تعتبر اللواء صيدلي دكتورة سعاد يوسف عبد الله الكارب أول امرأه سودانية تترفع لرتبة اللواء في القوات المسلحة وأول من تتولى عمادة كلية الصيدلة جامعة كرري وأول امرأة تنال درجة الدكتوراه في مجالها بادارة الخدمات الطبية، تلقت تعليمها الابتدائي بين اللعوتة والرميتاب والمتوسط بمدرسة الحوش ثم ود مدني الثانوية، تخرجت في جامعة الخرطوم كلية الصيدلة بالرقم المتسلسل 911 ضمن طلاب الدفعة الخامسة عشرة حصلت على درجة الماجستير في علم الصيدلانيات في أكتوبر 1997م ثم نالت الدكتوراه في تكنلوجيا الصناعة الدوائية بتاريخ 6/6/2006م التحقت بالقوات المسلحة بعد تخرجها في الجامعة مباشرة وكان يوم 25/10/1983م هو تاريخ البراءة المستديمة لها ضمن الدفعة السادسة فنيين كأول دفعة تعمل بمعامل وفرافارما للادوية تلقت عددًا كبيرًا من الكورسات والدورات التدريبية بالمجال، وعملت بعدد من أقسام معامل وفرافارما ثم مديرًا فنيًا ونائبًا للمدير العام ثم مديرًا عامًا لمعامل وفرفارما بعد نيلها الدكتوراه وفي المجال الاكاديمي عملت محاضراً بكليات الصيدلة في كل من جامعة الاحفاد الرباط والنيلين ثم عميداً لكلية الصيدلة بجامعة كرري ومازالت حتى الآن لها عدد من براءات الاختراع منها: استخدام الصمغ العربي في الصناعات الدوائية متزوجة وام لخمسة ابناء. ما هو سر انتمائك للقوات المسلحة؟ بحس الانتماء الغير مباشر حيث ان زوجي كان ضابطاً بالجيش وكنت أسكن داخل المنطقة العسكرية بام درمان بالقرب من الخدمات الطبية ومعامل فرافارما للادوية ودائمًا ما كنت أمر بالسلاح الطبي وكنت أنظر بإعجاب للنساء اللوائي يرتدين البزة العسكرية، كل هذه الاشياء أثارت في دواخلي الرغبة الاكيدة للانتماء للقوات المسلحة فالتحقت بها بعد تخرجي من الجامعة كأول طبيبة صيدلانية بالقوات المسلحة تخرجت برتبة نقيب وتدرجت حتىرتبة لواء. يعني هذا ان المجال لم يكن حلم الطفولة؟ لا لم يكن حلم طفولتي الا انني نشأت طموحة جدا منذ صغري بشهادة والدي فقد كنت أحب التميز والتفرد على المستوى الاكاديمي وعبر المنافسات والدورات الرياضية المدرسية كنت كابتن فريق الكرة الطائرة بالمرحلة الثانوية وكنت أحب ان أسلك الطرق غير المسلوكة من قبل أؤمن بانه على المرء أن يتميز وان يكون له بصمة خاصة تميزه عن الآخرين. هل كنت تتوقعين ان تصلي لهذه الدرجة الرفيعة في المجال العلمي وهذه الرتبة العسكرية؟؟ لا لم أكن أتوقع لكني كنت أتمنى أن أتدرج في جميع المجالات لاحقق أرفع المراتب، لم أكن أتوقع لان الله سبحانه وتعالى وحده من يعلم خارطة الطريق فعلى المرء أن يتمنى وليس عليه أن يدرك المنى. هل وجدت مشقة في العمل العسكري؟ العمل العسكري غير شاق كما يعتقد الكثير، انه يعتمد على الالتزام والجدية و شخصيتي تتسم بهذه الصفات كما أن العسكرية لا تغير السلوك الشخصي للفرد لكنها تضيف له سلوك الالتزام والضبط. كيف هو طابع العمل العسكري للنساء وهل به مجال قتالي؟ عمل العنصر النسائي في القوات المسلحة ذو طابع خدمي في المجالات الطبية الاجتماعية بالادراة أو الشؤون المالية، ليس بالقوات المسلحة امرأة مقاتلة وهذه طبيعة المجتمع السوداني. ألم تتدربوا تدريبًِا قتاليًت؟ صفي لنا شكل التدريب؟ لم يكن تدريبنا قتالياً بل تدربنا على الاسلحة البسيطة من أجل الدفاع عن النفس والتعود على سماع صوت الذخيرة وفك وتركيب وصيانة «المسدسات البندقية الكلاشنكوف» وكيفية استخدامه ولتعويدنا على سماع صوت الرصاص وهكذا فهو تدريب أساسي على قوانين القوات المسلحة وتدريبات الانضباط العسكري. بارتياد المرأة للمجال العسكري مؤخرًا تكون المرأة قد اخترقت كل المجالات التي كانت حكراً على الرجال ماذا تقولين؟ كانت المرأة في المجتمع الشرقي والوطن العربي حبيسة الجدران كزوجة مكانها المنزل تهتم فقط بمتطلبات الامومة والمطبخ الا انه ومع ايقاع التطور أثبتت وجودها وتميزت بالمجالات كافة وكادت نسبة المتعلمات منهن ان تفوق نسبة الرجال وشاركت في كل القطاعات في القضاء والهندسة والطب وصلت حتى مراكز اتخاذ القرار والتمثيل نسبياً في القيادة والتشريع استطاعت أن تثبت جدارتها وشاركت الرجل في كل النواحي بل وتميزت عنه بالحكمة والمرونة وطول البال. هذا يعني ان المجتمع قد اسقط التميز بين الرجل والمرأة؟ ليس اسقاطاً كلياً، ما زال المجتمع الشرقي يقف أمام المرأة في كثير من المواقف ويرفض مساواتها مع الرجل ويعتبر بعض المناصب حكرًا لها. هل كل الرجال يؤدون التحية العسكرية للمرأة؟ بالرغم من أن التحية هي للرتبة العسكرية التي على الكتف وليست للفرد الا أن الفهم المتخلف لبعضهم يجعله لا يلتزم بتأدية التحية العسكرية للرتبة التي بالبزة العسكرية التي ترتديها امرأة في زمن تدرجت فيه المرأة بكل المجالات واصبحت تقود السيارة وتقود الطائرة رغم هذا لم تحظَ باحترام من بعض الرجال. كيف تتعاملين مع الرجال في الأوامر والإدارة الداخلية وهكذا؟ اتعامل بدبلوماسية حتى لا أجعله يخالف القانون العسكري وحتى لا أكسر في نفسه هيبة الرجولة التي زرعت فيه من المجتمع فمنذ صغرنا والولد متميز في المنزل حتى ولو كان صغيرًا دائمًا يتم تفضيله على البنت وهو الآمر الناهي ولما أنني أنتمي لهذا المجتمع فأنا أتعامل بمفاهيمه في عملي لا أحرج من هو اقل مني في الرتبة وسط زملائه مثلاً فهو لن يتقبل أحيانًا كثيرة أناديه في مكتبي أتحدث معه بانفراد وأحذره بدبلوماسية عن الخطأ الذي ارتكبه هذه الطريقة تجعله متقبلاً للنصح ولن يرتكب الخطأ مرة أخرى وفي بعض المواقف أنادي أحد زملائي وأحكِ له الموقف وأتركه يتصرف بحزم لا لضعف مني فأنا استطيع فعل هذا ولكن من أجل احترام عادات المجتمع وتقاليده المزروعة فينا منذ التنشئة سياستي هذه أرغمت الكثيرين للتعامل الحسن معي وجعلتني أستمتع بعملي بكل المواقع التي عملت بها.