عبد الرحمن عبد اللطيف عبد القادر في أعقاب الملتقى الاقتصادي السعودي السوداني الذي انعقد بالرياض نتجت عنه بشريات كثيرة وكبيرة للاقتصاد السوداني، ولو نفذت هذه المشروعات كما هو مراد، سيكون السودان جنة بلال في الأرض كما يقول متحدثون كُثر. وعقب انتهاء الملتقى جاء المهندس عادل جعفر وزير زراعة الولاية الشمالية وهو ممثل والي الولاية وقد طرح في الملتقى مشروعات كثيرة نالت استحسان الجميع، مما شجع شركات كبرى كشركة الراجحي وشركة الحربي وخلافهما من الشركات، فقد تم عمل عقودات معهم تشمل العقودات الزراعية والتصنيع الزراعي والتعدين في تلك الولاية الزاخرة في باطن الأرض وما عليها. بعض المتسائلين عن لماذا لم يخطر سيادة الوزير روابط أبناء دنقلا ومحلياتها وجمعياتها ليجتمعوا به، والمعروف سلفاً أن المستضيف هو الذي يسعى ويدعو الضيف للاجتماع وليس العكس. غير أن زيارة الوزير لجدة كانت عبارة عن سويعات قليلة، وذلك بغرض توقيع العقودات مع بعض شركات الاستثمار، وذلك في مقر فندق قصر المدينة. وانتهز بعض الأفراد هذا الوقت الضيق لزيارة الوزير السريعة وقدموا له دعوة لربما تكون شخصية تقع في قالب الرسميات، وكان من المفروض أن تكون الدعوة في منزل الداعي، غير أنه غيّر الدعوة الى الفندق حيث ينزل الوزير. مع العلم أن الشخص الداعي ليست له علاقة برابطة دنقلا الكبرى حتى يدعوها للاجتماع. إلا أنه اختار بعض الشخصيات التي يرى أنها تمثل محليات الولايات السبع ومن ضمنها محليات دنقلا الثلاث. وفي قرارة نفسه أنهم يمثلون الولاية إما باعتبارات شخصية أو شخصيات اعتبارية أو الاعتبارين معاً أو أنهم يمثلون المنطقة وجدانياً ويحملون همومها ويكافحون من أجلها. ولما دُعيت للاجتماع اتصلت برئيس الجالية المكلف السيد عوض قرشوم ورئيس محلية دنقلا الأستاذ سيف الدين عيسى وقالا إنه لا اعتراض على تلبية الدعوة. وقد طلب مني الداعي إحضار شخص آخر معي لتمثيل دنقلا، وبالفعل دعوت الأخ شريف حاكم نائب رئيس محلية دنقلا الذي وافق على الحضور إلا أنه لم يتمكن من الحضور لظروف اجتماع آخر خاص باستقبال الأستاذة آمنة عثمان. قدم السيد الوزير تنويراً كاملاً عن الملتقى وعن العقودات التي وقعت مع بعض الشركات واستفاض في ذلك وقد أجاب عن كل التساؤلات التي طرحت عليه بكل شفافية وصدق. كما ذكر أن أي شخص أو شركة من المغتربين في دنقلا وجدت أو تجد بعض المعاكسات، يتصلون بي في دنقلا بواسطة مندوبهم، فهو سيقوم بتذليل كل العقبات لهم وكان ذلك على سبيل المثال شركة المقرة، وكذلك بعض الأشخاص. وتحدث الوزير عن كهربة المشروعات إلى أبو فاطنة وقريباً ستصل وادي حلفا. ولم يبخل على المجتمعين بأية إجابة خاصة استفسارات وشكاوى الإخوة من محلية البرقيق ومحلية حلفا. والذين كتبوا على صفحات المنابر والجرايد بقولهم «عفواً سيادة الوزير إنها زيارة خاصة» وبخلوا بمهر أسمائهم تحت المقال ولا أدري خوفاً من ماذا؟.. هل بسبب أنهم لم يُدعوا للاجتماع بالوزير، وذكرني ذلك قول الأولاد الصغار «الشُفَّع» عندما يفوتهم بداية اللعب ويأتون متأخرين فيقولون «يا فيها يا نطفيها». أما إجابه الوزير عن سؤال الأراضي التي منحت لمصر قال إنها كأية شركة مستثمرة وهي جارة أحق من غيرها نسبه للمصير المشترك بين الدولتين. ورغم ذلك فهذه الأراضي مُنحت في منطقة صحراوية تبعد عن النيل «65» كيلو متراً ولا يملكها أحد ولم تنزع من أحد، وقاموا باستصلاحها وزراعتها، أليس ذلك بفائدة للسودان عامة والولاية خاصة أم أنكم لا تريدون أن تجدِّعوا ولا تريدون جلب الحجارة؟ وفي المقال كتب «إنه تناهى إلى أسماعنا أن الوزير اجتمع بنفر من أبناء الولاية ولم يكن من ضمنهم أبناء روابط دنقلا أو المحليات أو الجمعيات» فهذا غير صحيح بالمرة، فالمدعوون كانوا تسعة أشخاص من ضمنهم خمسة من أبناء دنقلا وهم الغالبية في الاجتماع وهم «محمد يوسف ويحيى عبد الحميد وأحمد السيد وعبد المحسن وعبد الرحمن عبد اللطيف» أليسوا هؤلاء من أبناء دنقلا كما تقولون، فهم إن كانوا بصفات شخصية أو اعتبارية هم من أبناء دنقلا في الأساس يهمهم أمر المنطقة ويحملون بين وجدانهم مشكلاتها ويتطلعون إلى تنميتها وتطورها فإنها أولاً وأخيراً هي الملاذ لهم وهي مكان ميلادهم ويرقد أجدادهم ولربما آباؤهم تحت ترابها. والبقية من المدعوين اثنان من حلفا، وواحد من مروي، والآخر من الدبة، أما إذا كنتم تعتبرون المدعوين من دنقلا هم من غير أبنائها، أوضوحوا لنا من هم أبناء دنقلا وما هي مواصفاتهم أو أنكم تعتبرون أن أبناء دنقلا ينقسمون إلى ثلاث فئات: 1/دنقلاوي درجه أولى. 2/ دنقلاوي درجة ثانية. 3/ دنقلاوي درجة ثالثة. وللعلم أن كل السودان اختلط بالعرب وهم الذين كونوا العنصر الجديد وخاصة الولاية الشمالية. ألم تسمع بالمجراب في حلفا وهم أصلا من المجر بقايا الكتيبة المجرية التي غزت السودان مع العهد التركي. وألم تسمع بالأرناؤوط وهم من ألبانيا استوطنوا منطقة المحس. وألم تسمع بالأتراك والمصريين من جنوب مصر واستوطنوا دنقلا وأرقو واختلطوا بالعنصر النوبي وكونوا هذا الهجين الجميل. أولم تسمع بالشناقيط وهم من جزيرة العرب جاءوا عبر موريتانيا. وبالسنوسية الذين جاءوا عبر ليبيا أو لم تسمع بالأدارسة. بل ألم تسمع بالبديرية والدهامشة والجهينية والجوابرة والقراريش والجعافرة كلهم اختلطوا بالنوبة، ونتحدى أن يكون هناك عنصر نوبي صافٍ أو سوداني بدون اختلاط بهؤلاء العناصر. فأرنا أيها الأخ الكريم إن كانت لديك الشجاعة من هم درجة أولى ومن هم درجة ثانية ومن هم درجة ثالثة. هذا مع العلم إن هذا الاجتماع بدأ بعد صلاة المغرب وانتهى قبل صلاة العشاء ليتمكن الوزير من توقيع عقودات مع بعض المستثمرين السعوديين عقب انتهاء الجلسة مباشرة، وكان مغادراً الساعة العاشرة مساء إلى الخرطوم وشنطة ملابسه تحت طاولة الاجتماع.