وفيّ أنت يا جيشي العزة والوفاء والتضحية والفداء والصبر والعزم والصدق في الأداء، صفات يرضعها المنتمي للقوات المسلحة من ثديها فتصبح منهجاً يُتبع، وسلوكًا يُحتذى، وقيمًا وأخلاقًا وهدى تنير الطريق للقائد والفرد وعلى جرسها وإيقاعها تُنجز المهام العظام، وتقدم الأرواح رخيصة وفاء لأمة، وعزة لوطن، وتضحية من أجل شرف حتى لا يُغتصب وفداء لأرض حتى لا تُدنَّس. هذا هو جيشك يا وطن وهؤلاء هم قادته وجنوده الذين كان البعض يشكك في قدرتهم على تحرير أبو كرشولا. فهنيئاً لك يا وطن بجيش له تاريخ موغل في القدم وانتصارات يحكي عنها التاريخ ومواقف يُضرب بها المثل. كان البعض يجزم بأن القوات المسلحة لا قدرة لها على تحرير أب كرشولا ولن تستطيع دخولها وينظرون إلى ما يجري بأنه موقف تفاوضي جديد. وفي المساء كان نفر منهم على شاشات الفضائيات يُنظِّرون ويتفاصحون فبئس ما كانوا يقولون!!. ويذكرني ذلك بمواقف مماثلة لأشباه لهم خلال فترة تحرك جون قرنق في أواخر الثمانينيات والتسعينيات عندما كانوا يستمعون لإذاعة الحركة وأكاذيب انتصاراتهم فيفرحوا لها ويسعدوا بها!! لقد حُجِبنا أيام وليالي التحضير للاحتفال بالعرس الكبير وغُيِّبنا كذلك نهار وليلة الاحتفال بالفرح العظيم والجيش ينتصر وفلول المغتصبين القتلة تولي الدبر بعد أفعالهم النكراء في أبوكرشولا وما جاورها. أخطأ البعض في تقدير الخبر وسلبياته فعوقبنا ونحن بالوقوع في الخطأ مقرون فشاء الله وما شاء فعل.. والقوات المسلحة وقادتها ورجالها نعزهم وما كان لنا أن نقع في ذلك الخطأ ولكنه شيء مقدر نؤمن بأنه لخير كثير حتى ولو كان لناظره نقص في الأموال والثمرات. الشيء الذي نؤكده لقواتنا المسلحة قيادة وقاعدة وللشعب السوداني أن ما صدر كان قائمًا على حسن النية ولا شيء غير حسن النية، فلا غرض من خلفه ولا تقليل من شأن شخص ولا تمجيد لآخر. ولقد اتخذنا من الإجراءات المحاسبية في الصباح الباكر ذلك اليوم ما يكفي لضبط الأمور قبل أن يصلنا القرار بإيقاف الصحيفة عن الصدور. والتزمنا بالقرار وتنفيذه تأدبًا واحتراماً بالرغم من شدته وقسوته وأبعاد تأثيره، وعن ذلك سنكتب. إن هذه الصحيفة لا يستطيع أن يشكك أحد في وطنيتها وقوميتها ولا يستطيع أن ينال أحد من مصداقيتها ولا يستطيع أحد أن يقلل من دعمها للقوات المسلحة ومساندتها للقوات المسلحة في السلم والحرب. وهي في حساباتنا صمام الأمان لهذا الوطن وهي الحامي وقت الشدة وهي الساهر على حماية الأرض والعرض. وهذا وذاك هو الخط التحريري الثابت في سياسة صحيفة «الإنتباهة» وخط أحمر غير مسموح بتجاوزه يقف على حمايته والتمسك به كتاب وصحفيون وهيئة تحرير وإداريون وقراء ومتعاونون. لم تتوقف مقالات كتاب «الإنتباهة» عن النشر عدد أيام الإيقاف عن الصدور فكانت هناك مساحة في موقع الصحيفة على الشبكة العنكبوتية وفي إصدارتها الخارجية وفي بعض الصحف السياسية. ومن تلك المقالات نكتب أو نعيد نشر هذه الفقرات التي وردت في مقال للدكتور هاشم حسين أحد كتاب الإنتباهة نُشر في صحيفة القوات المسلحة يقول فيها: «عذراً أيها الباسل الصنديد أن أتجرأ وأكتب عن ملاحمك التي لا تنتهي، عذراً إن سال مداد قلمي في الثناء عليك، فهو مهما بلغ من الفصاحة وحسن البيان لما أوفى بمثقال ذرة من دمك الطاهر الذي سال ليؤمِّن الحياة للآخرين فشتان بين سيل المداد ومسيل الدم!!». ً«عذراً فأنت أكبر من أن يكتب عنك قلمي، ولكن المداد سال تحت ضغط المشاعر التي أطلقت عنان البيان فما كان للقلم إلا أن يرسمها بالأحرف» ا.ه. هكذا نصف القوات المسلحة ونضعها في المكان الذي تستحقه وهكذا ندعم القوات المسلحة وقادتها وأفرادها بالكلمة والقلم. خط تحريري لا نحيد عنه، فأصبحت «الإنتباهة» صحيفة القوات المسلحة الأولى. وعندما كان يشكك البعض في قدرتها على تحرير أب كرشولا كنا نثق تماماً أنها بعد أب كرشولا سيكون استثمار النجاح حدوده هيبان، وإعادة التنظيم ورفع التمام من داخل كاودا دكاً لمواقع التمرد الحصينة التي أقامها في غفلة من الزمان وجاء وقت الانتباهة من الغفلة!!. التحية لك صاحبة العزة والشمم، والتحية والتقدير والاحترام لرجالك الصناديد المقاتلين الصامدين الصابرين المرابطين على امتداد الوطن، والخزي والعار للمشككين في قدرات القوات المسلحة، والعزة لوطن عظيم والرفعة لشعب كريم والشكر لله رب العالمين.