عندما جاء قرار الإتحاد العام والذي ألزم كل الأندية بأن تُكَوِّن فرقًا للشباب والناشئين تفاءل الجمهور الرياضي خيرًا ببداية العودة للطريق الصحيح والذي سيُمهِّد لمستقبلٍ مليء بالإنجازات يكون أبطالها ناشئي وشباب السودان الذين يشهد لهم تاريخ الكرة السودانية بإنجاز الوصول لكأس العالم للناشئين 1991 بإيطاليا فهناك بماسا كان ناشئو صقور الجديان أبناء المدرب الراحل عبد العزيز سليمان بقيادة نميري احمد سعيد وإبراهومة وعاكف عطا كانوا يُبدعون ويُمتعون بأدائهم القوي والمفاجئ لكل الفرق المشاركة في تلك النسخة حتى جعلوا أسطورة السامبا البرازيلية روماريو يخرج عن صمته ليؤكد أن هذا الفريق سيكون حاضرًا في كأس العالم 1994 للمنتخبات الأولى بالبرازيل ولكن منذ ذلك الوقت لم تستطيع كل الكليات التي توالت على منتخباتنا الوطنية أن تحقق ما حققه إخوة خالد أحمد المصطفى، والآن بعد أن عادت الحياة لفرق الشباب والناشئين استبشرت القاعدة الرياضية في هؤلاء الصغار خيرًا ولكن تأتي رياح الأجهزة الفنية بما لا تشتهي الجماهير الصابرة على ضعف المستوى والتخبط في التسجيلات فقلما تقوم تلك الإجهزة بإتاحة الفرصة للشباب للمشاركة في المباريات الرسمية فإن كان عدم إتاحة الفرصة لهم بسبب خوف المدرب من الهزيمة فذلك سيؤدي لإحباط وتدمير هذا الجيل الصاعد أما إن كان السبب يكمن في عدم اقتناع الجهاز الفني بأداء هؤلاء الشباب فالمستويات الرائعة التي شاهدها الجمهور في دورة الممتاز الأولى لبعض الذين أُتيحت لهم الفرصة أمثال أطهر الطاهر بالهلال وإبراهومة بالمريخ والصاعد وليد علاء الدين بهلال كادوقلي ينفي تمامًا هذا السبب.. إذًا أين تكمُن المشكلة؟ ولماذا لا تقوم الأجهزة بعملية الإحلال والإبدال بين الفريق الأول والشباب؟ بدلاً من البحث عن لاعبين انتهت أعمارهم الافتراضية داخل المستطيل الأخضر ودفع اموال طائلة بحثًا عن سراب ما يسمى بالمحترف الأجنبي؟ الإنتباهة كعادتها في البحث عن الحقيقة توجهت بأسئلتها لأصحاب الشأن في هذه القضية وخرجت بالمثير.. «المدربين خوافين»!! الخبير سيد سليم ذكر غاضبًا أن الشباب مظلومون في عهد المدرب الخواف الذي يلعب بالذي يكسب به «البتغلب بيهو العب بيهو»، واوضح الخبير أن المشكلة ليست في مستوى أو عدم خبرة اللاعب الشاب إنما هي في عقلية من يقودون الأجهزة الفنية الذين أصبحت الإقالة هاجسهم الأكبر فأصبحنا نشاهد تشكيلة ثابتة في كل مباراة خاصة فريقي القمة حتى وإن اختلفت جنسيات المديرين الفنيين فالخوف من الإقالة لا يفرق بين محلي وأجنبي، لذلك أكد الخبير أن المدربين يخشون إشراك الشباب وهم يظنون أنها مجازفة يمكن أن تؤدي لفقدانهم لمراكزهم الفنية وأشاد الخبير باللاعب وليد علاء الدين الذي كاد الجهاز الفني لفريق المريخ أن يدمر هذه الموهبة لولا أن انتشلته يد إدارة هلال كادوقلي من الضياع وسط أشباح الفرقة الحمراء وكلنا تابعنا مستواه القوي في دورة الممتاز الأولى وثباته في تشكيلة الأسود التي تعج بالأكبر منه إسمًا وعمرًَا ولكن كرة القدم لا تعترف بالأسماء ولا بالأعمار وإنما تُعطي لمن يبذل الجهد والعرق داخل مستطيلها الاخضر.. وفي ختام حديثه أشاد الخبير بقرار الاتحاد العام الموفق والخاص بإنشاء الدوري الرديف الذي سيُظهر لاعبين لم يجدوا الفرصة في الدوري الممتاز.. يحتاج لمدرب جريء!! الكوتش برهان تية قال إن التفكير في إشراك الشباب بالمباريات الرسمية يحتاج لمدرب جريء يقتنع بمستوى اولئك الشباب ويقوم بإقحامهم في المباريات غير آبه لعواقب هذه التجربة والتي يتفق الجميع على أنها ستكون خطوة إيجابية، ولكن من يقنع بعض المدربين بذلك، وأكد برهان أن لا مستقبل بلا تهيئة مناخ جيد للشباب لإبراز قدراتهم واكتساب خبرات من خلال الاستمرارية في المشاركات الرسمية، وأشاد تية بقرار الدوري الرديف الذي سيساعد على تجهيز المنتخبات السنية التي كانت تشارك في جميع المناسبات بدون إعداد أو منافسات للشباب والناشئين وأيضًا ستُظهِر منافسة الرديف لاعبين لم تتح لهم الفرصة مع الفرق الأولى مما سيؤدي لخلق نوع من التنافس بين كل الفئات السنية لإثبات أحقية المشاركة مع الفريق الاول... نحتاج فقط للصبر!! صمام أمان منتخب ماسا وأحد اللاعبين الذين كان لهم الفضل في وصول السودان لكأس إيطاليا 91 عاكف عطا ذكر أن الجماهير تستعجل في الحكم على الشباب فمن يؤدي اليوم بطريقة أفضل يمكن أن يفشل غدًا في الحفاظ على نفس الأداء وينال سخط الجمهور فيُحبط اللاعب وتصبح النتيجة عكس المرجو، لذلك طالب عاكف الأجهزة الفنية لفرق الممتاز بإقحام الشباب في العديد من المباريات الإعدادية حتى يتسنى لهم صقل الموهبة والتعود على الحضور الجماهيري رويدًا رويدًا حتى يصل اللاعب لمرحلة الثبات وعدم الخوف من المشاركات الرسمية في المباريات ذات الكثافة الجماهيرية وطالب عاكف الجمهور بالصبر على عدم إتاحة الفرصة للشباب خاصة أن نسخة الممتاز هذه السنة تشهد تنافسًا قويًا بين الفرق مما يجعل المدرب يستبعد فكرة إشراك لاعب لم يتعود على هذه الاجواء التنافسية الحادة، وبخصوص الدوري الرديف قال عاكف إن فكرة الدوري الرديف من ضمن القرارات الموفقة والتي تُحسب للإتحاد العام والذي سيجني ثمار هذه الفكرة عما قريب بمشاهدة منتخبات سنية تقارع نظيراتها في الدول العربية والإفريقية... ليست مجازفة!! مدرب فريق الشباب بنادي المريخ العاصمي الكابتن جمال أبو عنجة بدأ حديثه مستغربًا الآراء التي تقول إن مشاركة اللاعب الشاب في الممتاز تعتبر مجازفة!! وتساءل أبو عنجة هل جيل 91 هو جيل مجازفات؟؟ أبو عنجة واصل حديثه قائلاً إنه كمدرب لفريق شباب واثق من قدرات لاعبيه الفنية ومن خلال مواجهته لبعض فرق الشباب الاخرى أكد أبو عنجة أنه لاحظ وجود خامات وسط هؤلاء الصغار تستحق أن تمثل المنتخب القومي وليس مجرد المشاركة في مباريات الممتاز، وتمنى أبو عنجة من كل الاجهزة الفنية لفرق الشباب أن تحاول صُنع فريق يقارع الفريق الأول حتى نشاهد دوريًا رديفًا أفضل فنيًا من دورينا الممتاز!!