تلقيت دعوة كريمة من الوكيل الحصرى لاعمال ومعرض اريبا اكسبو بالسودان وذلك للمشاركة فى فعاليات المعرض الثالث الدولى «اريبا اكسيبو» والاجتماع المشترك لمجلس الاعمال العربى الروسى الذى انعقد فى الفترة من 30 الى 1 يونيو الجارى بمدينة سانت بطرسبورغ، وقد شارك فى ذلك الحدث وزراء ومسؤولون كبار من المغرب وسلطنة عمان وفلسطين والعراق ومصر والبحرين والاردن وتونس والجزائر وموريتنايا ولبنان والامارات إضافة لوفد السودان، وقد حضر الافتتاح فلاديمير بولافين الممثل المفوض للرئيس الروسى وسيرجى كاتيرين رئيس الغرفة الصناعية لروسيا الاتحادية، وقد اوضح المؤتمر ان حجم التعاون الروسى العربى فى الاستثمار بلغ نحو 10.6 مليار دولار في العام السابق استحوذت دولة الإمارات فقط منه على نسبة «17%»!! ورغم ما عانيناه من تعقيدات وعقبات فى رحلة السفر الطويلة التى امتدت لاكثر من «9» ساعات الا اننا اكتسبنا معلومات قيمة عن طبيعة التعاون المشترك واهمية الانفتاح التجارى بيننا وبين روسيا وان تحدثت عن طريقه الدعوة فرغم احترامي وتقديري لمجهودات بعض الاخوة وعلى رأسهم الوكيل الحصرى لاكسيبو اريبا سودان الا اننى كنت اتمنى واتطلع لان تولى الدولة مثل هذه المؤتمرات واللقاءات عناية خاصة فى الترويج لها والدعم المعلوماتى للمهتمين بتطوير آفاقهم الفكرية والمادية والاستثمارية، فالشركة الراعية كان مجهودها فرديًا، وقد اهتمت بالترتيب وتنظيم سفر المدعوين وظل مندوب تلك الجهات الراعية والمنظم لذلك العمل يسعى فى توفير تأشيرات الدخول واقتصر دوره فى ذلك وقد تكفلت إحدى شركات الطيران العريقة بجزء من قيمة تذاكر الذهاب والعودة وعلى الدرجة التى تناسب رجال الأعمال وكنت اتمنى ان تتدخل الدولة كما اسلفت فى جميع الترتيبات ومخاطبة بعض الجهات التى تساعد فى ترتيبات السفر لتكون الفائدة المرجوة مشاركة بين الدولة ورجال الاعمال، ورغم وصولنا لموسكو حسب الزمن المحدد لنا الا اننا لم نحظَ باهتمام من سفاراتنا بموسكو وقد عانينا بجهلنا التام باللغة الروسية التى يتمسكون بها كلغة مخاطبة رئيسية ولم نتمكن من الاستفادة من نظام المجموعات فى مثل هذه الرحلات بل كان هناك تباعد وعدم انسجام، وأرى ان الدولة كان ينبغى لها الاشراف على ذلك تمامًا وقد احسست بالفرق الكبير وانا ارى موفدي وممثلي بعض الدول حضورًا كيف كان انسياب وترتيبات وصولهم لمطار موسكو وقد حدث لاحد الاخوة المصريين المشاركين فى المؤتمر اشكال بسيط فقد نسي جواز سفره بالطائرة وجلس معنا فى صالة الانتظار التى ظللنا فيها لاكثر من «9» ساعات!! الا ان زميلنا المصرى لم يمضِ على انتظارة نصف الساعة حتى دخل علينا فى غرفة الانتظار رجل عربى الجنسية مهندم وبمعيته اربعة اشخاص، علمت بعد ذلك انه السفير المصرى بموسكو!!! وكلها ثوانٍ حتى غادر صاحبنا الموقع برفقة السفير ولحق بالمشاركين وترك لنار الانتظار وقد حولنا محاكات ابن النيل «مالقيش حد احسن من حد » وظللنا نتصل بمستضيفننا للاتصال بالسفارة لتريتب امر سفرنا من موسكو الى حيث المؤتمر بسانت بطرسبورغ التى تبعد حوالى ساعتين بالطائرة ولكن بدون جدوى وكل ذلك يعتبر تقصيرًا وحتى الجناح المخصص لدولة السودان لم يطابق ما عُرض لنا قبل المشاركة، وكانت بعض الجهات غائبة تمامًا عن التمثيل!!! فمؤتمر كهذا ينبغي للدولة ان تستثمر انعقاده بترتيب دقيق وتشكيل لجنة عليا تنبثق منها عدة لجان لتقديم الدعوات للمشاركين وترتيب الحجوزات للسفر وحجوزات الفنادق بدول انعقاد المؤتمر ومحاولة حشد اكبر الاجنحة الوطنية كما كانت مشاركة السودان بجناح جياد وكنانة وغيرها من الشركات الوطنية الخالصة واقترح ان يلتزم حتى المدعوون بلبس موحد يعبِّر ويعكس التراث الوطني المستمد من عراقة الوطن وعلى الدولة ان تهتم على اعلى مستوياتها بتفعيل المشاركة وعقد لقاءات تفاكرية عند العودة لمناقشة الدروس لمستفادة، وانا اكاد اجزم ان كثيرًا من المشاركين لم يذهبوا بدراسات جدوى اومشروعات مستقبلية لمناقشتها او حتى لم يتواصلوا مع من التقوا بهم فى تلك المؤتمرات اذا لا بد من التوعية بأهمية تلك السوانح واخذها بجدية وحرص، ولعلنا نعلم ان كثيرًا من المشروعات الاستثمارية الناجحة لم تكن الا نتاجًا لعدة لقاءات ومؤتمرات وان كانت لي من ملاحظة هامة فالدور الاعلامي كان غائبًا تمامًا عن المشاركة وحتى الترويج والطرح ولعلي كنت فى قمة الانبساط والسعادة وانا اركب الطائرة لرحلة العودة وكان ذلك بعد ختام المؤتمر بعدة ساعات لأجد بجيب الكرسى الامامى جريدة الخليج الامارتية وقد افردت صفحة كاملة لذلك الحدث وقد زينت صدر صفحتها بمانشيت عريض «فى ختام المعرض الروسى العربى الامارات تتطلع للخبرات الروسية في كل المجالات» ولعل ذلك الترويج يعبر عن الاهتمام الاعلامى والتنسيق لرجال الاعمال للمشاركة المستقبلية وقد وجدت ذلك الحدث في كثير من الصحف العالمية والعربية ولكنى للاسف افتقدته فى الصحافة السودانية التى مع احترامى لها تهتم بما هو ادنى واقل اهمية من ذلك، ولتكن الحداثة فى دخول ثقافة الاستثمار العلمي شيء مهم واساسي فالعالم اصبح لا ينظر للتجارة التقليدية انما اصبحت التقنيات الحديثة مسيطرة تمامًا على تنشيط الاستثمار والتجارة والاستفادة من ذلك تكمن دائمًا فى مثل هذه المؤتمرات والملتقيات وقد كنت اهتم بدعوة الروس للاستثمار السياحي، وقد اوضح المؤتمر ان 1.5 مليار درهم سيكون حجم الاستثمار والدعم لقطاع السياحة حتى «2016»!!! ولنستفيد من الطريقة الجاذبة التى انتهجتها دولة الامارات فى حزمة من الحوافز الاستثمارية غير المسبوقة مثل الاعفاء بنسبة «100%» من ضرائب الدخل على الافراد والشركات فضلاً عن جهودها لتحديث وتطوير خدماتها ومرافقها وبنياتها التحتية وليكن تشجيعنا لهم بمزيد من التسهيلات لا التعقيدات فى الدخول فى شتى المجالات الزراعية والصناعية وارضنا واسعة ومويتنا كثيرة فقط نتساهل فى الغاء الضرائب والقيود والتعقيدات فى ما يتم طرحه منهم وحقيقة اتحسر وانا اتجول فى شوارع موسكو لأقارن بما نحن فيه وما هم وصلوا له ولم يكن ذلك الا بالدعم الخارجى والمشاركة الجادة فى تطوير الخدمات والاستفادة من الخبرات، فلنرتب لمثل تلك الأعمال ولنتكفل بالمشاركة الاعلامية مناصفة بيننا وبين الحكومة لنساعد فى نشر مثل هذه الاحداث الهامة وبدلاً من ان نشد الرحال للكنغو ولاغوس وبانغى بكامل معداتنا الاعلامية بوفد كبير لمباريات وحتى معسكرات رياضية لم نجنِ منها غير الفارغة والهزيمة لنحاول تغيير مجهودنا لما هو افيد بالمتابعة الاعلامية لنقرأ مقالاً علميًا عن ماهية وفوائد وتحليل علمى لمثل تلك اللقاءات ذلك افيد لنا من مثل تلك.