أعلن وزير الإرشاد والأوقاف الفاتح تاج السر بدء التقديم للحج في الحادي عشر من يونيو 2013م وينتهي في الخامس والعشرين منه أو بنفاد الحصة المقررة لكل قطاع، وأن ترتيبات العام الحالي تنطلق من نجاحات العام الماضي، حيث أحرزت بعثة الحج السوداني المركز الأول على مستوى الدول الإسلامية. وأشار سيادته أو حدد أن تكلفة الحج هذا العام تصل إلى عشرين ألف جنيه بزيادة ستة آلاف جنيه عن العام الماضي، وقد كانت مبرراته للزيادة عبارة عن حديث ونسب متفاوتة جزأها وقسمها ما بين قيمة الهدي وشيك الإعاشة وتطوير الخدمات وزاد عليها زيادة سعر الصرف. وأقول مهما كانت زيادة سعر الصرف فإن نسبة الزيادة عالية جداً، ولم تبلغ تكلفة الحج في كل الدول الإسلامية التي يذهب حجاجها للأراضي المقدسة هذا المبلغ بالعملة المحلية لتلك الدول قياساً بزيادة سعر الصرف، ومعلومة أسعار الصرف في كل دول العالم. بل إن كل الدول الإسلامية في القارات الخمس وحتى الدول ذات الأقليات المسلمة، تعاون وتساعد من يودون القيام بأداء فريضة الحج، وذلك بتبسيط كل الإجراءات الورقية الأولية من معاملات في الجوازات والتأشيرات واستيفاء النواحي الطبية وكل المستندات والإجراءات الداخلية، مع التنظيم والتنسيق بين مختلف الجهات ذات الصلة في الداخل، بل إن بعضها يجتهد ويتحمل المشاق والسفر ومتابعة الإجراءات وتذليلها مع سفارات الأراضي المقدسة في بلدانهم. أما جهات الاختصاص عندنا فلا ندري ما هو همها الأول، حتى أنه نادراً ما يمر موسم للحج خالياً من الإشكالات إن كان في الإجراءات أو التفويج أو النقل في الذهاب أو الإياب. ثم إن أول ما بدأ به وزير الإرشاد والأوقاف بأن بعثة الحج أحرزت المركز الأول في العام الماضي، وإن ترتيبات العام الحالي مبنية على نجاحات العام الماضي، ولا ندري قيمة هذا المركز ولماذا التنافس عليه وليس على التجويد، وهل أمر أداء شعيرة الحج دخل في التصنيف العالمي أو موسوعة جينيس. ألا يتفق معي السيد الوزير على أن مبلغ عشرين ألف جنيه مبلغ كبير، وإن التكلفة أساساً قبل زيادته التي فرضها كانت تحرم الكثيرين من أداء هذه الشعيرة.. نعم إن أداء فريضة الحج بالاستطاعة، والاستطاعة لا تتضمن الكثير من الأعباء التي أضفتموها، وهي ليست من موجبات الاستطاعة للحج، ثم إن كل مسلم تخالجه مشاعر دفاقة أن يؤدي هذه الفريضة، وأن يلامس الكعبة ويطوف حولها، وأن يسعى بين الصفا والمروة وزيارة قبر رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه وأصحابه في البقيع، ورمى الجمرات وطلوع جبل عرفات.. إنها مشاعر مقدسة يحن لها القلب وتدمع لها الأعين وتفيض الروح شوقاً، فاذا بالواقع يلجم هذه المشاعر والأحاسيس. فلماذا سيدي الوزير لا يكون همكم الأكبر تخفيف الأعباء المالية؟ ولماذا لا تساهم الوزارة وكل الجهات ذات الصلة حتى لو في شكل نفرة كل عام، من الجوازات وشركات الطيران والملاحة البحرية. وأن يعمل جميع العاملين في هذا المجال بتطوع، أو على الأقل أن يكون ما يتقاضونه رمزياً حتى تتاح الفرص لأداء هذه الشعيرة المقدسة بيسر وسهولة.