من أسرة لا هم لها في الدنيا سوى الإحسان للناس ومدارسة العلوم الدينية واللغوية، أتى الأستاذ عبد القادر الشيخ إدريس أبو هالة للدنيا محملاً بأريج المعرفة وسماحة الخلق وطيب المعاشرة، فظلت حياته منذ ميلاده في العام (1926م) حتى وفاته في منتصف العام (2011م) للناس عملاً وعلماً نافعاً فكان معلماً وأديباً وإنساناً من طينة العمالقة والأفذاذ. درس عبد القادر الشيخ إدريس أبو هالة بالمعهد العلمي حتى نال شهادته العالمية فزاوج ما بين تدريس العلوم الدينية واللغة العربية. وفي هذا فقد كان حجةً في اللغة العربية وعلوم الدين الحنيف وتشهد على ذلك المدارس التي درس بها وطلابه وهم كثر. تمكنت منه حالة العشق للكتابة فكان كاتباً منذ بداية خمسينيات القرن الماضي بالصحف السيارة وما مقالاته التي رفد بها صحف ذلك الزمان إلا واحدة من ضمن الكثير منها التي ظلت متواصلة بالصحف حتى وفاته. انضم المرحوم لجماعة الكتابات الصحافية الأدبية والخواطرية فكان ملتحقاً بكلية الصحافة بالقاهرة بالمراسلة في فبراير (1953م). فنال الشهادة الصحافية في العام (1955م). زامل المرحوم الأساتذة العظام من معلمي اللغة العربية في عهد التعليم الزاهر فكان من أصدقائه المقربين الشعراء محمد المهدي المجذوب ومنير صالح عبد القادر والنور إبراهيم وإدريس جماع ومحمد محمد علي. فكانت مناقشات الأدب واللغة تطغى على مجالسهم. في منتصف العام (1964م) ابتُعث للجامعة الأمريكية ببيروت في حلقة دراسية فنال إشادة الأساتذة بها فعاد يحمل العلم لينشره على طلابه كإرث لا يبيد. واصل المرحوم مجهوداته في نشر العلم بالمدارس فالتحق بجامعة أم درمان الإسلامية في العام (1967م) في دورة صحافية. رغماً عن عمله كمعلم وموجِّه بوزارة التربية والتعليم وانتقاله للعمل العام باعتباره أحد مستشاري الإذاعة السودانية في قسم النصوص إلا أنه نحت في الصخر لينال درجة الماجستير في الآداب بدراسته الوافية عن الشاعر الناصر قريب الله (حياته وشعره) في أغسطس (1990م). داخل مواقع عمله الكثيرة تبرز فترات عمله بكل من وزارة التربية والتعليم حيث كان رئيسًا لقسم الكتب والمجلات وعضوًا فاعلاً بلجنة المناهج بمعهد التربية بخت الرضا. ما زال صوت المرحوم موجوداً كإرث علمي بمكتبة الإذاعة السودانية عبر برنامجه (الدين والحياة). مثل الأستاذ عبد القادر الشيخ إدريس يستحق أن يُطلق اسمه على مؤسسة أكاديمية لمجهوداته في تطوير التعليم في البلاد.