الكشف عن «7» زيارات سرية للسلطان وألور ولينو للمنطقة..المسيريَّة يحمِّلون يونسفا ودينكا نقوك المسؤولية..«الداخلية»: مقتل وجرح «35» من المسيرية ودينكا نقوك واليونسفا بأبيي الخرطوم المجلد: معتز صلاح سيف باتت الأوضاع في أبيي على شفا الانهيار عقب مقتل سلطان دينكا نقوك كوال دينق مجوك، ففيما كشفت مصادر مطلعة ل«الإنتباهة» عن احتشاد قوات ضخمة من الجيش الشعبي جنوب البحر، وحذرت قبيلة المسيرية الجيش الشعبي من مغبة التصعيد مؤكدة استعدادها التام للذود عن أبيي، وفي ذات الأثناء تبرأت المسيرية من أية علاقة لها باغتيال السلطان مرجحة أن يكون السلطان وابن أخيه قد قُتلا بنيران مرافقيه من الدينكا والقوات الإثيوبية، وحمَّل المسيرية القوات الإثيوبية «يونسفا» مسؤولية الأحداث التي جرت، وفي ذات الوقت أجرى وفد ضخم من عمد وأمراء المسيرية لقاءات مكثفة بكل المسؤولين في الدولة يُتوقع أن يختتموها غدًا بلقاء الرئيس قدموا من خلالها شرحًا وافيًا للأحداث التي جرت، ويُتوقع أن يكون قد أجرى لقاء في وقت متأخر من مساء أمس ببعثة الأممالمتحدة، في غضون ذلك تحصلت «الإنتباهة» على تفاصيل زيارات متكررة قام بها السلطان كوال والقيادي بالحركة الشعبية إدوارد لينو، ودينق ألور لأبيي أكثر من «7» مرات دون علم المسيرية، وكشفت المصادر أن الهدف من الزيارات كان التخطيط لعمل ما ينسف السلام في المنطقة، في وقت أكد فيه البرلمان أن الحادث الذي تم غير مدبَّر من أية جهة داعيًا حكومتي البلدين لتهدئة الأوضاع وللتنسيق مستقبلاً، في هذه الاثناء وفيما تعكف اللجنة الإشرافية لأبيي على دراسة تداعيات التوترات التي شهدتها المنطقة وأدت إلى مقتل ناظر دينكا نقوك «كوال دينق مجوك» وعدد من قوات اليونسفا والمسيرية، حمَّلت قبيلة دينكا نقوك القوات الإثيوبية مسؤولية الحادثة، ودعت أبناء المنطقة من كل القبائل للتصدي للعنف بأبيي. وفي الاثناء كشفت وزارة الداخلية عن تفاصيل حادثة مقتل السلطان كوال دينق مجوك مؤكِّدة أن الحادثة أدَّت لتوتُّر أمني بمنطقة أبيي. بينما دعت الخارجية لإجراء تحقيق عاجل وشفاف في الحادثة. التفاصيل الكاملة وقالت الداخلية في بيان لها تحصَّلت «الإنتباهة» عليه أمس إن السلطان برفقة وفد من القبيلة أمس الأول، وتحت حراسة القوة الأمنية المؤقتة «اليونسفا» بقيادة قائد القوات اللواء يوهانس قاموا بزيارة للمنطقة الشماليَّة لأبيي دون إخطار المراقبين، وقام الوفد بعقد اجتماع مع المراقبين الجنوبيين، وأشار البيان لحدوث مشادَّات ونقاش حاد بين مجموعة من شباب المسيريَّة على متن دراجات بخارية تجمَّعوا عند رؤيتهم للوفد في مناطقهم، وطالبوا الوفد بإرجاع أبقار استولى عليها دينكا نقوك، واستمرَّ النقاش لثلاث ساعات تخلَّلته مشادّات كلاميَّة انتهت بتبادل إطلاق نار مما أدى لوقوع قتلى وجرحى من كل الأطراف، وقُتل «17» من المسيرية، وجرح «12» منهم، بينما قُتل «2» من دينكا نقوك وجرح فرد، كما قُتل فرد واحد من القوة الإثيوبية وجرح اثنان توفي أحدهما لاحقًا. وعبَّرت الداخلية عن أسفها على الحادث الذي وصفته بالعارض، ودعت الجميع للتحلي بضبط النفس حتى يعود الصفاء بين الطرفين. تحقيق عاجل وأعلنت وزارة الخارجية أن السلطات المُختصة ستُجري عاجلاً تحقيقاً شاملاً وشفافاً وعَادلاً حول الحادثة، لتتم مُحاسبة من ثَبُت تورطه فيها. وناشدت كل الأطراف المعنية بممارسة أقصى درجات الحكمة وضبط النَفس في هذه الظروف المؤلمة، وجدَّدت إلتزام حكومة السودان بكل الاتفاقيات الموقعة مع دولة جنوب السودان وعزمها على بذل كل المساعي المُمكنة لإنفاذها على الأرض وإكمال عملية تَطبيع وتطوير العلاقات بين البلدين الشقيقين، وتجاوز القضايا العالقة. وتلاحظ الوزارة أن الحادثة المؤسفة جاءت في وقتٍ أكد فيه البلدان إرادتهما السياسية القوية في تعزيز التعاون بينهما بما يُحقق مصلحة الشعبين الشقيقين، بعد أن فرغا من حل المشكلات الأمنية العالقة واستأنفا التجارة والتعاون النفطي بينهما، ولا ينبغي لهذه الحادثة المؤسفة والمعزولة أن تؤثر على ذلك. التحقيق ودعا أمين الإعلام بالوطني ياسر يوسف عقب اجتماع القطاع السياسي للحزب برئاسة نائب الرئيس الحاج آدم أمس إلى أن يكون الحادث دافعًا لمزيد من الجهد لتنفيذ الاتفاقيات التي وُقِّت بشأن المنطقة، وقال: يجب ألَّا يكون الحادث مدخلاً لفتنة جديدة بالمنطقة، وطالب بعدم الاستعجال في إطلاق الاتهامات والأحكام، وقال إن التحقيق في الحادث يكشف الحقيقة، كما دعا إلى قطع الطريق أمام دعاة الاستثمار في الحادث والمضي قدمًا في العمل على إيقاف نزيف الدم في المستقبل. انتظار وقال الرئيس المشترك للجنة الإشرافية الخير الفهيم ل «إس إم سي» إنهم ينتظرون تقارير لجان المراقبة العسكرية من الجانبين وتقرير القوات الأممية «يونسفا» للنظر فيها وإصدار قرار مشترك بشأن الأحداث، موضحاً أنه سيقوم بتنوير الجهات المختصة بالدول حول ما جرى بناءً على التقارير الرسمية التي سترد اليهم. براءة وبرأ القيادي بالمسيرية محمد عبد الله ود أبوك المسيرية من تهمة قتل السلطان كوال، وقال إن مصدر النيران أتى من ثلاثة اتجاهات هي من جهة المرافقين للسلطان، ومن جهة القوات الإثيوبية، ومن المسيرية، وقطع بأن المسيرية كانوا مسالمين لآخر لحظة لأكثر من «6» ساعات وحاولوا أن يقنعوا الوفد بالرجوع، إلا أن القوات الإثيوبية بادرت بإطلاق النار. حماقة ووصف ود أبوك ما قام به القتيل والوفد المرافق له من القوات الإثيوبية بزيارة للمنطقة دون علم المسيرية بأنه «حماقة»، وخطأ قاتل، محملاً القتيل والقوات مسؤولية الحادثة، واتهم القوات الإثيوبية بالتساهل مع دينكا نقوك، وبالاستفزاز المستمر للمسيرية وبالتضييق عليهم بمنعهم من الرعي والشرب في مناطقهم. وأكد ود أبوك أن ليس من مصلحة المسيرية أو أي طرف من الأطراف التصعيد، داعيًا كل الأطراف إلى الالتزام بالتهدئة، وكشف عن قيام دينق ألور والسلطان كوال وإدوارد لينو بزيارة أبيي دون علم أحد عبر التخفي بعربات المنظمات الأجنبية، ودعا المجتمع الدولي إلى إدانة الحادثة وإدانة دينكا نقوك وقوات اليونسفا وللالتزام بالحياد. تمليك الحقائق وأشار لوصول وفد من كل أمراء وعمد المسيرية للخرطوم وقاموا بلقاء كل المسئولين بالدولة لتمليكهم الحقائق، وقال ود أبوك إنهم سيلتقون بالرئيس غدًا، محذرًا في ذات الأثناء الجيش الشعبي من مغبة غزو أبيي، متوقعًا أن يحدث ذلك في أية لحظة، كاشفًا عن وجود حشود ضخمة للجيش جنوب بحر العرب. تهدئة وقال وكيل ناظر دينكا نقوك زكريا أتيم أنهم كأعيان للقبيلة سوف يعملون على تهدئة الأوضاع.