{ سد النهضة الإثيوبي هذا هو الاسم الثالث له، قبله كان «سد الألفية» وقبله كان اسمه «سد بودر»... وهو الاسم الأول حينما كان في طورالفكرة التي اختمرت في الذهن الإثيوبي في خمسينيات القرن الماضي، ففي عام «1957م» كانت الحكومة الإثيوبية قد طلبت من واشنطن أن تتعاون معها في دراسة شاملة لحوض نهر النيل الأزرق، وذلك بعد أن أصرَّت مصر على قيام السد العالي حينها استجابت واشنطن للطلب الإثيوبي، وفي نفس العام وقَّعت الإدارة الأمريكية والحكومة الإثيوبية على اتفاق رسمي للدراسة التي كانت مكثفة لمشروع السد، وقد استغرقت خمس سنوات من عام 1958م إلى عام 1964م. وكانت واشنطن قد حدَّدت ستة وعشرين موقعاً لإنشاء السدود وأهمها على النيل الأزرق أربعة سدود وهي سد النهضة الذي بدأ العمل فيه الآن وأشعل في مصر حرب الندوات وكارادوبي ومابيل ومانديا. سد النهضة هو «سد الحدود» بهذا الاسم ذكر ضمن هذه السدود الأربعة. كل هذه السدود الأربعة مجتمعة لها قدرة تخزين حسب الدراسة التي أعدها المكتب الأمريكي تصل إلى واحد وثمانين مليار متر مكعب، ولاحقاً ألغت الدراسة سد مابيل واقترحت سد باكو أبو بدلاً منه. وتقول معلومات أخذت من موقع «المعرفة» بأن فكرة مشروع سد حداسة وهو اسم كان له أيضاً فهو متعدد الأسماء رغم عراقتها والكلام العلني الذي استمر عنها منذ الخمسينات الميلادية، لم يكن هناك لغط حول المشروع إلى حين أعلنت إثيوبيا في فبراير 2011م عزمها إنشاء سد بودر أو سد حداسة أو سد الحدود أو سد الألفية الثالثة أو سد النهضة على النيل الأزرق على بعد ثلاثين كيلومترًا تقريباً من الحدود السودانية بسعة تخزينة تقدَّر بحوالى ستة عشر ونصف مليار متر مكعب، وستنفذه شركة «ساليني الإيطالية وليس شركة أمريكية وهو عكس المتوقع.. وأطلق عليه مشروع «إكس». وقد وُضع حجر أساسه في 2 أبريل 2011م... فهو أحد السدود الأربعة التي اقترحتها الدراسة الأمريكية عام 1964م. وإذا نظرنا إلى العام الذي اختمرت فيه فكرة السد وهو عام 1957م.. فلنتذكر أنه بعد عامين أو أقل كان التوقيع على اتفاقية مياه النيل عام 1959م وهي جاءت كتعديل لاتفاقية عام 1902م واثيوبيا نفسها طرف في هذه الاتفاقية. لكن الدراسة الأمريكية خلصت من الفكرة عام 1964م وفي نفس العام انتهى العمل من السد العالي المصري ليغرق أهلنا داخل السودان في وادي حلفا ثم نقرأ كتاب «الخطيئة والقربان». لكن بعد ذلك جاءت اتفاقية عنتبي المرفوضة بشدة من مصر. الآن القوى السياسية المصرية بمختلف اتجاهاتها من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار ربما فيها المعارضة القبيحة لنظام مرسي باعتباره إسلاميًا أي مرسي كل هذه القوى السياسية تريد من السودان أن يقف موقفها، وربما ستحاول أن تستفيد من أن الحكومة في الخرطوم إسلامية ويمكن أن تتجاوب مع الرئيس المصري مرسي «الإسلامي»، وكأنها تقول السودان يكفي أن يخاطبه «أخوه في الله» مرسي. لكن الرسالة التي تهم مصر في ما صرّح به مدير مشروع سد النهضة هو أن السد ليس من ورائه سوى إنتاج الكهرباء ولن يكون هناك استغلال للماء إلا في هذا الجانب بحيث تعود المياه إلى مسارها تجاه دولتي الممر والمصب السودان ومصر بعد توليد الكهرباء ودون استغلال أي كمية منها في الري. { إذن لا ضرر على مصر من السد.. مع ذلك هناك نفع كبير متمثل في تنظيم جريان النهر، بلا فيضانات كارثية ولا انحسار لدرجة أن يكاد ينفد. وكذلك إمداد دول المنطقة بالكهرباء بعكس السد العالي البخيل.