ويوغندا حينما كانت تدعم الحركة الشعبية بكل قوة بعد تغيير نظام منقستو الرئيس الإثيوبي السابق وكان رئيس الحركة الشعبية جون قرنق، لم تكن تتخيل أنه سيصدمها بالتلميح للتراجع عن مشروع الانفصال.. وظنت أنه كان يصدق حكومة المؤتمر الوطني التي كانت تتمنى أن تستمر وحدة الشمال والجنوب.. وكان وجود جون قرنق في منصب رفيع جداً يمكن أن يغريه لاحقاً بأن يكون رئيساً لكل السودان في ظل حكم صاحب القرار فيه رئيس الوزراء الذي سيكون من الحركة الإسلامية على الأقل في صورة حكم أشبه بالتي في لبنان تقريباً.. وهناك تتوزع السلطات على ثلاثة كيانات.. لكن يوغندا كانت تريد جنوباً منفصلاً تقام فيه دولة مستقلة عن السودان تتحقق لها فيه مطامعها. وقد انفصل الجنوب بالفعل، لكن بعد انفجار الطائرة التي كانت تقل جون قرنق بأكثر من ست سنوات كانت عمر الفترة التي صوت بعدها الجنوبيون في الاستفتاء لصالح الانفصال. إلا قليلاً جداً منهم. ترى هل كان مقتل قرنق في نظر يوغندا ضماناً للانفصال؟. المهم أن الانفصال قد وقع لصالح يوغندا قبل أهله الجنوبيين. وليتها اكتفت به بعد أن سرها إقامة دولة مستقلة للقبائل الجنوبية المتناحرة مثل قبائل كل تلك المنطقة. لكنها قامت بتوسيع اطماعها داخل السودان بعد انفصال جنوبه منه.. واذا كان قد جاء في أخبار الأمس أن يوغندا تقوم حالياً بترتيب اجتماعات حركات التمرد في بعض المناطق السودانية وهي تتحالف تحت مسمى الجبهة الثورية فهذا يعني أن الجنوب وحده لا يكفيها.. تريد أن تزيد مساحات طمعها في الجنوب بمساحات شمالية هي جبال النوبة وجنوب النيل الأزرق وربما دارفور.. ربما تظن أن دارفور يمكن أن تكون نسخة أخرى لجنوب السودان رغم أنها مسلمة بنسبة مائة بالمائة. لكن السؤال هنا هل يمكن أن تنهار مؤامرات يوغندا ضد السودان بالخطة العسكرية المحكمة التي يعدها الآن السودان لمنع جوبا من دعم التمرد؟ لقد قال رئيس هيئة أركان الجيش السوداني الفريق أول ركن عصمت عبد الرحمن إن الجيش سينفذ خطة في الأيام القادمة بمناطق التمرد تهدف لمنع حكومة الحركة الشعبية في جنوب السودان من تقديم الدعم المباشر للمتمردين قطاع الشمال وحركات دارفور المتمردة. مصر الآن وسد النهضة اتضح تماماً أن اتفاقية كامب ديفيد جوفاء ولا قيمة لها بالنسبة لمصر وإن السادات كان منفعلاً حينما ظن أن مشكلة مصر وحدها دون الدول العربية الأخرى والمناطق العربية المحتلة في فلسطين يمكن أن تحل بهذه الاتفاقية التي كان ثمارها سفارة إسرائيلية في القاهرة تخفي وراءها مؤامرات على حصتها في مياه النيل في «المنبع» وها هو سد الألفية يرى النور يا «سادات» لكنك رحلت عن الدنيا وخلفك خلعه الشعب، ها هو الدكتور محمد مرسي يحصد ثمار سياستكما السلبية المُرة.