{ هنالك بعض القرارات التي يصعب على الإنسان اتخاذها بسرعة وبدون تردد ومن هذه القرارات الصعبة اختيار الزوجة الصالحة أو التفكير في الزواج الثاني ويقولون أن قرارات اعلان الطوارئ والحرب من القرارات الصعبة التي تتطلب عدم التسرع وإجراء المشاورات اللازمة. ولكن في محيطنا الرياضي يقولون أن من القرارات الصعبة لاعب إعلان إعتزاله اللعب في الزمان المحدد. { تنتظر بعض ادارات الأندية من بعض لاعبيها الكبار المبادرة بإعلان الإعتزال ويحدث هذا حين يكون النادي في حاجة ل «الخانة» ليسجل لاعب جديد. وهؤلاء وحسب وضع اللاعب في النادي وتاريخه وعطائه السابق لهذا يتمنون أن يأتي القرار منه لأنهم لا يجرأون على اتخاذ قرار صعب وأكبر وهو شطب اللاعب من الكشوفات ونحن نسميه الشطب فيما يسمونه في السعودية مثلاً تييي اللاعب ولكن المعنى واحد. { ما دفعني لهذا ما يتردد حالياً في نادي المريخ من تفكير وطمع في خانة النجم الكبير فيصل العجب الذي يلقبونه ب «الملك» ربما لأن اسمه فيصل ولكنه وسط اللاعبين ينادونه ب «الخال» واللاعبون الأجانب ينادونه ب «الكنج» أي الملك.. وصدرت العديد من التصريحات من اداريين ومدربين تطالب العجب بإعلان الإعتزال للتفكير في تكريمه بصورة لائقة بتاريخه وعطائه ونجوميته وأجد نفسي مع هذا الرأي ولكن لا أتوقع أن يتخذ العجب مثل هذا القرار الصعب ومرة قلت له أمامك موسم كامل فرد علي رافعاً يديه بعلامة الأصابع الثلاثة. { لم يكن العجب موفقاً في الدقائق التي لعبها يوم الجمعة الماضي أمام فريق القرن الأهلي المصري ربما لأنه وجد أمامه فريق يتعامل مع الكرة بسرعة ورشاقة ويتبادل مراكز بصورة لم نجدها في فرقنا المحلية. ويقولون في عالم الكرة أن مثل هذا النوع من الفرق يكشف المستور. أو كما يقولون عن اللاعب السريع المراوغ أنه يكشف المدافعين ويحرر لهم شهادة المغادرة أو الوفاة. نقطة.. نقطة!! { تاريخياً هنالك بعض الحالات في الكرة العربية تستحق التطرق لها في مجال اعلان قرار الاعتزال الصعب ومن هذه الحالات حالة كابتن مصر والزمالك اللاعب الخلوق طه بصري الذي أعلن اعتزاله في نفس الموسم الذي نال فيه لقب «نجم الموسم» ورفض كل الرجاءات للاستمرار أو حتى التعاقد خارج مصر وتفرغ للتدريب. { نجم الأهلي السعودي أمين دابو أعلن اعتزاله ولكنه عاد بعد رجاءات ولعب موسماً كاملاً تولي خلاله قيادة الفريق وفاز معه ببطولتين محلية وخليجية. { عندنا في السودان وكما نحن أصحاب رصيد في اتخاذ قرارات صعبة خاطئة تجبر بعض النجوم علي الإبتعاد عن فرقهم وتكون النتيجة تحولهم لفرق أخرى ومن هؤلاء النجرم برعي أحمد البشير وتحول للهلال ثم عاد للمريخ وجاد الله الذي تحول لحي العرب ثم عاد للمريخ رحمهما الله.. ومصطفى النقر الذي تحول لأهلي الخرطوم ثم عاد للهلال، ولدينا أكثر من لاعب استغنى عنه فريقه ومارس نجوميته في فريق آخر. { بعض النجوم المحظوظين أو الذين لديهم حظوة عند الإداريين اعتزلوا وأقيمت لهم مهرجانات إعتزال كبيرة ولكن هؤلاء عددهم قليل ولا يكاد يذكر ولكن في الخاطر والذاكرة جيش جرار من النجوم الذين تركوا الكرة ولم تقم لهم مهرجانات اعتزال لائقة.