في هذه الظروف القاسية التي تعيشها بلادنا بعد الاعتداءات التي طالت جميع أطرافها لا بد من وقفة قوية سنداً لقواتنا المسلحة التي تحارب عناصر التمرد وحَمَلَة السلاح الخارجين على الوطن في جبهات متعددة مدعومة بقوى خارجية أعلنت عن أجندتها ونواياها ومخططاتها، لا بد من وقفة من جميع مكونات الشعب السوداني خاصة بعد إدراك الجميع لأبعاد مشروع السودان الجديد الذي تتبناه الحركة الشعبية قطاع الشمال برعاية ودعم دولة الجنوب الوليدة مستهدفة به الهوية والعقيدة والأمن والاستقرار تنفيذاً لأجندة كُلِّفت بها. إن إدراك أبعاد مشروع السودان الجديد وإن جاء متأخراً من قطاع كبير من قطاعات ومكوِّنات القوى السياسية يتطلب وحدة وطنية صادقة بعيداً عن أي مطالب سياسية أو حزبية. إن الوقفة القوية التي نبحث عنها لا بد أن تكون وقفة دولة وشعب وقوى سياسية بحجم المخطط الذي كشف عنه. إن الوقفة التي ننبه لها لا بد أن تستهدف في المقام الأول ذلك الجندي المقاتل المجهول الذي خرج يفدي الوطن بروحه ويحمي العرض بدمائه ويوفر للآخرين الأمن والاستقرار والسلام. إن الوقفة التي نطالب بها لا بد أن تكون سنداً وعضداً لأسرة كريمة خرج ربُّها ليرفع راية كبرياء شعب وعزَّة وطن ويطهِّر الأرض من دنس الغزاة دون منٍّ أو أذى. لو يعلم الناس عامة الناس وخاصة أهل الجاه والمال والراحة والترطيب قسوة الحرب وآلامها وأحزانها وإحساس ذلك المقاتل الذي يفترش الأرض ويتوسد الحجر ويلتحف السماء وسط أدغال وتحت المطر تتنازعه روحه بين كفية دفاعاً عن وطن غالٍ وعودة منتصر إلى الأهل والولد، لو يعلم الناس ذلك لما بخلوا عليه بالغالي والنفيس ولأدركوا لو كانوا يدركون أنه أي ذلك الجندي عزيز فوق كل عزة، وأبي فوق كل إباء، وشامخ فوق كل شموخ. التحية من أسرة الاتكاءة وقدامى المحاربين لكل أبناء قواتنا المسلحة المرابطين على امتداد الوطن وحدوده.