*الكيانات الكبيرة العريقة والمحترمة هى التى تجل وتقدر وتحترم رموزها وقادتها وكبارها وتعاملهم « بالتي هى احسن » خاصة الذين قدموا اليها وأفنوا زهرة عمرهم خدمة لها والعكس تماما فالصغيرة منها والتى لا تستحق التقدير هى التى تمارس الجحود والنكران وتتعامل مع أبنائها الذين قدموا اليها وبذلوا الجهد وضحوا بنظام المراحل حيث تقذف بالمبدع بمجرد انتهاء دور معين بمعنى أنها « تأكل اللحم وتقذف بالعظم » ، وهناك عظماء فرضوا أنفسهم على الحياة وخلدوا أسماءهم فى التاريخ وبرغم أنهم تلاشوا كأجساد وأرواح الا أن ذكراهم وسيرتهم مازالت باقية يحكى عنها التاريخ وتتحدث عنها دقائق الزمن وملفات التوثيق وأمثال هؤلاء يجب أن يتم التعامل معهم بدرجة عالية من الاحترام والذوق والأدب والوفاء وبقدر ما قدموه من اسهامات وعطاء فى المجال المعنى وما بذلوه من جهد وبما يوازى تأثيراتهم وابداعاتهم والخدمات التى قدموها وامتاعهم لعشاقهم خاصة ان كان الأمر يتعلق بالابداع. *قصدت من المقدمة أعلاه أن أخوض فى التعليق على تلك الأخبار المحبطة والمؤسفة التى يتداولها البعض وتنشرها المواقع والتى تتحدث عن أن مجلس المريخ يمارس الضغط على كابتنه الفذ والعملاق فيصل العجب « أحد أبرز اللاعبين الذين مروا على الملاعب السودانية وعطروها بابداعاتهم وقدموا فيها من المتعة ما سيبقى حيا الى أن يرث الله الأرض وما عليها » وموضوع تلك الأخبار هو أن يقدم خطاب اعتزال وذلك «حتى يتسنى للمجلس شطبه والاستفادة من خانته - الحديث بين القوسين من عندى » - وبصرف النظر عن صحة تلك الأخبار أو أنها مشتولة ومفبركة خاصة وأننا نعيش عصر نشر الجهل وأخبار الخيال التى تخدم الأجندات الخاصة » فمثل هذه الأخبار ليست عادية ولن تكون بأى حال من الأحوال من واقع أنها تتعلق بنجم كبير وغير عادى « فى كل شئ » وهذا ما قادنى للتعليق علي المبدأ نفسه « شطب العجب » . وبداية أستبعد أن يفكر مجلس المريخ فى ارتكاب مثل هذه الخطوة والتى تعتبر بكل المقاييس جريمة كبرى ليس فى حق اللاعب العجب فقط بل فى حق كرة القدم وعشاقها ومن ثم المريخ وجماهيره وهى من نوع الجرائم التى لاتسقط بالتقادم ولن يغفرها التاريخ أو يمسحها الزمن » . *معروف تماما أن أى لاعب كرة قدم ومهما يصل من مرحلة فى عالم النجومية والشهرة ومهما تكن درجة ابداعه وامتاعه لعشاق اللعبة ومهما يكن وزنه ونجوميته فان عمره فى الميادين - كلاعب - محدود ومرهون بظروف وعناصر عديدة منها فقدانه القدرة على العطاء أو تقدم سنه بالدرجة التى تجعل مردوده يقل لدرجة الصفر وهذه من البديهيات ولا يتجادل فيها اثنان ولكن تبقى هناك مقاييس أخرى مهمة واعتبارات يجب وضعها فى الحسبان . *فبالنسبة للكابتن فيصل العجب فقد بلغ سن الضج الكروى وهو من اللاعبين الذين يعرفون قدر أنفسهم جيدا وفى تقديرنا الشخصى أنه لم يصل « سن التقاعد بعد » كما أنه مازال قادرا على العطاء والأهم من ذلك له فهو لم يبلغ الدرجة التى تجعل الاخرين يطالبون بشطبه أو يجبرونه على اتخاذ قرار الاعتزال - غير ذلك فأمثال فيصل العجب نادرون ولن يجود الزمان بأمثالهم ولا بديل لهم أو حتى مثيل وقياسا على فهمم فهم الذين يحددون متى يغادرون الملاعب عن طريق الاعتزال . وبحكم معرفتى بالأخ كابتن فيصل فهو ليس من النوعية التى تهوى الاستمرار والبقاء والتمتع ببريق النجومية وان وصل الى قناعة الاعتزال فانه لن يتوانى أو يتردد فى اتخاذ قرار وداع الملاعب وهذا ما يجعلنا نطالب بأن يترك له أمر تحديد توقيت اعتزاله . *أمثال فيصل لا يشطبون وشطبهم مع المجموعة جريمة كبرى وفيه ظلم واجحاف وتجاوز للوفاء والأخلاق والقيم النبيلة فهم من أصحاب التاريخ الحافل والمسيرة البيضاء والنموذج للاعب المثالى الذى لا يعرف التمرد ولا التوقف أو المطالب أو ادعاء الاصابة ولم يحدث يوما أن استخدم نجوميته أو استغل وضعه المتميز وتأثيره الكبير فى تحقيق مطالب شخصية كما يفعل أقرانه . *فى اعتقادى الشخصى أن مجرد التفكير فى شطب فيصل العجب حتى وان كانت هذه الخطوة من باب « التهيئة أو القياس » فهى مرفوضة وان كان أمثال فيصل يعاملون بهذه الطريقة الظالمة الخالية من الاحترام والتقدير فيبقى ليس هناك من يستحق الاحترام . *لازال فيصل العجب هو العمود الفقرى فى المريخ والدينمو المحرك ولابديل أو مثيل أو حتى شبيه له ان كان فى السلوك أو الأداء أو الانضباط بالتالى فان اقصاءه من كشف الفريق الأحمر يعنى صناعة شرخ كبير وخلل لا يمكن تغطيته .