يشغلنا ما يحدث من خروج على الروح الرياضية في مباريات الممتاز بعطبرة.. ودافعنا كثيراً رغم إدانتنا لهذا الأمر، وكان منطلقنا في الدفاع التحيز الكبير المثير للأعصاب من الحكام تجاه فرق عطبرة رغم أنها تلعب على أرضها وبين جمهورها المحب للمدينة وفرقها، رغم حبهم ووجود أعداد مقدرة تشجع فريقي القمة.. ورأيت أكثر من مرة مشجعي القمة القادمين من العاصمة يشاركون في إثارة المشكلات.. وفي مرات قليلة يشارك المتعصبون من مشجعي أحد فريقي القمة في إثارة المشكلة حين يلعب الفريق الآخر.. والتعصب ليس له حدود أو وطن. { عطبرة تاريخ حافل في الرياضة بمعناها الكبير أي ليس كرة القدم وحدها، كما هو الحال في بقية السودان خاصة العاصمة، والكل مهتم بالكرة ومشكلاتها سواء الأندية أم الإعلام الرياضي وحتى الدولة بوزارتيها الاتحادية والولائية، ولكن في عطبرة كانت كرة المضرب وكان ملعب الجولف وكانت صالة وصالات الاسكواش وكل الألعاب أسسها ووضع قواعدها الإنجليز، وفي عطبرة حوضان للسباحة بالمواصفات الدولية، وحالياً المدينة تفوز ببطولة الجمهورية ويمثل السودان أبناء عطبرة في الدورات الأولمبية الأخيرة في سيدني 2000 وأثينا 2004 وبكين 2008 وأخيراً لندن 2012م. { تدهورت الرياضة في عطبرة كما تدهورت في كل السودان، ولكن مأساة عطبرة كانت أكبر لتدهور السكة الحديد، فهي التي شيدت الأستاد بصورته الحالية في نوفمبر 1927م بعد أن شيدته بصورة ابتدائية عام 1908م.. أي بعد عامين فقط من ميلاد المدينة نفسها، ولهذا نقول إن عطبرة هي المدينة الوحيدة التي تمتلك شهادة ميلاد أصلية وليس تسنيناً، نشير بأن المولد كان 1906م. { تدهور السكة الحديد أصاب كل المدينة بل كل السودان بالمرض والتدهور، ولكن كانت المصيبة أكبر في عاصمة السكة الحديد.. كما أن الرياضة كانت تدار بواسطة الأفراد واشتراكاتهم الشهرية وكان عشرات الألوف من العاملين في السكة الحديد يضعون العشرة أو الخمسة قروش اشتراك النادي في مقدمة أولويات المصروفات «يوم الماهية» الذي كان الأشهر في عطبرة.. والآن لم تعد الاشتراكات تسير الأندية والرياضة، فلهذا من كان له مصدر دخل غيرها فهم المستمرون في الساحة وغيرهم يكادون ينزوون. { بكل هذه الظروف التحية للرياضة الصامدة في عطبرة وتحية أكبر لفرق أندية الأمل والأهلي والشمالي التي تناطح أهل الإمكانيات في الممتاز.. وتحية للفرق التي تنافس، وتحية للرياضيين العطبراويين الذين ينافسون على مستوى الجمهورية في السباحة وأحياناً ألعاب القوى.. وينتظر كرة السلة التي كانت اسماً في عطبرة بقيادة مصطفى أحمد فضل والمرحوم طمبل وننتظر الجمباز الذي كان اسماً مع بكري الداخلة وعبد الحميد أحمد محمدي وننتظر وننتظر وننتظر تدخل الولاية والمحلية والسكة الحديد. نقطة.. نقطة { أقام أهلنا في أم ضواً بان حفل تأبين لفقيد العلم والطب والأدب والإنسانية البروفيسور إدريس الطيب بابكر - يرحمه الله - وشارك العلماء من داخل وخارج السودان في الحفل المقام بالنادي الأهلي بأم ضواً بان، وحمدت الله الذي مكنني من المشاركة وأبدع الخطباء في الإشادة بمآثر الراحل في شتى المجالات، كما أبدع الرياضيون في أم ضواً بان لأنهم نظموا دورة ناجحة جعلت المسؤولين عن الرياضة يدفعون لتكوين اتحاد كرة فرعي في هذه المدينة المباركة. { الوجود في عطبرة أمر أحرص عليه، وهذه المرة لإحياء ذكرى العطبراوي في الخامس من مايو بختم القرآن والدعاء، وسنشارك في الحفل الرسمي في الحادي والعشرين من الشهر. وفي عطبرة نسترجع الذكريات للاستزادة من دروس الأدب وحب الوطن التي زرعها في داخلنا الآباء والأجداد الأقوياء المناضلون. { الرعاية وتنظيم منافسة تشرف عليها شركات عالمية بدأت في عطبرة منذ الأربعينات والخمسينات وحتى الستينات في بطولة كأس رالي التي تنظمها هذه الشركة الإنجليزية العالمية التي وجدت أن عطبرة أكبر سوق للدراجات بعد منافسة مع مدينة جوهانسبيرج في جنوب إفريقيا.. وتحولت البطولة منها لعطبرة حتى توقفت في السبعينات. { في عطبرة كانت أول رعاية من الشرطة لفريق نادي حين رعت شرطة نهر النيل نادي النيل العريق قبل سنوات، وقبل أن تفكر شرطة العاصمة في رعاية نادي النسور، وجهاز الأمن في رعاية الخرطوم ثلاثة، وأخيراً الجيش في رعاية الأهلي، والرعاية الأخيرة غير مبلوعة كما ذكرنا وطالبنا بأن تبتعد المؤسسة العسكرية القومية الأكبر من هذا.