يوجد في أمريكا ستمائة من الطوائف والِملَل والنِّحَل الدينية. (المورمون) واحدة منها. المورمون تجربة دينية مسيحية عمرها (381) عاماً. تجربة (كوكتيل) تمتزج فيها الغرائب والإنحرافات وإشراقة الفطرة الصالحة!. (المورمون) طائفة دينية مسيحية أمريكية تأسست عام 1830م على يد (جوزيف سميث). الكنائس الكاثوليكية والبروتستانتية ترى أن المورمون لا علاقة لهم بالكنيسة المسيحيّة. يسمِّي المورمون أنفسهم (مجموعة الصحوة). ويرون أن مهمتهم هي استعادة العقيدة المسيحية التي تعرَّضت في رأيهم إلى التَّغيير والتحريف. يرى (المورمون) أن الله والمسيح وروح القدس كينونات ثلاثة منفصلة، ويوصون بعبادة الله الواحد الصحيح. ل (المورمون) كتاب اسمه (كتاب المورمون). ولا يستخدم المورمون الصليب، مثل بقية المسيحيين. إشتهر (المورمون) في نظامهم الإجتماعي بتعدد الزوجات، وتزويج الفتيات بمجرد بلوغ سن الرشد ولا يأبهون لفوارق العمر بين الزوجين. ينتشر المورمون في ولايات (يوتا) حيث يمثلون (71%) من السكان وولاية أريزونا وولاية تكساس. تعدد الزوجات عند المورمون ليس له حدود. ولرئيسهم (35) زوجة ولرئيس مورموني آخر ستين زوجة. نساء وبنات المورمون يتميّزن بالإحتشام. ملابسهنَّ فساتين طويلة ذات أكمام طويلة، ومن تحتها ملابس داخلية طويلة. لون الفستان (المورموني) سادة غير مشجَّر أو (مقلَّم) وألوانه عادية. وترتدي النساء والفتيات أحذية أقرب ل (البوت). ويحرِّم (المورمون) قصّ شعر المرأة. ولا تستعمل النساء والفتيات المكياج. تحضّ عقيدة المورمون على تعدد الزوجات. ويرى المورمون جواز الجمع في الزواج بين أختين أو ثلاث. ثقافة (المورمون) تعلِّم الأطفال أن زوجات أبيهم هنَّ أمهاتهم الثانيات. يُحرِّم المورمون الجنس قبل الزواج، ويطبِّقون قوانين رادعة ضد الزِّنا. كما يحرِّمون الخمر والسجائر والشاي والقهوة والقمار. ومن واجبات كلّ (مورموني) أن يعمل في التبشير لمدة عامين. في ولاية (يوتا)، ولاية المورمون، ينام الناس في وقت مبكر وحياة الليل منعدمة تقريباً، لا بارات ولا (ديسكو)، ولا أماكن منظمة للبغاء. في ولاية (يوتا) يوجد (وولفر سكوير)، بمساحة (20) فدانًا، حيث يوجد مجمَّع صناعيّ ترعاه الكنيسة المورمونيّة، ويضمّ عشرات المصانع. ويحتوي (المجمَّع) على مخبز ينتج (30) ألف رغيف توزع يومياً للفقراء، ويوجد به مركز توظيف ومركز حلّ مشكلة المشردين ومركز للإيواء ومركز لإغاثة المتضرّرين من الكوارث الطبيعية ولا يقتصر نشاط مركز (وولف سكوير) على ولاية (يوتا)، بل يمتد إلى الشرق الأقصى والعراق والسودان. يرتبط نشاط (وولف سكوير) بالتبشير. كل العاملين في المصانع التابعة ل (وولف سكوير) يعملون دون مقابل مادي، ويعتاشون مما توفره منتجات (وولف سكوير) من طعام وخبز وملابس وخشب تدفئة ومساكن، وغيرها. منتجات مصانع (وولف سكوير) لا تباع في محلات (السوبر ماركت)، وهي تنافس أفضل الماركات العالمية. وقد سجّلت الكنيسة علاماتها التجارية بصورة رسمية وهي تحمل اسم DESERET. منتجات (وولف سكوير) المخصصة للفقراء والمشردين لا تنحصر في السلع الضروريات، بل تتعداها إلى إنتاج النظارات الطبيّة والنظارات الشمسية وصنع آلاف الكراسي المتحركة للعَجَزة داخل وخارج أمريكا. منتجات (وولف سكوير) أيضًا تتعدَّى إنتاج السلع الضرورية إلى المنتجات الغذائية الكمالية. حيث إلى جانب الخضروات الرئيسية المعلَّبة، هناك (المربَّات) والشيكولاتة وزبدة الفول السوداني (دكوة) والجبن شيدر و(الشوربات) والزبدة والحليب بنكهة الفراولة والكاكاو والعصائر. كما تنتج مصانع (وولف سكوير) البدائل الغذائية المخصصة للدول التي تعاني من المجاعات. حيث أنتجت تلك المصانع في (وولف سكوير) (600) ألف من البدائل الغذائية، مجاناً للحكومة الأثيوبية. البدائل الغذائية تصنع من القمح والحليب والسكر. ويصوم المورمون في جميع أنحاء العالم يومين ويمنحون الكنيسة مالاً يساوي قيمة الوجبات التي لم يتناولوها خلال يومين. وفي العقيدة المورمونية يسمُّون ذلك (ميزانية الصيام). وتصل المبالغ التي تتلقاها الكنيسة من (ميزانية الصيام) فقط مائة وعشرين مليون دولار. كما أن على كل مؤمن بعقيدة المورمون أن يدفع (10%) من دخله السنوي لتمويل خدمات التبشير المورموني في العالم. يبدأ المورمون غذاءهم بتلاوة الأدعية وترانيم الشكر لله. ومن غرائب (المورمون) في الزواج بلا حدود، أن (جو دار جر) الذي ينتمي إلى طائفة المورمون تزوَّج من شقيقتين توأم ومن قريبتهما، ويعيش معهن جميعًا في منزل واحد كبير في مدينة (سولت ليك ستي) بولاية (يوتا). وقد أنجب (دارجر) من زوجاته الثلاث (42) طفلاً. ويلاحظ أن (المورمون) التعدُّديِّين يعيشون في بيوت كبيرة. حيث يعيش كل واحد في بيته الكبير برفقة زوجاته العديدات. حيث يعشن في سلام، ومودة بلا مشاحنات، وذلك بعد أن علَّمتهن ثقافة (المورمون) أن التعدُّد هو الأصل، وهو قانون الطبيعة. تلك جولة في داخل عالم المورمون. وهناك جولة قادمة في عالم آخر من عوالم الأراضي الجديدة ... أمريكا الشمالية!.