تفرض بعض الأسر السودانية «زواج العوض» على بعض الأبناء وفيه تتزوج الفتاة من زوج أختها المتوفاة أو يتزوج الأخ من أرملة أخيه المتوفى وعادة ما تتم هذه الزيجات من باب المجاملة والمحافظة على الأسرة والأطفال من التششت والضياع وهي عادة لم يطمرها الزمن لأن بها بعدًا نفسيًا كبيرًا ومؤثرًا «البيت الكبير» جلس بركن خفي ليطلع على الجانب الخفي من المسألة. أيام عصيبة: «فاطمة» تحكي مأساتها تقول إنها توفيت شقيقتها وتركت ثلاثة أطفال الأول عمره خمس سنين والاثنان توأم يبلغ من العمر 6 شهور، قرر والدي تزويجي من زوج أختي المتوفاة وفاجأني بالقرار وأحسست بعقدة في لساني لم أقدر على استيعاب الأمر واكتفيت بالصمت واعتبر «أبي» صمتي قبولاً وتم تزويجي إلى زوج أختي، مرت عليَّ أيام عصيبة حتى تقبلت الوضع. قررت الزواج: نوال لها رأي آخر تقول: عندما توفيت شقيقتي قررت أن أتزوج من زوجها من أجل تربية أبنائها والسبب الذى دفعني للزواج من زوج أختي أن والدتي توفيت وتزوج أبي من امرأة أخرى أساءت معاملتي أنا وأخواتي وذقنا كل أصناف العذاب لذلك قررت الزواج منه حفاظًا على أبناء شقيقتي من زوجة أب غريبة تسيء معاملتهم وأدركت بأن ابناء شقيقتي سوف يكونون بأمان معي فالخالة أحن على الأطفال من غيرها. واجب عليه: «علي» تزوج من أرملة أخيه المتوفى وهي تكبره في العمر بخمس سنوات بالرغم من خطوبته لقريبته، يقول: تم فرض الزواج عليَّ من قبل الوالدة وعندما رفضت بشدة قالت الوالدة بأنها «ما عافيه عنك» إذا ما اتزوجت أرملة أخيك، وبعد فترة من الزمن وافقت وأنا مجبر وقمت بفسخ خطوبتي ولكن مع مرور الأيام استطعت كسر الحاجز ورُزقت منها بأبناء. ويحكي أمين عن زواجه بزوجة أخيه المتوفى الذي حوله إلى شخص منزوٍ وكئيب ومحطم إلى أن قرر أن يتزوج مرة أخرى مما أعاد له حياته من جديد. راي الاختصاصية النفسية: تقول الاختصاصية النفسية سلمى عمر مثل هذه الزيجات تضع البنت في ضغوطات نفسية لا حصر لها وقد تحد من استقرارها النفسي والعاطفي لكلا الزوجين وتؤدي الى عدم الانسجام بينهما سواء علي الجانب النفسي أو العاطفي وقد تصاب الفتاة بالاكتئاب ويجب على أولياء الأمور مراعاة الصحة النفسية للفتاة أو الشاب فلا بد من موافقة الفتاة وأخذ رأيها من غيرضغوط من قبل الأسرة وشعورها بأنها سلبت حقًا من حقوقها اختصاصية التربية الأسرية: عائشة اختصاصية تربية تقول من المؤسف أن تلجأ بعض الأسر لمثل هذه الزيجات التي قد تسلب الفتاة أو الشاب حقهما في الاختيار، وأضافت عائشة: أحيانًا يتم فرض الأمر على الفتاة أو الشاب من أجل تربية الأبناء من منطلق الشفقة على أطفال الأخ أو الأخت وهذه المبررات لا تشفع في ارتباط الفتاة بزوج أختها عوضًا عن المتوفاة في تربية الأطفال مشيرة إلى أن مثل هذه الزيجات تهدد الأسرة تقول مثل تلك الزيجات قد تكون مقبولة في السابق عند بعض الأسر وغالبًا ما تكون في المجتمعات البدوية.