لا يختلف اثنان فى حجم المغتربين من أبناء الشمالية وخاصة المحس والدناقلة قديمًا وحديثًا وذلك لظروف المنطقة والتى تعتمد اعتمادًا كليًا على الزراعة وتربية القليل من الماشية التى تكمل دورة الإنتاج الزراعى. ومحور حديثى عن منطقة محددة وهى منطقة البرقيق وهى أكثر مناطق الولاية كثافة سكانية وبها مشروع البرقيق الزراعى «1946» وفى سبعينات القرن الماضى تم توزيع بعض المشروعات الزراعية شرق هذا المشروع كحيازات فردية. عشرة أفدنة لكل حواشة مروية عن طريق حفر الآبار الارتوازية كل واحد على نفقته الخاصة ومعظم هذه المشروعات كانت تمول من المغتربين «أبناء المزارعين». تم البدء في تأسيس مشروع يضم كل هذه الحيازات بمساحة إجمالية تقدر بحوالى ثلاثين ألف فدان بدأ التخطيط والتنفيذ لهذا المشروع في العام 2000م. أي قبل أكثر من عشر سنوات منذ لآن. وحتى الآن ما تم إنجازه خلال السنوات العشر الماضية يقدر بربع مساحة المشروع أو أقل من ذلك حسب إفادة بعض المسؤولين هو ماتم إنجازه من حيث التخطيط ومن شق للترعة الرئيسية وابو عشرينات. وحتى هذه المساحة المنجزة «ربع المشروع» يعاني خللاً كبيراً من حيث الترع الفرعية «أبوعشرينات» حيث إن معظم هذه الترع تم شقها في غير مواقعها - يعني بمعنى أن تجد الجدول أبو عشرين منخفضًا من الخلف ومرتفعًا من الأمام وبالتالي لا يستفيد معظم الحواشات من هذه الترع وإذا كان ماتم قد تم خلال عشر سنوات !!! وبهذا التخبط فهذا يعني أننا سنحتاج إلى ثلاثين عامًا أخرى لتكملة هذا المشروع!!! هل المهندس الذي بذل هذا الجهد الخرافي في الترعة الرئيسية حتى خرجت بهذا الشكل الى درجة أنها تبدو وكأنها نهر صغير ووضع حوض الرمي في محاذاة قمة الجبل الواقع شرق البشارية. هل هذا المهندس عجز عن تقدير المسارات الصحيحة للترع أبوعشرينات؟ وقد تواترت الانباء أن أبو عشرين وأبو ستة أوكل تنفيذه لشاب متخرج حديثًا من كلية الهندسة. تخيلوا مشروعًا بهذه الضخامة يتم تنفيذه بهذه الطريقة. وهكذا يبقى مستقبل هذا المشروع مجهولاً حتى إشعارٍ آخر كل هذا السرد الطويل فقط لتعلموا كم كنا فى انتظار هذا الوزير «وزير الزراعة» الذى قدم إلى السعودية لحضور مؤتمر المستثمرين السعوديين ومدى الإحباط الذى أصابنا فئة المغتربين بهذا التجاهل والتهميش وعدم المحاولة مجرد المحاولة بالالتقاء بقيادات المحليات المكونة للولاية.. أليس للمغتربين حق فى إبداء الرأي فيما يخصهم ويعنيهم للعودة؟؟