عندما نتحدث عن المغترب السوداني في دول المهجر وخاصة في المملكة العربية السعودية والذي الآن تتحرك به سفينة الحياة يمنة ويسرة وهو يعد الايام والتي بدأت في العد التنازلي لانتهاء المهلة التصحيحية التي اصدرتها وزارة العمل السعودية لكل الاجانب بالمملكة تجعلني انظر للامر من جانب لا يخفى على الكثيرين وخاصة الدولة الام في السودان، بعد ان شد انتباهي الزيارات التي قام بها وزراء العمل للدول الشقيقة والصديقة للمملكة منذ اصدار القانون وقوفًا على حال الجاليات التي تتبع لها خبر وللتباحث مع الجانب السعودي في كيفية معالجة القضايا المتعلقة بعمالتها من المتخلفين والمخالفين لأنظمة الإقامة والعمل ولتصحيح اوضاعهم القانونية في فترة المهلة التي تكرم بها خادم الحرمين الشريفين لتصحيح اوضاعهم تماشيًا مع برنامج توطين السعودة في القطاع الخاص السعودي، وهذا يبرز الجانب المضيء لهذه الدول واهتمامها برعاياها بالخارج وفجعت عندما قاربت المهلة التصحيحية على الانتهاء بانتباه وزارة تنمية الموارد البشرية والعمل عن «عزم» وزارتها ابتعاث فريق من المختصين الى المملكة للوقوف على اوضاع السودانيين العاملين هناك، والتي احسب انها خطوة اتت متأخرة تزيد من حالة التأزم التي يعيشها السودانيون هناك لتصحيح اوضاعهم، والتي للاسف الشديد تثير الحزن وسطهم لعدم اهتمام دولتنا ممثلة في وزراتها المعنية باوضاع العمال بالخارج وكيفية استقرارها اسوة ببقية وزراء العمل بالدول الاخرى والذين زاروا المملكة في غضون الاشهر الماضية للاستفادة من هذه المهلة لرعاياها وكانت هناك لقاءات مشتركة مع الجانب السعودي في هذا الشأن.. فلماذا دومًا لا يجد المواطن السوداني بالخارج عدم الاهتمام والمبالاة من ادارة الدولة؟ وهل يتعاملون معه من منطلق مضمون المثل المصري الذائع الصيت: «اللي يشيل قربة مخرومة تخر على راسو» وعليهم ان يتحملوا نتيجة اختيارهم للاغتراب والهجرة ليس هروبًا من واقع لا يقدرون عليه بل من اجل تحسينه للافضل وان يصبح العائد منه ليس منفعة شخصية لهم بل تعم كل السودان؟ المغترب السوداني قدم الكثير وما زال من الدعم الملموس منذ السبعينيات وحتى الآن للدولة في ذلك في الزمن الجميل وبشهادة موثقة من القيادة العليا للدولة، فلماذا تتباطأ اليوم رغمًا عن الكم الهائل الذي يدفعه لها من غير شكر وتقدير من رسوم يدفعها عنوة او طائعًا مختارًا من ضرائب وزكاة وترعتي كنانة والرهد والفضائية السودانية وشريان الشمال ورسوم الجلوس للامتحانات في مرحلة الاساس والشهادة السودانية ورسوم المغادرة من مطار الخرطوم حتى للاطفال ورسوم للمجهود الحربي.. وكثير من الجبايات التي ما انزل الله بها من سلطان.. انسيت كل هذا؟