سوف يظل التاريخ ولوقت طويل جدا يتحدث عن ظاهرة حضور هيثم مصطفى وفيصل العجب كابتني الهلال والمريخ من سماوات الفن والإبداع إلى الملاعب السودانية .. وهي ظاهرة بالطبع لا تتكرر كثيرا في الملاعب السودانية .. وقد ننتظر لفترة طويلة جدا حتى ترمينا السماء مرة أخرى بمن هم مثل فيصل وهيثم الذين وبفضل ما أنعم الله عليهما من موهبة , إستمتعت جماهير كرة القدم السودانية بالفن والسحر الكروي الحلال لفترة طويلة جدا .. وتمكنا وطوال فترة تواجدهما في الملاعب من رفد الميادين بكل ما هو جميل وأنيق في كرة القدم .. وتحدثت بذكرهما القارة الإفريقية والوطن العربي رغما عن عدم تمكن أي منهما من تحقيق بطولة دولية مع فريقه .. !! فقذف الله بالحب في قلوبنا فأصبح هو ما يربط بين هذين النجمين وجمهور كرة القدم في البلاد . يروي ان أحد الخلفاء الراشدين واظنه سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال يوما أنه (لا يحب الحكم ).. ولكنه ( يكره ان يعزل منه ) ..!! فرغما عن زهد عمر بن الخطاب في الدنيا والحكم والسيادة إلا أنه يكره أن يعزله الناس من الحكم .. فنفس الفاروق العظيمة ربما ترى في ذلك بعض التصغير والإزلال ..!!
على حسب رؤيتي الشخصية أعتقد هذا هو بالضبط ما يشعر بها كابتني المريخ والهلال فيصل العجب وهيثم مصطفى حينما يفكر الواحد منهما في إعتزال كرة القدم .. فهما وفي قراراة نفسيهما يعلمان أن في مواصلة اللعب مخاطرة كبيرة بالتاريخ الجميل الذي كتبته أقدامهما على حشيش الملاعب .. ولكن في نفس الوقت يكره العجب ويكره هيثم أن يعتزلا كرة القدم ف( يعزلا ) بالتالي من كابتنية ناديي القمة فيذهب المجد وتخرج النجومية ولا تعود ..!!
لو صدق تخيلي وتحليلي هذا فعلى فيصل وهيثم أن يعلما أنهما مخطئان في هذا التفكير .. فمن في كل الدنيا لا يتحدث عن نجومية ( غوارديولا ) ونجومية ( مرينهو ) .. بل ومن في الدنيا لا يعرف المدرب الكبير ( عم السر ) ..!؟ و للذين لم يسمعوا بهذا الإسم من قبل نقول إنه الإسم الحركي الذي اطلقناه هنا على مدرب المان يونايتد السير أليكس فريجسون.. !! قراء ( كي بورد ) يعرفون هذا الإسم جيدا ..!!
إذا لماذا لا يفكر هيثم ويفكر فيصل في الحصول على المجد والنجومية من بوابة التميز في التدريب وقيادة الأندية للبطولات ..!! لماذا لا يفكران في نيل البطولات القارية والدولية من خلال وظيفة جديدة لا تقل أبدا أهمية عن وظيفة أي منهما داخل الملعب ..بعد ان تمنعت المجنونة عن منحهما مجد البطولات الدولية وهما لاعبان !؟ أنا كلي ثقة في أن فيصل وهيثم يمكن أن يكونا من أنجح المدربين بفضل الخبرة الكبيرة التي إمتلكهما كل منهما من خلال فترة التواجد الطويلة في الملاعب ومعاصرتهما لعشرات المدربين من مختلف المدارس الكروية .. أضف إلى ذلك الموهبة الكبيرة التي يمتلكانها في قراءة الملعب ومعرفتهما بالطريقة المثلى في توجيه اللاعبين وبث الروح والحماس في صفوفهم ..! وأظن ان العارفين يعلمون أن هيثم مصطفى قد كان هو المدرب الفعلي لفريق الهلال طوال الفترة الماضية .. يعلم بذلك ويؤمن كل زملاءه في الهلال .. وكذا فيصل العجب الذي وما أن يدخل إلى أرض الملعب إلا وتجد الوقار قد تمكن من لاعبي فريقه بفضل توجيهاته وقراءته الصحيحة للملعب ..!!
إستمعت من قبل من كابتن الهلال والمنتخب الوطني هيثم مصطفى أنه يضع ضمن خطته المستقبلية الذهاب إلى أسبانيا على ما اعتقد للحصول على التأهيل المناسب في مجال التدريب .. وفي هذا خير كثير يا هيثم إن فعلت .. ! وكلي أمل في أن يكون الخلوق فيصل العجب يضع في حساباته أيضا تأهيل نفسه هو أيضا في مجال التدريب حتى لا ينقطع السحر والموهبة عن ملاعبنا .. و حتى نضمن الفائدة لملاعب كرة القدم السودانية من موهبة هذين اللاعبين .. وهنا نوجه الدعوة للإتحاد السوداني لكرة القدم للعمل على تبني هذا الأمر وإبتعاث ( كابتني المنتخب ) الوطني إلى الخارج لأجل التحصيل من أكاديميات ونظريات علم تدريب كرة القدم ..
توقيت إتخاذ هذا القرار مهم جدا يا فيصل ويا هيثم .. ولا داعي للمغامرة والمكابرة .. شخصيا أجد أن جلوس الكابتن فيصل العجب على دكة البدلاء فيه تصغير لشأن هذا اللاعب فهو الكابتن والقائد الكبير .. ولا أجد ذلك أبدا في إعتزاله لكرة القدم .. فالأفضل لفيصل أن يغادر الملاعب والجماهير تتذكره يجري ويبدع و ( يمرجح ) بدلا من أن ترتبط هذه الذكرى بجلوسه على دكة البدلاء ..!! فعلى سبيل المثال ولله لم يسرني أبدا عدم مشاركة اللاعب في مباراة المريخ امام الهلال ولو لدقائق معدودة .. وكنت أرجو أن يعمل الجهاز الفني على إشراكه في الجزء الأخير منها لأجل خاطر جماهير الفريق التي لم تعتاد على مشاهدة الديربي دون وجود فيصل العجب .. تماما كما تشعر جماهير الهلال إذا ما غاب هيثم ..!! واعتقد أن فيصل قد تألم كثيرا من الجلوس على المقعد في ذلك اليوم ..!!
أما الكابتن هيثم مصطفى والذي عانى كثيرا في الفترة الأخيرة من المشاكل والضغوطات النفسية في الوقت الذي كان يتوقع فيه هذا اللاعب ان يجد غير ذلك خلال هذه الفترة من تاريخه الكروي .. وبالمناسبة لا بد أن نذكرهنا أن هيثم مصطفى وحرصا منه على الهلال وإستقراره قد إستطاع أن يظهر امام جماهير الفريق هاشا باشا ومتبسما كما عودها في الوقت الذي كان يحمل فيه هذا اللاعب على أكتافه من الألم والوجع ما تنوء بحمله الجبال .. وقد أثر ذلك كثيرا على أداء اللاعب وحضوره داخل الملعب .. لذلك فإنني أعتقد أن على هيثم أن يفكر جديا في إعتزال اللعب قبل أن تضطره ظروف مشابهة على إعلان إعتزاله اللعب في لحظة يفلت فيها الغضب من بين يديه كما حدث مؤخرا فيغادر هيثم الهلال غضبانا اسفا ..!!
التشكيل البنياني لهيثم مصطفى ربما يساعده على اللعب لموسم آخر .. ولكن ومن وجهة نظر شخصية جدا أعتقد أن الآن والآن فقط حان الوقت المناسب لكي يتجه هيثم مصطفى لتأهيل نفسه في مجال التدريب وإكتساب المعرفة والخبرة حتى يعود للنجومية والتألق مرة أخرى من مركز آخر غير وسط الملعب .. ونفس الأمر ينطبق على درة الملاعب السودانية ورجلها القادم من فضاءت الإبداع والمتعة اللاعب فيصل العجب .. ولا أقول حديثي هذا إلا لحرصي الكبير وحبي العظيم للعجب وهيثم .