الصراع المحتدم هذه الأيام بين حزب الأمة القيادة الجماعية ورئيس الحزب بولاية كسلا وزير الثروة الحيوانية بابكر دقنة والذي تم فصله من الحزب بحجة تغيير لونه السياسي تصاعد بشكل كبير جدًا في الأيام الفائتة وباتت خلافات الطرفين مادة طازجة للمجتمع الكسلاوي، ولعل حجة الأمة القيادة الجماعية برئاسة د. الصادق الهادي تبدو كبيرة جدًا على الرجل الذي يلقّب بالأمير كناية عن انتسابه للأمير دقنة الذي كما هو معلوم لم يخرج من صلبه رجل بل أنجب بنات فقط مما يدحض خروج الرجل من تلك الأسرة المجاهدة هكذا يردد خصوم الرجل هذه الأيام بإشارتهم إلى استفادته من لقب الأمير طيلة الفترة المنصرمة. ولعل القيادة الجماعية أرادت أن توجه لطمة لبابكر واسمه بالكامل بابكر أحمد الأمين عندما قامت قيادة الحزب برئاسة د. الصادق الهادي بزيارة كسلا الأسبوع الفائت وتفعيل نشاط الحزب بمعزل عن بابكر بتكريمها لأسرة الأمير دقنة.. قيادة الحزب تقول إن بابكر اخطأ من خلال محاولته تعديل النظام الأساسي للحزب مما يوقعه في طائلة إيقافه أمام لجان محاسبية عليا علاوة على إعلانه إخطار المؤتمر الوطني بدمج الحزب بالولاية مع حزبي الامة الفيدرالي والإصلاح والتنمية، فالواقع يقول إن الوطني لا علاقة له بذلك الشأن الحزبي البحت والمعني به حزب الأمة. كفة حزب الأمة القيادة الجماعية راجحة على الوزير بابكر لسبب بسيط فالرجل ودون أدنى مبالغة طيلة تقلبه في وزارات حكومة كسلا لنحو عقد من الزمان لم يقدم دعوة لقيادة الحزب لزيارة الولاية المهمة جدًا بشرق السودان وهو أمرٌ جد مدهش وغريب أن يحُول رئيس حزب ولائي بين قيادة الحزب وقواعده بالولاية طيلة تلك الفترة في حالة تستحق أن تدوَّن في موسوعة غينيس للأرقام القياسية.. لعنت قيادة الحزب الشيطان وزارت ولاية كسلا لتُلحق ببابكر حرجًا بالغًا وتلتقي بوالي الولاية محمد يوسف آدم الذي رحب بها جدًا وأعلن عن فتح أبواب التعاون بين حزبه «المؤتمر الوطني» والأمة القيادة الجماعية. الحزب الآن ينتوي وضع حد لحالة التصعيد والتشويش التي تصدر نحوه من بابكر وقلة ذهبت معه بخطوة ستكون حالة مسبوقة في الأحزاب السودانية بالتقدم بمذكرة للحكومة تطالب فيها بعزل الرجل من منصبه الدستوري.. وهي خطوة تم الإعلان عنها من خلال اللقاء السياسي الذي أقامه حزب الأمة القيادة الجماعية بكسلا وقبله طاف وفد الخرطوم الزائر وأنصاره على مدينة كسلا في رسالة لخصومهم.