الزواج حلم يداعب كل الفتيات منذ بداية حياتهن فمنهن من تتزوج في سن مبكرة والبعض الآخر يتزوج في مرحلة عمرية بعد الثلاثين ولكن بعضهن يتزوج بعد أن يبلغن الخمسين من العمر.. فهل يكون زواجهنَّ بعد هذه السن عن قناعة أم يكون من باب سترة الحال؟ استطلعنا عددًا من العينات تمّ أختيارها عشوائيًا وختمنا استطلاعنا برأي علم الاجتماع.. كتبت : سحر بشير سالم («نعم تزوجت وعمري «52») هكذا ابتدرت حديثها ل، ع ونبرة من الحزن تكسو صوتها وأضافت: في بدايه شبابي كان شباب الحي يتبارى من أجل خطب ودي ولم أكن آبه لذلك وبعد دخولي الجامعة كنت ألحظ نظرات الإعجاب تقفز من أعين زملائي ولكني كنت أتطلع للأفضل وأنا على يقين تام بصفاتي شكلاً وموضوعًا كما يقولون.. وبعد أن نلت شهادة البكالوريوس آثرت تحضير الماجستير على الزواج خاصة أن من تقدّم للزواج مني كان شرطه الأساسي أن أكون ست بيت «وبس!» وبعد الماجستير بدأت في تحضير الدكتوراه ولكن هنالك ظروفًا حالت دون إكمالها، وفي تلك الفترة تزوجت جميع أخواتي وأنجبن ولم أفق إلى نفسي إلا عندما بدأ الخطاب يتوافدون على بنات أخواتي وأنا مازلت آنسة! حينها قررت الزواج وأنا أعمل في وظيفة مرموقة ولاينقصني شيء مادي البتة وبالطبع لم تكن أمامي خيارات في اختيار شريك حياتي غير صديق والدي الذي توفيت زوجته وتزوج جميع أبنائه وهو بحاجة لمن تقوم على خدمته وأنا بحاجة إلى استقرار وبالفعل تمّ الزواج ليس عن قناعة ولكن سترة حال ومن باب «فلانة متزوجة». «أمشي يابايرة» عبارة ثقبت أُذن «ن» عندما تناقشت مع ابنة أخيها حول موضوع بسيط، مما جعل الأولى تعيد حساباتها كما قالت، وتحصي سنوات عمرها التي غفلت عنها لتجد نفسها وقد تجازوت الخمسين بقليل، تقول «ن»: قمت بالبحث في دفاتري القديمة كما يقولون- بحثًا عن زوج! وأرهقت ذاكرتي بحثًا وتنقيبًا عن زملاء عمل قدامى أو أصدقاء دراسة وبالفعل عمدت إلى التواصل مع كثيرين منهم وعلمت أن زوجة زميلي ع تعاني من داء عضال فقمت بزيارتهم في المنزل من باب التواصل الاجتماعي وبعد فترة ليست بالقصيرة وجدت زميلي يعرض علي فكرة الزواج منه، فوافقت بدون تفكير وبالفعل تم عقد القران والزواج في هدوء تام مراعاة لظرف زوجته الصحي ونفسيتها.. وقد كان زواجي فقط من أجل النظرة الاجتماعية ومن دون أي قناعة وأكثر ما يعجبني في الموضوع «كلو» أنني أصبحت في عداد المتزوجات دون الخوض في أي تفاصيل لحياتي مع زوجي. عمر تزوج بعد وفاة زوجته وانشغال أبنائه عنه بالدراسة والعمل ولم يجد من «يمد ليهو كباية الموية» يقول: هي آنسة من قريتنا وكنت أود الارتباط بها منذ الصبا ولكن تقاليد أسرتنا و«غطي قدحك» حالت دون إتمام ذلك الزواج وقد تزوجت بابنة عمي وشاءت الأقدار أن تتوفى زوجتي بعد انجاب آخر أبنائي فقمت بدور الأم والأب لتربية أبنائي بصورة جيدة وهم والشهادة لله لم يقصروا في واجبي لكن هنالك احتياجات خاصة. فذهبت للقرية وطلبتها للزواج وهي مازالت آنسة وقد تجاوزت الخمسين بكثير، في البداية أبدت رفضًا وتمنعًا بحجة نظرة الناس والمجتمع في القرية لكنها وافقت في نهاية الأمر فمثل حالتي وعمري لا تسمح لي بالزواج بفتاة صغيرة في السن وعلى رأي المثل «كل فولة وليها كيال». «خالدة»موظفة بشركة كبرى تبلغ من العمر «47» عامًا ولم تتزوج بعد، عندما طرحنا عليها السؤال أجابت بلا تردد: ومن يقبل بالزواج مني بعد هذا العمر؟! إلا رجل أرمل أو تكون زوجته مريضة فلا مجال لغيرهما في الارتباط بي، ولو حدث ذلك فالمجتمع من حولي لن يرحمني لأن مجتمعنا يتساهل مع الرجل ويقسو على المرأة رغم أن الزواج شيء فطري سواء للرجل أو المرأة، فلو حدث وتزوجت لن أستطيع أن أعيش حياتي كاللائي تزوجن مبكرًا فكل خطوة وكل كلمة وكل تصرف يكون محسوبًا ضدي أقول هذا رغم إيماني بالقسمة والنصيب. في اتصال هاتفي جمعنا بالاختصاصية الاجتماعية بدرية الأمين أفادتنا بقولها: كل فتاة تتمنى الزواج وتكوين أسرة ولكن لا ننسى دور النصيب والمقادير الربانية في هذا الموضوع فلكل أجل كتاب، والزواج في سن متأخرة قد يكون أكثر أستقرارًا نسبة للنضوج العقلي والفكري وبعد هذه السن لا يكون هناك مجال للمهاترات أو التضحية باستقرار الحياة الزوجية، ويجيء الزواج في هذه السن طلبًا للأنس بعد أن تشعر المرأة بانشغال الجميع عنها ويلوِّح شبح الوحدة في الأفق، أو يأتي القرار عادة من أجل سد الاحتياجات المتبادلة بين طرفي العلاقة الزوجية وهذه الاحتياجات تكون نفسية وجسدية ويتم الزواج لتحقيق الإشباع النفسي والعاطفي والاجتماعي. وغالبًا ما تكون تلك الفئة من النساء العاملات اللائي لا ينقصهنَّ شيء مادي ويمكنهن الصرف على أنفسهن من دخلهنَّ الخاص وتوفر متطلبات زواجهنَّ. وهنا يكون الزواج من أجل سترة الحال وحسب رأي الطب يصعب ويستعصي أمر الإنجاب بعد الخمسين. كما توجد فئة أخرى من النساء المطلقات والأرامل اللائي مكثن فترة بعد انفصالهن أو موت أزواجهن دون زواج ولكن بعد الخمسين كما أسلفت هنالك أشياء تعلن عن نفسها تكون سببًا في اتخاذ قرار الزواج وغالبًا ما يكون الزوج رجلاً كبيرًا في السن يريد الزواج لسبب أو لآخر مثل وفاة زوجته أو مرضها وعجزها عن خدمته. وقد نجد استنكارًا من بعض الفئات في المجتمع حال زواج امرأة بعد الخمسين ولكن لا عيب ولا ضير من ذلك وحتى الإسلام لم يحدِّد سن معين للزواج.