الملاحظ أن أغلب المغتربين من أبناء الجالية السودانية من الجنسين المنتشرين حول العالم يتم ترتيب زيجاتهم (بالبركة) حيث يطلب أهل الفتى يد الفتاة من أهلها، وقد تأتي هذه المبادرة بناءً على الطلب السريع جداً من الفتى المغترب الذي غالباً يأتي إلى بالبلاد لفترة لا تتجاوز الأيام، غير أن الأهل قد يتعاطفون سريعًا مع هذا الابن وهذه أمنيتهم وقد يستعينون ببعض الأقرباء والجيران والأصدقاء والمعارف والأهل القريبين والبعيدين للبحث عن عروسة لابنهم المغترب مهما كانت مواصفاتها، وعندما يجدونها يتم الاتفاق المبدئي والسريع جداً بين الأهل لإتمام مراسم الزواج بغض النظر عن رغبة الفتاة وموافقتها وطموحها ونظرتها كونها فرحة أم غير ذلك بهذا العريس اللقطة متناسية أن هناك مجموعة من العوامل المتداخلة في مثل هذه الزيجة والتي تتمثل في المسائل العاطفية والاقتصادية التي تتطلب توافق مثل هذه الزيجة، وهي عوامل تحظى بأهمية مركزية في الحياة الأسرية والروابط العاطفية التي لها ظروفها العامة والمستمرة والطارئة، وما تتضمنه من نشاطات تتمثل في التعامل بين الزوجين بتوفير الحاجات الخاصة التي يتمناها الزوج من زوجته والزوجة من زوجها، الأمر الذي يقتضي ضرورة استمرار تحقيق وتوفير هذه المعينات وخاصةً الخاصية التي توجد عند المرأة السودانية دون سواها. ويرتبط نجاح مثل هذا الزواج بمدى تقدير الزوج والزوجة لمسائل الدين والقيم الإيجابية، لأن كلما كان الإنسان شديد الحرص على أداء الواجب مؤمناً بالقيم الإنسانية كانت الفرصة أمامه كبيرة لأن يسعد في حياته الزوجية، وأن الزواج الناجح هو الذي يجمع بين الزوجين عن طريق الحب والتقدير والاحترام، لان ارتباط هاتين العاطفتين يؤدي إلى حسن التفاهم والتقاء الاهتمامات وتبادل الاحترام والمساواة في تقرير أمور الأسرة، الأمر الذي يؤدي إلى نجاح الزواج بغض النظر من أنها أو أنه ابن من، من الناس، وكل إنسان بعائلته فرحاً... ومن الملاحظ خلال الفترة الأخيرة وسط أبناء الجالية ولمثل تداعيات هذا الزواج السريع وغير المحبب كان نسبة الطلاق أصبح ملازماً لعدد غير قليل من أبناء الجالية في الرياض ومرتفعة لهذه التداعيات، وأن نتيجة هذا الارتفاع بصورة لم تكن مألوفة في أي وقت مضى، ولعل ذلك يرجع إلى ما تتعرض له بيت الزوجية من مشكلات وتغيرات اجتماعية نجد انعكاسها على أوضاع بعض الأسر مسببة العديد من المشكلات العميقة، حتى يصبح الطلاق الوسيلة الوحيدة لحلها. لأن المشكلات كثيرة فيما بينهم وأبنائهم، وبطبيعة الحال هنا قد تذهب الرومانسية دون رجعة وهما يتمنيان حياتهما تنجح مثل أصدقائهما المرتبطان بحياة مستقرة، لأن الحياة الزوجية المستقرة أصلها منذ البداية الصحيحة، وطبعاً زواج المغتربين يأتي سريعاً لأنه يأتي البلاد ولفترة محددة وأنه يرغب في زوجة سريعة وبدون مواصفات زوجة وبس.