ضحكة مجلجلة أطلقها ذاك الشاب وهو يقف إلى جوار الفاكهاني، وهو يحاوره لشراء «بطيخة» يروي بها بعض عطش النهار وصيامه، وقال له بعد تلك الضحكة «إنا عايز واحدة ما دستة» فرد عليه صاحب المحل «ما في بطيخ بتباع بالدستة يا أستاذ»، وحاول السيطرة على غضبه الشديد من محاورة الزبون الذي أراد الشراء، وبالمقابل ابدى الشاب دهشته للسعر الخرافي الذي طلبه صاحب المحل في بطيخة كان سعرها قبل أيام قلائل من الشهر الكريم لا يتجاوز العشرة جنيهات ولا يعقل إن يرتفع إلى خمسة إضعاف ذاك السعر، يعني بالواضح كده خمسين جنيهاً!! وانهي الشاب الحوار بقوله « يعني ضروري نأكل بطيخ في رمضان؟». وليست الفاكهة وحدها التي شهدت ارتفاعاً جنونياً في هذا الشهر الكريم، وإنما جميع المستلزمات الضرورية أصبح ارتفاع أسعارها شيئاً مخيفاً مما جعل البعض يتساءل أين الحكومة من كل هذا؟ وأين الرقابة على الأسعار وأين.... وأين.. الكثير من الأشياء تدور في أذهان المواطن المغلوب على أمره، وقبل إن يفيق من صدمة السكر الذي أصبح مثل الدولار في هذه الأيام تفاجأ بالأسعار الخرافية في الخضار واللحوم والفواكه و...و..... وجشع التجار كبيرهم قبل صغيرهم هو الجملة التي يتداولها الجميع في هذا الشهر الكريم، مع فشل فظيع لحكومة الولاية التي أرادت السيطرة على الأسعار بدءاًَ من السكر الذي احتكرته الغرفة التجارية، وجعلت الكثيرين يلفون حول أنفسهم بحثا عن جوال صغير من هذه السلعة، وغيرها من السلع التي أصبحت للعرض فقط في ظل الضائقة الاقتصادية التي يمر بها الكثيرون، وكان الأوجب على حكومة الولاية إن أرادت الحل الجذري تقنين مراكز التوزيع للسكر، إلي جانب السلع الضرورية من زيوت ودقيق وغيرهما من المواد الغذائية، حتى يجد المواطن الغلبان احتياجاته مثل الآخرين الذين يعملون في مؤسسات الدولة المختلفة، ويعتبر هذا حلاً مؤقتاً لإخراج المواطن من الضغوط الاقتصادية التي يمر بها، أما الحل الجذري فيكمن في ضرورة تخفيف الضرائب والرسوم الاخرى المفروضة على السلع الضرورية التي تجعل التجار يحولونها للمواطن البسيط، إما الدفع والاستمتاع بها أو النظر إليها من خلال «فترينات» العرض كما هو الحال الآن، والأسئلة تدور في الأذهان الآن هل المسؤولون ينزلون للأسواق لمعرفة الغلاء الطاحن؟ أم أنهم يعيشون في أبراجهم العاجية دون الالتفات للمطحونين من أبناء الشعب؟