من الملاحظ في الآونة الأخيرة أن المنظمات الوطنية تناست دورها تجاه العمل الإنساني وتقديم العون الإنساني للمواطن الذي أصبح مغلوبًا على أمره والهجوم الذي تعرضت له مناطق أبو كرشولا وأم روابة بولايتي شمال وجنوب كردفان مؤخرًا من قبل جماعات الجبهة الثورية والمتمردين الخارجين عن القانون الذين لا يريدون استمرار النظام مما أدى إلى هزة كبيرة كادت تعصف باستقرار وأمن المواطن السوداني. وقد كشفت هذه الاعتداءات غياب دور المنظمات الوطنية لمساعدة النازحين الذين تضرروا من جراء الهجوم الغاشم من المتلفتين من عناصر الجبهة الثورية في أبو كرشولا وأم روابة. وبتسليط الضوء على الغياب المسكوت عنه من المنظمات الوطنية التى تناست أداء واجباتها في تقديم العون الإنساني للمتضررين من جراء ذلك الهجوم الغادر لهذه المناطق. وفي ذات الإطار تحدث ل«الإنتباهة» محمد السناري مصطفى مفوض مفوضية العمل الطوعي والإنساني بولاية الخرطوم ونفى في حديثه غياب المنظمات الوطنية في المناطق التي تضررت من الهجوم الأخير من متمردين الجبهة الثورية بولايتي شمال وجنوب كردفان وكشف أنه قد عقد اجتماع للمنظمات الوطنية الموجودة بولاية الخرطوم وتم تنويرها بالموقف الذي يتطلب قيامها بالدور الكامل المنوط بها ومشاركتها في مساعدة إيواء النازحين الموجودين الآن بمنطقة الرهد، وقد تم في هذا الاجتماع تسيير قافلة إنسانية تحوي كل الاحتياجات المطلوبة التي تم تقديمها للمتضررين من الهجوم الغادر. وأشار أن القافلة كان القصد منها تقديم المساعدات للنازحين وشملت العديد من أصناف المواد الغذائية وكساء للنساء والأطفال والرجال. وقال محمد إن هنالك مشكلة بيئية وصحية تحتاج إلى الأدوية وأضاف أنه تم تكليف كل المنظمات الوطنية الموجودة بولاية الخرطوم عبر الدعوات للمشاركة في هذه القافلة التي اكتملت الآن العدة لتسييرها، كما قمنا باستنفار كل منظمات المجتمع المدني والخيرين، لتوفير العديد من المواد الغذائية والصحية. وكشف أن القافلة التي يتم تسييرها أيضًا تحوي الإسعافات الأولية والأدوية ومعامل متحركة. وقال إن مفوضية العمل الطوعي الإنساني بولاية الخرطوم أعلنت من خلال اجتماعها تسيير قافلة إنسانية تحمل المتطلبات للنازحين في المناطق المتضررة. وأشاد بدور المنظمات الوطنية والخيرين الذين ساهموا مساهمات فعَّالة واستجابوا لهذه النفرة الوطنية لأهلهم، معلنًا أن القافلة سوف يتم تسييرها في الأسبوع القادم متحركة من ولاية الخرطوم إلى المناطق المتضررة بولايتي شمال وجنوب كردفان، وزاد أن هنالك منظمات وطنية الآن تعمل وتقدم المساعدات للنازحين في منطقة الرهد خاصة منظمة الهلال الأحمر السوداني ومنظمة المبادرون وغيرها من المنظمات الوطنية، وقال إن المنظمات الوطنية شاركت في كثير من المناسبات الإنسانية ومازالت أيضًا تؤدي عملها وواجباتها على الوجه الأكمل بالبلاد، وقال إن المنظمات الوطنية تعاني من بعض المشكلات تتمثل في بناء القدرات وإقامة الدورات التدريبية للعاملين بها واستقطاب الدعم وإعداد التقارير، وأضاف أن هنالك دورات تدريبية تتم مرتين في الشهر بإشراف منظمات وطنية كمنظمة تسابيح. وقال إن هذه المنظمات تحتاج إلى شراكة فاعلة، وأضاف أن هذه المنظمات الآن تعمل في تسجيل الأيتام في مجال الصحة والتعليم. وقال إن بولاية الخرطوم وحدها أكثر من «2500» منظمة وطنية تعمل في مجال العمل الإنساني.