*أحمد علاء الدين [email protected] يوم أمس, شد انتباهي خبر نشر في جريدة الاقتصادية عن زيارة يقوم بها وزير العمل والمغتربين الهندي للمملكة للوقوف على حال الجالية الهندية وللتباحث مع الجانب السعودي في كيفية معالجة القضايا المتعلقة بالعمالة الهندية من المتخلفين والمخالفين لأنظمة الإقامة والعمل ولتصحيح أوضاعهم القانونية في فترة المهلة التي تكرم بها خادم الحرمين الشريفين بمنح هذه الشريحة مهلة ثلاثة أشهر لتصحيح أوضاعهم تماشيا مع برنامج نطاقات الخاص بتوطين السعودة في القطاع الخاص السعودي. كما أن هنالك الكثير من وزراء العمل والمغتربين من الدول المختلفة قد زاروا المملكة في غضون الأشهر الماضية للاستفادة من هذه المهلة لرعاياها وعملوا لقاءات مشتركة مع الجانب السعودي في هذا الشأن. وللأسف ففي الوقت الذي يشد فيه وزراء العمل من كل الدول رحالهم للمملكة من أجل حلحلة قضايا رعاياهم فقد غاب السودان كعادته عن هذا المشهد الإنساني, بل وضرب الطناش بأبنائه المغتربين علما بأن المغترب استثمار اقتصادي حقيقي للدول التي تعرف من قدره. المغترب السوداني في السعودية وهو الذي قدم الكثير من الدعم للدولة في ذلك في الزمن الجميل من السبعينات والثمانيات والتسعينات وقبل اكتشاف البترول وهذه شهادة موثقة من القيادة العليا للدولة, وقد تخلت الدولة عنه اليوم رغما عن هذا الكم الهائل الذي كان يدفعه لها من غير شكر وتقدير, رسوم ما أنزل الله بها من سلطان, رسوم لا يزال يدفع بعضها حتى تاريخ اليوم, يدفعها عنوة أو طائعا مختارا, الضرائب, الزكاة, ترعتي كنانة والرهد, الفضائية السودانية, شريان الشمال,التجديد الإضافات,التوثيق,التوكيل, رسوم الجلوس لامتحانات مرحلة الأساس رسوم الجلوس لامتحانات الشهادة السودانية, رسوم المغادرة من مطار الخرطوم حتى للأطفال, رسوم للمجهود الحربي وأصبحت فيما بعد وبقدرة قادر رسوما للسلام وربما تتحول بعد ذلك رسوما للتحول الديمقراطي .. الحكومة السودانية وهي في سباتها العميق لا تدري أبعاد هذا القرار بعد انقضاء المهلة المحددة, وهي لا تدري قيمة هذه المهلة الإنسانية في تصحيح أوضاع 80% من السودانيين العاملين في السعودية والبالغ عددهم تقريبا 2 مليون عامل وهم بحاجة ماسة لوقوف الدولة ممثلة في وزارة العمل بجانبهم في هذا الوقت, وخاصة وأنه قد يتضرر من جراء هذا القرار بعد مهلة الثلاثة أشهر أكثر من نصف المغتربين سيتم ترحيلهم للسودان .. وهذه رسالة واضحة للأستاذة إشراقه سيد محمود وزيرة تنمية الموارد البشرية والعمل وللعاملين في وزارتها الأستاذة آمنة ضرار وزيرة الدولة والعمل والأستاذ أحمد كرمنو وزير للدولة, وأما عن جهاز شؤون السودانيين العاملين بالخارج وعلى الرغم من أن أمينها العام الدكتور كرار التهامي كان مغتربا في السعودية ويعرف الكثير عن مشاكل ومآلات الاغتراب وظروف المغتربين ومآسيهم وظروفهم وللأسف إن هذا الجهاز المعني بشؤون المغتربين لا يقدم شيئا حتى في الأحلام .. وسفارتنا السودانية في الرياض تجاهد جهد المقل ولن تقدم شيئا ملموسا يستحق الوقوف عليه فالمهمة أكبر منها بكثير.. فوا حر قلبي على المغترب السوداني المغلوب على أمره .. والله المستعان.