في إطار تفاعل وتواصل الصحيفة مع كافة شرائح المجتمع السوداني في المهجر التقت (الإنتباهة) أحد قيادات العمل العام البارزين بمدينة مكةالمكرمة الأستاذ حاتم حسن محجوب رئيس الجالية السودانية بمدينة مكةالمكرمة وضواحيها وأجرت معه حوارًا مطولاً كانت حصيلته النقاط التالية.. ٭٭ ما هي أكثر المشكلات التي تقلق مضاجع السودانيين المقيمين في المملكة؟وما هو دوركم كجالية في حل تلك المشكلات؟ كما أسلفت أكبر المشكلات تتلخص في تعليم الأبناء وعدم وضوح امتيازات العودة النهائية ونحن كجالية مهمتنا الأساسية تنحصر في الجانب الاجتماعي، حيث نبحث عن حلول للحالات المرضية ومن خلال الصندوق الخيري نقوم بمساعدة المعسرين ومن لديهم الرغبة في العودة إلى حضن الوطن. ٭٭ ماذا أنت قائل عن الضرائب، الزكاة، الجمارك، العودة الطوعية، التعليم، الصحة، أبناء المغتربين في الجامعات من رسوم وغيرها؟ لا نكابر إذا قلنا إن الضرائب قد تم رفعها عن فئة العمال بعد أن أرهقت كاهلهم سنين عددا والزكاة كركن إسلامي مرتبطة بالنصاب الذي تم رفع سقفه مؤخراً، أما الجمارك فلا بد من مراعاة ظروف المغتربين فيها ولا أجد تفسيرًا واحدًا لحجز الجمارك لبعض المعدات البسيطة التي يقدمها المغتربون لمناطقهم للمستشفيات أو المدارس مثلاً وأحيانًا تبقى هذه المعدات في حظيرة الجمارك حتى تتوه طرقاتها. ٭٭ هناك شكوى بأن هناك العديد من السودانيين عاطلين عن العمل.. ما دوركم في حل مثل هذه المشكلات؟ أولاً ليست هنالك عودة طوعية لكنها إجبارية ورسوم الجامعات من أكبر أسباب بقاء عائل الأسرة في الغربة حتى يتمكن من توفير متطلبات أبنائه في المرحلة الجامعية والعاطل عن العمل تجده بين مطرقة العودة إلى المجهول وسندان أن يكون عالة على غيره فترة قد تطول أو تقصر لكن حسابات الربح والخسارة ترجح بقائه في الغربة ونحن من جانبنا حقيقة ندعو كل من تبدلت أحواله وتقطعت به سبل الحياة في المهجر التوكل على الله فإن أبواب الرزق مفتوحة في الوطن بالسترة والكرامة. ٭٭ هل يقوم جهاز المغتربين بمد يد العون لهؤلاء العاطلين عن العمل؟ جهاز شؤون العاملين بالخارج لم يكن له دور ملموس في حل قضايا المغتربين ولغياب هذا الدور تجد كل مغترب تواجهه مشكلة مالية أو غيرها يبحث عن حلها في إطار علاقاته الشخصية كأبناء مناطق أو روابط وكنا نأمل من هذا الجهاز أن يكون قريبًا من المغتربين خاصة وعلى رأسه رجل خبر الغربة وأوجاعها. ٭٭ كمتابع للوضع الاقتصادي في السودان ما رأيك فيه وما هي الحلول المتاحة؟ لن ينصلح حال الاقتصاد في السودان إلا إذا أعطى القوس لباريها وابتعد الساسة والمنظرون من دائرته والسودان بلد خيراته التي وهبها الله كثيرة قل أن توجد في غيره لكن حتى الآن لم نحسن استغلال هذه الخيرات والدليل هذه الأعداد الغفيرة التي تنتظر في المطارات ومراسي السفن للهروب. ٭٭ هنالك همس يتردد صداه بأن خلافاً يدور في أوساط جاليتكم.. ما الذي يجري تحديداً؟ كان همساً لكنه صار جهراً عندما تدخل بعض الأفراد من خارج حدود الجالية فيما لا يعنيهم وخلقوا الفتنة والفرقة بين قيادات الجالية لمصالح خاصة مع البعض منهم وملخص القول إن انتخابات مزورة جرت في ليل كالح في مارس من العام الماضي دون علم القنصلية العامة أو جالية أمارة منطقة مكةالمكرمة وبالتالي قدمنا طعناً قانونياً في حينه لسعادة القنصل العام وجلسنا معه أكثر من مرة وشرحنا له كل الملابسات التي صاحبت العملية الانتخابية وكان مقتنعًا بأننا غير معنيين بانتخابات لم يراقبوا خطواتها وكذلك قدمنا ذات الطعون للشيخ عوض قرشوم بصفته رئيس لجنة تسير جالية أمارة منطقة مكةالمكرمة ونحن ننتظر وعد السيد القنصل العام لنا بأنه بصدد تكوين لجنة مختصة لحل هذه المشكلة بعد الإطلاع على كامل الملف الذي قدمناه له لأنه لا يستقيم الظل والعود أعوج وما بنى على باطل فهو باطل وإلى ذلك الحين فنحن ماضون في علمنا كجهة شعبية دون أن نلتفت إلى ما يحدثه البرميل الفارغ من جلبة وتحركات فرض الأمر الواقع لا تثنينا لأننا نتسلح بسلاح الحق الأبلج. ٭٭ أخيراً.. ماذا تود أن تقول عبر (الإنتباهة)؟ أخيراً أجزل الشكر لصحيفة الإنتباهة التي منحتنا هذه المساحة المقدرة وعبرها أدعو كل أبناء السودان في هذه البلاد الكريمة التي تعاملنا بالسماحة العربية المطبوعة أن نحافظ على سمعة بلادنا ونبادل هذا الإحسان بالمعاملة الحسنة بالبعد عن كل ما يخالف أنظمة وتعاليم المملكة الشقيقة التي نكن لها كل الود والتقدير قيادة وشعباً ونرفع أكف الضراعة أن يعم السلام والاستقرار ربوع الوطن الحبيب لننعم سويًا بخيراته.