تقول الطرفة إن أحدهم كان قد تدرب على فنون الغناء والآلات الموسيقية في أمريكا ودول غرب أوروبا وبرع فيها للدرجة التي كان يستطيع معها أن يؤثر على الإنسان والحيوان ويجعله ينام أو يبكي أو يقف ثابتاً عندما يعزف لحناً محدداً لكل حال من الحالات. وتشاء الظروف أن الرجل جاء يحمل معه آلته الموسيقية ليقف أمام إحدى الغابات الكبيرة والضخمة، المليئة بالحيوانات.. وقد منعه بعض مرافقيه من الدخول في الغابة خوفاً من الافتراس، لكنه طمأنهم إلى أنه قادر على التحكم في هذه الحيوانات بما أوتي من مقدرة على العزف، وفعلاً دخل الغابة ليقابله الأسد والذي وقف جامداً في مكانه بعد أن استمع إلى الموسيقى الصادرة من آلة الرجل.. وتقدم الرجل إلى الداخل ليقابله الضبع الكبير والذي رقد وتمدد على الأرض عند سماع الموسيقى، وتقدم الرجل إلى الداخل فقابله ثعبان ضخم جداً ولكنه صار يرقص طرباً مع الموسيقى الصادرة من الآلة.. وتقدم الرجل إلى منتصف الغابة وهو سعيد بهذا الإنجاز الكبير الذي حققه، وكان يشاهد قردين يتجاذبان أطراف الحديث وهما يجلسان على قمة شجرة ضخمة ويضحكان وهما ينظران إلى الرجل مما جعله يعتقد أن القردين كانا معجبين به وبموسيقاه التي تجعل الحيوانات تستسلم، ويتقدم الرجل ويتوغل قليلاً ويرى من بعيد أحد النمور وهو يجري نحوه.. وبدأ يعزف على الآلة ولكن النمر لم يتوقف وزاد من العزف وأسرع في الإيقاع وأضاف البوق والطبل والنمر لم يتوقف، بل زاد سرعته متجهاً نحو الرجل. والرجل بذل أقصى ما عنده من مهارات في الغناء والتطبيل و(الكواريك) و(المزازيك) لكن النمر لم يتوقف، بل هجم عليه وافترسه ومزقه وكسر آلته الموسيقية، والقردان زادا الضحك، وقال أحدهما للآخر: (أنا ما قلت ليك النمر الأطرش حيأكل الزول ده). وعرمان ومن قبله مالك عقار ومن قبله (الحلو) اتخذوا من النيل الأزرق وجنوب كردفان مكاناً لغزو السودان باسم الجبهة الثورية، وظنوا أنهم سيهزمون أهلنا وجيشنا. وظلن (أقار إير (وهو اسمه الحقيقي) وعرمان والحلو أنهم سيصيبون السودان في مقتل وسيقومون بالكذب على أهلنا. ولكنهم ينسون أن عندنا جيشاً مثل ذلك النمر الأطرش.. عندما يقال له افعل فإنه لا يتوقف ولا يستمع لموسيقى ولا ينتظر. وكما قال الرئيس البشير (السودان تحرسه أيدٍ قوية وجيش لا يعرف التراجع).. يعني بالواضح كده (نمور طرشاء). ولا مجال عندهم لمن يعزف الألحان أو يدق المزيكة أو من يرقص عشرة بلدي. وإذا كان القردان في قمة الشجرة يضحكان على صاحبنا الموسيقار الذي تلقى فنون المزيكة من أمريكا مثلما تلقى أقار إير والحلو وعرمان فنون التمرد والخيانة من أمريكا أيضاً، فالشعب كله الآن سعيد ومبسوط أربعة وعشرين قيراط وهو يرى جيوش أقار والحلو وعرمان وهي محاصرة ومزنوقة في انتظار الإبادة.. وسيخرج الشعب السوداني في مظاهرات صاخبة قريباً جداً يوم الإعلان عن تحرير أبو كرشولا والتي يبدو أنها تحررت أصلاً (من دون إعلان). وسيخرج الشعب بأعداد أكبر عند تحرير كاودا. وفي ذلك اليوم سوف تسكت الأصوات التي تنادي بالضغط على التفاوض مع عرمان، وسوف تصمت الحناجر المؤيدة للجبهة الثورية والمساندة للحركة الجنوبية الشعبية والمساندة للحركة الشعبية وللأحزاب الما وطنية، وسوف تدخل الفئران في جحورها لأن النمر (الأطرش) سيكون قد احتل المساحة وملأ الساحة.. وفي ذلك اليوم سوف «تنكتم» أصوات المارقين والخارجين والمتمردين والعملاء والمرجفين والجواسيس والخلايا النائمة والمرتزقة والآكلين من موائد المخابرات الأمريكية وعملاء الصهاينة. ومن الآن ومقدماً و «سمبهار» نقول مبروك يا ناس «النمر الأطرش» وعقبال كاودا ثم من بعدها عقبال التخلص من العملاء والجواسيس والخلايا النائمة. (وبعد داك) نتفاوض زي ما (الجماعة) عايزين. لكن في (الوكت ده) التفاوض عيب وانكسار إن لم يكن جريمة كاملة.