من المشكلات التي لا ينتبه إليها الآباء والتربويون مشكلة صعوبة القراءة والكتابة والضعف الإملائي، وينتج ذلك بعدم قراءة الكلمة بشكل صحيح وصعوبة تدوين وحفظ المعلومات وصعوبة العمل وقراة الكلمة بشكل صحيح ثم الفشل في التعرُّف عليها لاحقاً، كل هذه الأشياء وغيرها نجدها عند كثير منا وهي مشكلة حقيقيَّة وأصبحت منتشرة في مجتمعنا الشرقي والسوداني خاصة، وتسمى ب «الدسلكسيا» وهي كلمة يونانية تعني «صعوبة القراءة»، وصعوبة التعلم تعني ضعف في القراءة والكتابة والإملاء او الاثنين معًا، وأحياناً يكون الضعف في المواد الحسابية مادة «الرياضيات» مثلاً، ونجد أن المصابين بها دائمًا مستوى ذكائهم عادي جداً أو مرتفع لكن ليس لها «علاقة بالتخلف العقلي» ونجد أحياناً أن صعوبة التعلم تكون مصاحبة لمرض نقص الإنتباه وزيادة الحركة، والديسلكسيا هي صعوبة في القدرة على القراءة في العمر الطبيعي خارج نطاق أي إعاقة عقلية أو حسية وهي تصيب الكبار والصغار من الجنسين، ترافق هذه الصعوبة صعوبات في الكتابة من هنا تسمى «دسلكسي ديسور توغرافي» وهي ناتجة عن خلل في استخدام العمليات اللازمة لاكتساب هذه القدرة: صورة الجسد، معرفة اليمين من اليسار، وتشير الدراسة أن ما بين «5 و15%» في العالم يعانون من هذه المشكلة وهذا أمر مشوش نظراً لعدم تنبه المسؤولين والتربويين لهذه المشكلة مما يعني أن هذا العجز في القراءة والكتابة قد يستمر مستقبلاً فيحرمه من عدة فرص أكاديمية، والديسلكسيا ليست نتيجة لتدنٍّ في الذكاء لكن بإمكان شخص متدني الذكاء أن يكون عنده «دسلكسيا»، وأن الصورة المميزة للديسلكسيا في الصعوبة التي يجدها الشخص المصاب في القراءة والكتابة بما يتفاوت مع مستوى ذكائه وقدراته العقلية، تنتشر الدسلكسيا في المجتمعات المكتظة بالسكان وفي المناطق الفقيرة الكبيرة وهناك عدة عوامل تساهم في صعوبات تعليمية عند المجتمعات الفقيرة التي تقطن المدن، تظهر الديسلكسيا في «القراءة والكتابة، عدم تركيز وضعف وعدم دقة في التهجئة والقراءة، الميل إلى وضع الحروف والرموز بشكل مقلوب، قراءة كلمة بشكل صحيح ثم الفشل في التعرُّف عليها في سطر لاحق، المقدرة على الإجابة شفهياً على الأسئلة وإيجاد صعوبة في الإجابة كتابيًا، كتابة الكلمة ذاتها في أشكال مختلفة دون التعرف على الشكل الصحيح، صعوبة نسخ الوظائف الكتابية، صعوبة في تدوين المعلومات، صعوبة في فهم الوقت والزمن، صعوبة في العمل بالأرقام المتسلسلة» ومن أشهر العلماء والمشاهير إصابة بالدسلكسيا «أديسون مخترع المصباح واينشتاين ودافنشي وويلسون رئيس أمريكي وبيل مخترع الهاتف وتشرشل رئيس وزراء بريطانيا» وهنالك العديد من رجال الأعمال والمفكرين في مجتمعاتنا العربية لا يستطيعون القراءة في الصغر، وللتعرف أكثر على هذه الإصابة تحدثت «الإنتباهة» مع عدد من الباحثين الاجتماعيين الذين أكدوا وجودها في السودان. الباحثة الاجتماعية سلافة بسطاوي قالت ل «الإنتباهة» إن صعوبة القراءة والكتابة لها أسباب من ضمنها عدم الاكتشاف المبكر لضعف النظر لدى الطفل والتي تسبب مشكلة في التركيز، وكذلك ضعف الوسائط المستخدمة في العملية التعليمية، ومن الأسباب كذلك عامل البيئة المحيطة والظروف الطبيعية من برد وتهوية وسخانة الجو، مضيفة إلى أن كثيرًا من التربويين يجهلون تلك المشكلة فيستخدمون أسلوب التلقين بدلاً من أسلوب المعلم مما يؤدي إلى عدم مشاركة الطفل في الحصص الدراسية، الوقاية من تلك المشكلات تتم باختيار البيئة المناسبة إلى جانب اختيار الوسائط المختلفة لتوصيل المعلومة تتناسب مع مقدرات كل فرد ولا بد من مراعاة الفروق الفردية بين الأطفال وفتح فرص المشاركة بالأخذ والعطاء واستخدام مهارات تتناسب مع مهارات الشخص الذي يقوم بالعملية التعليمية ولا بد من متابعة ومراقبة الأسر للأطفال وذلك يتم بالاكتشاف المبكر لمشكلات أطفالها ولا بد من المعرفة والدراية بمهارة التعامل مع الأطفال إلى جانب التدريب المستمر للتربويين في كيفية التعامل مع الأطفال... لحل تلك المشكلات قامت الجمعية السودانية للديسلكسيا بالسودان بالتعاون مع مركز الخرطوم لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها بإقامة ندوة بقاعة جامعة إفريقيا للحديث عن الديسلكسيا وتوعية الناس بها وقالت رئيسة الجمعية السودانية للديسلكسيا الدكتورة هدى سعد الدسوقي إن الهدف من قيام الجمعية هو التوعية والتعريف بحالة الديسلكسيا في السودان التي تمثل نسبة «16%» من المصابين في السودان إضافة إلى التشخيص المبكر لحالاتها وعلاجها بالتعاون مع المؤسسات التعليمية وأولياء الأمور والاختصاصيين ودعم وتشجيع الدراسات والبحوث والتعاون والمشاركة مع الجهات ذات الصلة إلى جانب دعم وإقامة الجمعيات وإقامة وإنشاء والمساهمة في المدارس والكليات العلمية المتخصصة والتنسيق مع كل الوسائل وتنظيم الحلقات الدراسية عن الديسلكسيا دعت رئيسة الجمعية هدى الدسوقي وزارة التربية إلى الإشراف عليها.