى الهجرة وعدم الرغبة في الرجوع للوطن.. برأيك ما هي الأسباب؟ الأسباب كثيرة منها عدم وضوح الهدف من الاغتراب لكثير من المغتربين والمتغيرات الاقتصادية والسياسية، في أرض الوطن لها دورٌ كبيرٌ في جعل الاغتراب يتجه ليصبح هجرة. * حدّثنا عن استثمارات المغتربين في السودان.. وهل لديكم الرغبة في الاستثمار في الوطن؟ كما نعلم أن المعوقات في مجال الاستثمار كبيرة بالرغم ما تدعيه الحكومة من تسهيل ونافذة واحدة صراحة أنا ليس لدي الرغبة في الاستثمار وكثير من المغتربين ليس لديهم الرغبة لعدم وضوح الرؤيا بالنسبة لنا وكثير من إخواننا الذين ذهبوا إلى السودان بغرض الاستثمار رجعوا بخيبة أمل إلا المحظوظين من أصحاب الواسطة والمقربين من النافذين. * ماذا أنت قائل عن الملتقى الاسثتماري السوداني السعودي الذي عقد مؤخراً بالعاصمة الرياض؟ هذا الملتقى فرصة للتعاون المثمر بين الشعبين الشقيقين التي تربط بينهم علاقات أزلية إذا وفرت له الأرضية المناسبة من طرف السلطات المختصة بالسودان وإزالة الكثير من المعوقات التي تواجه المستثمر السعودي أتمنى أن تترجم الأقوال إلى أفعال. * بصفتك رئيسًا للجاليات السودانية بمنطقة جازان ما هي أبرز المشكلات التي تواجه السودانيين المقيمين في المملكة؟ وما هو دوركم كجالية في حل تلك المشكلات؟ المشاكل التي تواجه المغتربين كثيرة منها تعليم الأبناء والسكن إضافة للمتغيرات الاقتصادية في بلاد المهجر بجانب تدني الأجور وتوطين الوظائف، ودور الجاليات عرض المشاكل التي تواجه المغترب للجهات ذات الاختصاص بالرغم من أن هذه الجهات ليس لها حلول بل الحالة السودانية كلها بتمشي بالبركة دون تخطيط أو دراسات وإن وجدت يتم الالتفاف إليها أو تكون رهن الأدراج المكتبية. * هناك شكوى بأن هناك العديد من السودانيين عاطلين عن العمل ما دوركم كمسؤولين في حل مثل هذه المشاكل؟ هذه المشكلة ترجع لعدم فهم العامل لأنظمة وقوانين الدولة المضيفة ومن المفترض أن تكون هناك ورشة لتدريب العاملين من قِبل وزارة العمل لتثقيفهم لكي يفهم ما له وما عليه قبل مغادرته أرض الوطن ونحن في المملكة العربية السعودية نحترم ونلتزم بالأنظمة والقوانين المنظمة للعمل. * ماذا أنت قائل عن الضرائب، الزكاة، الجمارك، العودة الطوعية، التعليم، الصحة، أبناء المغتربين في الجامعات من رسوم وغيرها؟ لا توجد ما يسمى بالعودة الطوعية بل كثير من الذين يعودون إلى السودان تكون عودتهم إجبارية وهذه فرقعة إعلامية يروج لها جهاز المغتربين، فكم عدد السودانيين الذين عادوا في برنامج العودة الطوعية وماذا قدمت لهم الجهات المعنية، فالذين عادوا الآن يفكرون في العودة العكسية، أما التعليم فحدث ولا حرج فكثير من أبناء المغتربين لا يرغبون في الدراسة بالسودان نتيجة لما يتعرضون له من تمييز من معادلة للشهادة ظالمة ورسوم باهظة كل هذه العومل ترجح الدراسة خارج أرض الوطن بل هي أفضل بكثير من ناحية الرسوم واستقرار العام الدراسي. * هل يقوم جهاز المغتربين بمد يد العون لهؤلاء العاطلين عن العمل؟ كما أسلفت لا توجد عودة طوعية، فكثيرٌ من السودانيين لا يريدون العودة؛ لأنهم لا يملكون سكنًا ولا إمكانات مادية لتعليم أبنائهم ولذلك يفضلون الغربة بكل ظروفها على عودة لا تحقق لهم أدنى متطلبات الحياة ناهيك عن التعليم والصحة، أما جهاز المغتربين فأنا أسميه (جهازًا لتغييب وتضييع حقوق المغترب) بغض النظر عن من يرأس الجهاز وكان أملنا في دكتور كرار التهامي كبير جدًا؛ لأنه عاش الاغتراب ومطلع على معظم مشاكل المغتربين بحكم وجوده في الجالية بالمملكة.. * ختاماً ماذا أنت قائل؟ أولاً الشكر لصحيفة (الإنتباهة) لاتاحتها لنا هذه الفرصة واهتمامها بقضايا المغتربين وتلمس مشاكلهم، وأقول للجهات ذات الاختصاص أن يتقوا الله في المغتربين وكفانا مؤتمرات وورش ومجالس للجاليات وجهاز نحن نريد هذه الأموال أن تسخر لمصلحة المغترب، كما أتقدم بالشكر لسعادة السفير خالد الترس القنصل العام بجدة لمجهوداته لحل كثير من مشاكل المغتربين وخاصة السجناء منهم، وبهذه المناسبة أتوجه بالشكر لجميع أفراد الجالية بالمنطقة لتعاونهم معنا في حل كثير من المشاكل كما أتقدم بخالص الشكر لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده وللشعب السعودي الكريم على حسن الضيافة وكريم المعاملة التي يتمتع بها أفراد الجالية السوداني بالمملكة..