ظلّ فيروس «كورونا» الذي ظهر مؤخرًا يسجل هاجاسًا كبيرًا للمسؤولين والمواطنين وقد اتخذت السلطات لسعودية الكثير من الاجراءات الاحترازية اضافة الى العمل على محاربة هذا الفيروس وللوقوف على اسباب ظهوره ومعالجته كان لنا لقاء مع الدكتور ماجد عبد ربه أستاذ الطب في جامعة الزقازيق بمصر واستشاري الصدر والحساسية بمستشفى الفلاح بالعاصمة السعودية الرياض والذي طالب بطمأنة الناس فيما يتعلق بفيروس كورونا الذي بدأ ينتشر في المملكة بدلاً من إرهابهم وتخويفهم، وقال الدكتور ماجد في حواره مع صحيفة نسيج الإلكترونية إن فيروس كورونا مثله مثل أي فيروس يمكن التغلب عليه بتقوية المناعة، وذكر أن هناك إشكالية في تشخيص مثل هذه الأمراض لأنها تحتاج الى معامل كبيرة غير متوفرة في المستشفيات الخاصة، وأن الفحص مكلف جدًا، وتحدث الدكتور عبدربه عن الكثير من الأمراض التي تصيب الجهاز التنفسي في المملكة وكيفية انتشارها وكيفية الوقاية منها خلال الحوار التالي: ** في البداية حدثنا عن الأمراض التي تصيب الجهاز التنفسي ومنتشرة في السعودية؟ في المملكة عمومًا هناك انتشار كبير لأمراض الحساسية التي تصيب الجهاز التنفسي عمومًا بدءًا من الأنف والجيوب الأنفية والرئتين، والسبب في ذلك يعود الى أن طبيعة الجو هنا الى حد ما متقلبة ونسبة التلوث عالية في بعض المدن المزدحمة مثل الرياض، ومصادر التلوث بعضها مخفي والبعض معروف، والناس في الغالب لا تنتبه لها، وهناك أيضًا عوادم السيارات والمكيفات والمناطق الصناعية وطبيعة المباني السكنية التي لا يوجد فيها تهوية كافية، وكل هذه الأشياء سبب رئيسي لانتشار حساسية الصدر. ومن خلال عملي الذي امتد لعشر سنوات لاحظت أن الحساسية منتشرة انتشارًا كبيرًا والأغلبية هنا لديهم حساسية في الجهاز التنفسي، وأمراض الحساسية جزء أساسي من علاجها وقائي مثل عدم التعرض للأشياء المهيجة للجهاز التنفسي. نحن محتاجون للنظر مرة أخرى في عملية التهوية وعمليات إزالة المصانع القريبة من المساكن، والشكل العام للمنازل وطبيعة المناطق الصناعية كوجودها في وسط البلد، ولا بد أن نفكر في إيجاد حل للمدن المزدحمة لتخفيف التلوث. ** هل لهذه الأمراض وقت معين لظهورها؟ هنا على مدار العام نجد أن هذه الأمراض موجودة وليس لها وقت، أحيانًا في اليوم الواحد يمر عليك أربعة فصول كما يحدث في الرياض، إضافة الى التكييف والاعتماد عليه. ومعروف أن هذه المكيفات تحوي غبارًا وأشياء كثيرة تساهم في انتشار الحساسية. والناس ينظرون الى أمراض الحساسية على أنها أشياء مؤقتة وستزول مع العلاج، والمريض يحس بتحسن وهي نظرة خاطئة ويُفترض أن تكون النظرة لها على أنها مثل السكري والضغط ومن الأمراض المزمنة ولابد أن يؤخذ لها العلاج باستمرار ومتابعة دورية مع أي طبيب متخصص. ويجب أيضًا أن يكون هناك توافق وتكامل بين الأطباء بصورة سنوية لوضع خطوط عريضة لهذه الأمراض وطرق علاجها ويجب الالتزام بها، وهناك حملات توعية بشكل كبير يجب إيصالها لكل الناس. ** هل هذه الأمراض تصيب أعمارًا معينة؟ الأطفال بصفة عامة هم الأكثر تعرضًا لأمراض الحساسية وهذا ناتج لتعرضهم لتقلبات الجو خاصة أيام المدارس حيث يكون النهوض في وقت مبكر والجو يكون متغيرًا، ويختلط التلميذ مع زملائه ويتعرض للعدوى، وأيضًا في الحافلة المدرسية يتعرض لغبار ودخان السيارات، وطبيعة الطفل مناعته ضعيفة، وعلى مستوى العالم معروف أن الحساسية تبدأ في سن مبكرة، ونادر جدًا يصاب شخص كبير بالحساسية وقد يدخل فيها العنصر الوراثي. ** هل هناك فرق بين الربو والحساسية؟ الربو البعض يسميه حساسية أو أزمة والربو هو الأزمة وهو الحساسية الصدرية وهي مسميات يتم استخدامها، و«كل واحد يقول الاسم الذي يراه مناسبا» والأهم أن تشخيصها سهل لأي طبيب متخصص، والطبيب العام له دور مهم في ذلك حيث يبدأ منه التشخيص و اكتشاف حالات الحساسية، ويمكن وصف الدواء المناسب لها، وقد يساهم المريض بشكل كبير في عدم التزامه بتعليمات الأطباء والعلاجات حيث تكون هناك عشوائية، وقد يساهم بعض الأطباء بعدم وضع الخطوط العريضة العالمية لعلاج الحساسية. ** نلاحظ انتشار الأمراض الصدرية في موسم الحج، ما هو السبب؟ في موسم الحج تلتقي جنسيات من مختلف دول العالم، ومن دول غير مؤهلة ولم يتم فحص الحاج إن كان لديه أمراض معدية، وعلاوة على ذلك الأعمار تكون كبيرة وعندهم أمراض سواء سكري أو ضغط، كل هذه الأشياء الى جانب الزحام والمجهود العضلي الذي يُبذل في المشاعر وكثافة السيارات والتلوث الكبير تساعد على ظهور أمراض الصدر والحساسية بين الحجاج. ومعروف أن موسم الحج يسبق بداية الخريف حيث تكون هناك بعض الفيروسات المنتشرة وتتجمع في منطقة المشاعر وأحيانًا يحدث اختلاط جيني بين أنواع الفيروسات ويظهر لنا حالات جديدة كما حدث في سارس وانفلونزا الخنازير، ومع الأسف مفهوم الناس أصبح خاطئًا ويعمل لهم نوعًا من الفوبيا والخوف، وانتشار هذه الأمراض يعتبر عاديًا نسبة للزحام وبالتالي يصاب الشخص الذي يتعرض للعدوى ويكون جهازه المناعي ضعيفًا لأي سبب من الأسباب والتأثير عليه يصبح كبيرًا..