تابع الوسط الرياضي في الأيام الفائتة الخلافات التي دارت بين أندية المقدمة في دورينا والاتحاد العام حول أحقية المشاركة في البطولة العربية المقررة إقامتها بالمملكة العربية السعودية، وكان اتحادنا الكروي قد اصدر قراراً يقضي بمشاركة بطل الدورة الأولى للممتاز في المنافسة العربية، ووقتها كانت هناك أربعة فرق تتنافس على الصدارة، وهي المريخ والهلال وأهلي شندي والخرطوم الوطني، وفي نهاية الدروة ظفر بها فريق المريخ بعد تغلبه في ختام الدورة على شقيقه الأصغر مريخ الفاشر، وقبل هذه المباراة خرج مجلس إدارة نادي الهلال ليُعلن أن الفريق الأزرق هو من يستحق المشاركة في بطولة العرب نسبة لإحرازه لقب النسخة الأخيرة لدورينا، ثم تناقلت وسائل الإعلام احتجاجات لأعضاء من مجلس إدارة فريق الخرطوم الوطني، وهكذا توالت الأحداث حتى قطع عضو الاتحاد محمد سيد احمد قول كل خطيب عندما أكد أن المريخ فقط هو من سيمثل السودان في بطولة العرب، ولكن لا اعرف لماذا ذكرتني هذه القضية بالنكتة التي يحكى فيها أن اثنين من أصحاب الخيال الواسع اختلفا حول مِشط للشعر، وهم يعلمان أن الصلعة اجتاحت رأسيهما وقضت على الأشيب والأسود، فالنكتة تُعبر عن حال الاندية التي تتسابق للمشاركة في البطولة، فمشكلة أبطال النكتة أن لا شعر لهم حتى يبحثون له عن مِشط، وأنديتنا تتسابق للمشاركة وهي تعلم أن لا حول لها ولا قوة!! فلا لاعبين تضع الجماهير فيهم الثقة للوصول لمنصات التتويج، ولا أجهزة فنية ذات نظرة تدريبية ناجحة تستطيع أن تخلق فُرُق بطولات ولا مجالس إدارات تقوم بدورها الكامل تجاه أنديتها!! فكل هذه الأسباب مجتمعة تجعل المشجع السوداني لا يأبه بمن سيكون في أرض الحرمين ممثلاً للسودان، فالنتائج المخيبة للأندية السودانية في الفترة الاخيرة جعلت الجماهير تُفارق مدرجات الملاعب وتتجه لمتابعة الدوريات الأوربية.. فالجمهور أصبح متعطشاًَ لبطولات وليس لانتصارات في الدوري المحلي وتسجيلات يجني من خلفها الفريق السراب، ولا حتى محترفين يجلسون على دكة الاحتياط لدورة كاملة ويتقاضون رواتبهم بدون مقابل.. فالسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل سيختلف الحال في البطولة العربية ونشاهد فريقاً تهابه الاندية العربية المشاركة ؟؟ فتاريخ أنديتنا وخاصة المريخ في البطولات العربية يجعلنا نخشى من أن تتكرر تلكم الهزائم الثقيلة بالخمسة والستة وأحياناً السبعة!! والشارع الرياضي يتحدث عن أن المريخ يحتاج لحارس مرمى، والمجلس يركض خلف الحضري لعدم ثقته في حراسه الوطنيين، والشارع يتحدث عن حاجة الفريق لقائد، فيأتي خبر اعتزال العجب وتبدأ مرحلة البحث عن خليفة القائد الحقيقي داخل الملعب، والشارع يتحدث عن ضعف مستوى مهاجمي الفريق فيتم دعم المقدمة بمحترف يحتاج لفترة حتى ينسجم مع زملائه.. وشعب المريخ يريد إسقاط الكوكي الذي حزم حقائبه مولياً الإدبار صوب موطنه قبل مباراة مهمة للفريق في دوري الابطال، وجاء ليجد فريقه قد ودع البطولة الإفريقية من دورها الأول، والكوكي نفسه الذي وعد الجماهير بأن المريخ سيكون مختلفاً بعد ست جولات في الممتاز خرج على الصحف ليقول إنه يحتاج لهذا وذاك !! ويأتي السؤال: إذا كنت تحتاج لهذا وذاك إذن لماذا وعدت الجماهير الصابرة؟! وأين موقع مريخك المختلف الآن من دوري الأبطال؟ هل الاختلاف يكمن في صدارة الممتاز؟ وشعب المريخ يريد إنجازاً في البطولة العربية... والإنجازات لا تأتي بدون خطط، والكوكي ليست لديه خطة ولا يحزنون!! فالمدرب الذي وجد في النمور فريقاً جاهزاً الموسم السابق فصعد بهم لمرحلة المجموعات بالكونفدرالية لا يُنتظر منه إنجازات، لأن الأخيرة لا تتحق بالوعود.. والدكتور كمال شداد قالها وبصراحته المعهودة «هذا الجيل لن يحقق إنجازاً إلا بالصدفة» !! وحتى الصدفة فارقت أنديتنا في هذا الموسم!! نرجو أن تلعب صدفة الدكتور دوراً في مشاركتنا العربية، والشارع يتمنى ويتمنى وأحمد شوقي يقول: وما نيل المطالب بالتمني !! فماذا يقول الكوكي!!