رايس مناصرة مشروع السودان الجديد... عداء سافر وأهداف غامضة تقرير: عبد الله عبد الرحيم سوزان إليزابيث رايس «مواليد 17 نوفمبر 1964» هي دبلوماسية أمريكية، زميلة سابقة لمؤسسة بروكينغز، وسفيرة الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة، ومستشارة الأمن القومي للرئيس أوباما. وقبل ذلك، عملت السفيرة رايس مستشارة إدارية مع شركة ماكينزي وخدمت أيضًا في العديد من مجالس الإدارة، بما في ذلك مجلس إدارة المعهد الديمقراطي الوطني، ومجلس إدارة الشراكة من أجل الخدمة العامة والصندوق الأمريكي لليونيسيف. وحصلت رايس على درجة الماجستير والدكتوراه في العلاقات الدولية من الكلية الجديدة التابعة لجامعة أكسفورد، بإنجلترا حيث كانت باحثة أكاديمية بموجب منح سيسيل رودز. ثم منحت جائزة جمعية دار تشاثام البريطانية للدراسات الدولية التي تمنح لأفضل أطروحة دكتوراه تقدم في المملكة المتحدة في موضوع العلاقات الدولية. كما حصلت رايس على درجة البكالوريوس في التاريخ بمرتبة الشرف من جامعة ستانفورد حيث كانت ضمن الأوائل وباحثة في برنامج ترومان. ويعتبر منصب مساعد الرئيس لشؤون الأمن القومي الذي تولته مؤخراً، إنه أحيانًا يشار إليه باسم مستشار الأمن القومي اختصاراً بNSA، أو في بعض الأحيان APNSA أو أنسا لتفادي الخلط مع مختصر كلمة وكالة الأمن القومي nasa)، ومستشار الرئيس للأمن القومي مسؤول كبير في المكتب التنفيذي ل«الرئيس» كما أنه يشغل منصب كبير المستشارين، والذي يتمركز في البيت الأبيض، إلى جانب رئيس الولاياتالمتحدة بشأن قضايا الأمن القومي. يشارك هذا الشخص أيضًا في اجتماعات مجلس الأمن القومي. يقع مكتب مستشار الأمن القومي في الجناح الغربي من البيت الأبيض. ويدعم من قبل موظفي مجلس الأمن القومي الذي ينتج البحوث، إحاطات، والاستخبارات لAPNSA لاستعراض وتقديم إما إلى مجلس الأمن القومي أو مباشرة إلى الرئيس. وأعلن البيت الأبيض عن تنحي دونيلون المساعد الحالي للرئيس لشؤون الأمن القومي في أوائل هذا الشهر و استبداله بسوزان رايس. أوباما ورايس وقال الرئيس أوباما عن رايس عند تعيينه لها: «ظلت سوزان أحد مستشاريّ المقربين والموثوق بهم. وكما دأب عليه الحال في عهد الحكومات السابقة سوف يعمل السفير الأميركي لدى الأممالمتحدة عضوًا بدرجة وزير في حكومتي وجزء لا يتجزأ من فريق حكومتي. إنها بحكم خلفيتها باعتبارها باحثة أكاديمية، وبحكم خبرتها في مجلس الأمن القومي، وعملها مساعدة لوزيرة الخارجية، فإنها سوف تخدم دولتنا خدمة جليلة في الأممالمتحدة. فسوزان تدرك أن التحديات العالمية التي نواجهها تتطلب مؤسسات عالمية فاعلة. وتشاركني الرأي بأن لا غنى عن الأممالمتحدة باعتبارها محفلاً للأمم وإن كانت غير كاملة. ولذا فهي ستحمل إليها رسالة التزامنا بعمل متعدد الأطراف مشفوع بالتزام بالإصلاح. فنحن نريد للأمم المتحدة أن تكون أكثر فاعلية كمكان للعمل الجماعي ضد الإرهاب والانتشار «النووي» وتغير المناخ والإبادة الجماعية والفقر والمرض». من فبراير «2007» حتى نوفمبر «2008»، شغلت السفيرة رايس منصب كبير مستشاري الأمن القومي في الحملة الانتخابية للرئيس أوباما. وعملت بعد ذلك ضمن المجلس الاستشاري في الفريق الانتقالي لحكومة أوباما/ بايدن وكرئيس مشارك لفريق العمل السياسي المعني بالأمن القومي. ومن عام «2002» إلى «2009»، عملت كزميل أول باحث في معهد بروكينغز حيث ركزت اهتمامها على السياسة الخارجية الأمريكية، والتهديدات الأمنية العالمية، والدول الضعيفة، والفقر، والتنمية العالميين. ومن العام «1997» إلى العام «2001»، شغلت السفيرة رايس منصب مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية للشؤون الإفريقية. وفي هذا المنصب قامت بصياغة السياسة الأمريكية عمومًا تجاه 48 بلدًا في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وتنفيذها، بما فيها القضايا الأمنية والسياسية والاقتصادية، والإنسانية. كمساعدة لوزيرة الخارجية أشرفت على إدارة «43» سفارة أمريكية تضم «5» آلاف موظف أمريكي في السلك الدبلوماسي وموظف أجنبي من أبناء البلدان المضيفة ومن الدول الأخرى حيث كانت مسؤولة عن مكتب تزيد ميزانيته التشغيلية عن مئة مليون دولار سنويًا وميزانية برنامج تبلغ نحو «160» مليون دولار سنوياً. في العام «2000»، حصلت السفيرة رايس على جائزة صموئيل نيلسن درو التذكارية التي يمنحها البيت الأبيض وذلك على المساهمات البارزة التي قدمتها في تشكيل العلاقات التعاونية السلمية بين الدول. وخلال الفترة الممتدة من «1995» إلى «1997»، شغلت السفيرة رايس منصب المساعد الخاص للرئيس ويليام «بيل» كلينتون ومديرة الشؤون الإفريقية في مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض. وقبل أن تتولى هذا المنصب، شغلت منصب مدير شؤون المنظمات الدولية وحفظ السلام ضمن فريق موظفي مجلس الأمن القومي من العام «1993» إلى العام «1995». رايس والسودان خلال توقيع السودان والجنوب اتفاقهما الأخير شنَّت رايس هجومًا كاسحًا على الاتفاقية وانتقصت من قدرها ودعت أعضاء الأممالمتحدة إلى عدم إصدار بيان للترحيب بها، فيما استهجن السفير دفع الله حديثها، مشيراً إلى أن الساحة الدولية تحفل بعديد من النزاعات الحدودية والنزاعات بشأن المناطق بينها، ويرجع تاريخها لعشرات السنين، وأضاف من الحكمة الآن أن يُمنح الطرفان وقتاً كافياً في ضوء التطورات الإيجابية التي حدثت مؤخراً بين البلدين للتفاوض حول أبيي، بدلاً من الإثارة والضغط غير المبرر للتوصل لحلول متعجلة. وفي نفس السياق استهجن السفير فيتالي شوركين من جانبه حديث السفيرة رايس، وذكر أن هناك تقدمًا حقيقيًا قد تحقق بين السودان وجنوب السودان، وأن كل أعضاء المجلس بمن فيهم أربع من الدول الخمس الدائمة العضوية، أيدوا مُقترح إصدار بيان صحفي ترحيبي وأن هناك عضوًا واحدًا اعترض. وانتقد المندوب الروسي بشدة ما قامت به المندوبة الأمريكية سوزان رايس، مشيراً إلى أنه ما كان ينبغي لها أن تتحدث عمّا دار بين الأعضاء داخل المجلس أمام وسائل الإعلام. ونقلاً عن موقع سودان سفاري فإن المتابع لمسيرة رايس يلحظ أنها تكنّ للسودان كراهية وحقداً دفيناً لا تخفيه وعداءً سافراً لا تواريه وتداريه والشواهد على ذلك عديدة ومنطلقاتها عاطفية، وبحكم خلفيتها الزنجية وانكسارها النفسي ومراراتها المترسبة في عقلها الباطن عن التفرقة العنصرية والتمايز العرقي مع عدم إدراكها لطبيعة وتكوين الشعب السوداني وتسامحه الفطري فإنها تتحامل عليه وتتوهم زوراً وبهتاناً أنه يتعامل مع الجنوب باستعلاء عرقي وديني. ويرى بعض المراقبين والمحللين السودانيين أن رأيس من أكبر المناصرين والمؤيدين لمشروع السودان الجديد ومنفستو الحركة الشعبية القائم بحسب تحليلات هؤلاء على محاربة العربية وما يتعلق بها بجانب حقدها الشديد على اللغة العربية والعرب. دبلوماسيون يشكون رايس وعلى صعيد المنظمة الأممية يشتكي دبلوماسيون في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة المكون من «15» دولة في حوارات خاصة من أساليب رايس التفاوضية العدوانية ويصفونها بأنها «غير دبلوماسية بل وقحة في أحيان» ويقولون إنها تستخدم عبارات فظة غير لائقة. وقال دبلوماسي غربي «أسلوبها يشبه رعاة البقر إلى حد ما. تميل إلى معاملة الدول الأخرى على أنها مجرد توابع «للولايات المتحدة». وأيد دبلوماسيان آخران هذا الرأي. وقال ديفيد روثكوف الكاتب في مجلة السياسة الخارجية «إنها ليست سهلة. لست متأكدًا من أنني قد أصطحبها لنزهة مع عائلتي لكن إذا كان الرئيس يريدها أن تكون وزيرة للخارجية فستعمل جاهدة». وأضاف أن رايس تملك أهم مكون لوزير الخارجية الناجح وهو العلاقة القوية بالرئيس الأمريكي. وعاتب فيتالي تشوركين سفير روسيا في الأممالمتحدة الذي لا يعرف عنه التحفظ في اختياره للكلمات رايس علنًا بعدما وصفت دعوات روسيا بالتحقيق في مقتل مدنيين في ليبيا على يد حلف شمال الأطلسي بأنها حيلة زائفة. وقال ساخرًا من مستوى تعليم رايس المتخرجة من جامعة ستانفورد «هذه اللغة المقتبسة من معجم ستانفورد يجب أن تُستبدل بشيء أكثر عراقة لأن بالقطع ليست هذه هي اللغة التي نناقش بها القضايا مع شركائنا في مجلس الامن». وفي الآونة الأخيرة واجهت رايس انتقادات في الأممالمتحدة من نشطين في مجال حقوق الإنسان وبعض الدبلوماسيين بسبب معارضة الولاياتالمتحدة لانتقادات معلنة لرواندا لدورها في تفاقم الصراع في الكونجو. وبدأ تعامل رايس مع الدولة الواقعة في شرق إفريقيا في التسعينيات من القرن الماضي عندما كانت مسؤولة في مجلس الأمن القومي عن المنظمات الدولية وحفظ السلام. وكانت الولاياتالمتحدة أيام حكم كلينتون ما زالت تعاني من الفشل في الصومال عام «1993» ولم تفعل شيئًا لوقف الإبادة الجماعية في رواندا عام «1994» ويتهم دبلوماسيون في المجلس وجماعات حقوقية بعد مرور قرابة عشرين عامًا رايس بحماية رواندا والرئيس بول كاجامي وهو اتهام يقول المدافعون عن السفيرة الأمريكية إنه لا أساس له.