صلاح الدين عبد الحفيظ مالك بهدوء وسكينة كما كانت تفاصيل حياته رحل من دار الممر لدار المقر الشاعر الدكتور تاج السر الحسن أحد أبكار الأدباء الذين علا صوتهم الشعري خارج السودان أولاً ثم كانت جموع المهتمين بالشعر والآداب السودانية في السودان في اندهاش بالغ لذلك الذي نشر قصائده أولاً بصحف ومجلات القاهرة وبيروت قبل أن تحتفي به الأوساط الأدبية في السودان فيما بعد. رغماً عن كتاباته الشعرية الخالدة في مضمار الوطن والجمال في الفترة منذ نهاية الخمسينيات حتى منتصف الستينيات الا أنه لم يشتهر كثيراً بالقدر الذي يوازي إنتاجه الشعري كماً وكيفاً إلا في نوفمبر من العام (1960م) حيث تغنى المخضرم عبد الكريم الكابلي برائعته (آسيا وإفريقيا) بحضور الرئيس المصري جمال عبد الناصر بالمسرح القومي. كتب الشاعر الراحل عدداً من القصائد ذات الأثر الصوفي الممتد في حياته منذ الصغر فكانت أشعاراً بمذاق أهل السودان لغة وموضوعاً وهو ما جعل النقاد يضعونه في مصاف الشعراء الممعنين في التصاقهم بالتراث السوداني. فمنذ بدايات تلمسه للحياة بشمال السودان في نهايات العام (1935م) حتى عودته من روسيا التي بقي فيها زماناً ليس بالقصير إشارات للحياة السودانية في بساطتها وعمقها الصوفي. تقول سطور حياته التي امتدت لثمانية وسبعين عاماً إنه من مواليد شمال السودان في العام (1935م) وظل أحد المبرِّزين في جانب التحصيل الأكاديمي الذي أوصله لمرحلة الاضطرار لتنفيذ رغبته التي ظل يحلم بها منذ صغره وهي العمل بالتدريس رغماً عن درجاته الكبرى التي أحرزها في امتحان الدخول للجامعة وذلك في العام (1955م). فشد رحاله نحو مصر التي درس بها آداب اللغة العربية بالأزهر الشريف ليتخرج فيه في بدايات العام (1960م). فحين دراسته اللغة وآدابها نشر قصائد ذات مداد شاهق بالصحف السيارة المصرية جنباً إلى جنب مع فطاحلة الشعر العربي آنذاك، ومن عجب أن أول قصيدة رثاء للشاعر العراقي بدر شاكر السياب نُشرت بالصحف المصرية عقب وفاته في نوفمبر (1964م) كانت من نصيب الشاعر تاج السر الحسن وهي القصيدة التي ظل يبحث عنها حتى وفاته كما أخبرنا بذلك. شد الشاعر رحاله إلى موسكو في العام (1962م) فظل لصيقاً بمصر ومجتمعها الثقافي والشعري. فبمعهد مكسيم جوركي للآداب نال درجتي الماجستير والدكتوراه. المرحوم من أعضاء ندوة أم درمان الأدبية وصديق لمؤسسيها عبد الله حامد الأمير ومحمد المهدي المجذوب. وبوفاته يكون آخر أعضاء الندوة الأدبية من الأدباء قد رحل لدار الخلود وفي ذات السياق فقد كتب المرحوم في العام (2001م) دراسة مفصلة عبارة عن بانوراما للندوة الأدبية بمجلة جامعة أم درمان الأهلية.