صورة قاتمة رسمتها الأحداث التي شهدتها مدينة نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور بسبب الاشتباكات بين منسوبين للقوات النظامية غيرت مسار كل شييء خاصة بمحلية نيالا شمال وأودت تلك الاشتبكات بحياة العشرات من المواطنين الأبرياء بالطلق الطائشة بجانب إصابة أكثر من (40) مواطناً آخرون طبقاً لمصادر طبية وخلقت الأحداث فوضى شملت بعض الأحياء والأسواق وسلب المواطنين بالشوارع وتعود تفاصيل أحداث الخميس الدامية إلى وقوع مواجهة بين أفراد من القوات النظامية وشريحة من قوة الترتيبات الأمنية بالقرب من بورصة نيالا أمام مباني جهاز الأمن ليلة الأربعاء سمع اثرها المواطنون إطلاق نار كثيف أدخل الرعب في نفوسهم ولم ينام عدد منهم حتى صباح اليوم التالي الذي بدأت فيه معالم القصة تتضح للعيان بمقتل أحد أفراد الجهاز ملازم أول عمار النور ومساعد بالاحتياطي محمد عبد الله شرارة الشهير بتكروم، بحسب بيان لجنة الأمن بالولاية. وبعدها توجه الجميع إلى مقار عملهم بالمؤسسات المختلفة والطلاب إلى المدارس وعند الحادية عشرة صباحاً بدأت الاشتباكات بصورة عنيفة بين مجموعة (تكروم) وجهاز الأمن تحولت بعدها نيالا وخاصة شمال المدينة لحالة أشبه بمسرح العمليات وعندها بدأ مستشفى نيالا التعليمي يستقبل جرحى تلك المعارك التي بدأت بموظف وزارة الصحة خالد أزرق الذي أُصيب بطلق ناري في يده اليسرى وهو داخل فناء الوزارة وبعدها توافد الجرحى للمستشفى وأُغلقت الأسواق وانذوى الموظفون داخل مكاتبهم بالمؤسسات القريبة من مواقع الاشتباك حتى بعد الدوام تمكنوا من الخروج نحو منازلهم مترجلين لعدم وجود المواصلات ولم تورد حكومة الولاية عدد الإصابات والقتلى وسط المواطنين والأطراف المشتبكة لكن مصادر أشارت إلى مقتل حوالى (6) أشخاص وإصابة أكثر من (30) مواطناً وتأثرت عدد من المواقع جراء الاشتباك من بينها (جهاز الأمن والمخابرات مباني الجهاز القضائي، فندق كورال، دار المؤتمر الوطني والمجلس التشريعي بالولاية) وأصدرت لجنة أمن الولاية بياناً أشارت فيه إلى أنه ونتيجة لبعض التصرفات التي نشبت بين أفراد من الأجهزة الأمنية أدت إلى استشهاد كل من الملازم أول أمن عمار النور الحاج والمساعد شرطة محمد عبد الله شرارة الشهير ب (تكروم) ونتج عنها بعض الاختلالات الأمنية داخل محليتي نيالاجنوب وشمال، وقد تحملت لجنة أمن الولاية مسؤوليتها لمنع المتربصين بأمن واستقرار المواطنين باتخاذ عدة إجراءات وتدابير تمثلت في: تشكيل لجنة تحقيق لمعرفة ملابسات الحادث، إعلان حظر التجوال داخل المدينة اعتبارًا من أمس الخميس (4/7/2013م) من السابعة والنصف مساءً وحتى السابعة من صبيحة اليوم التالي، ودعا البيان المواطنين بعدم الالتفات للشائعات والتبليغ عن أي اختلالات أو ظواهر سالبة للأجهزة المختصة وستراقب لجنة أمن الولاية عن كثب كل تحركات المتربصين بأمن واستقرار المدينة وفرض هيبة الدولة انتهى البيان الذي عززه والي الولاية اللواء ركن آدم محمود جار النبي بإصدار مرسوم بأمر طوارئ رقم (1) جاء نصه (عملاً بأحكام المادة (29) ب من الدستور الولائي الانتقالي لسنة (2012م) أعمالاً للائحة الطوارئ لسنة «1999م» أنا اللواء ركن آدم محمود جار النبي والي جنوب دارفور أصدر أمر حظر التجوال داخل مدينة نيالا من السابعة والنصف مساءً وحتى السابعة صباحاً إلا للأطواف والخدمات الأمنية الرسمية التي تنظمها الجهات الأمنية وعلى جميع المواطنين التقيد التام بهذا الأمر حفاظاً على أرواحهم وممتلكاتهم، الحالات الإنسانية والإسعافات التي تقع أثناء ساعات الحظر تتم معالجتها بالاتصال بشرطة النجدة انتهى الأمر، وأكد الوالي في حديثه لإذاعة نيالا عودة الهدوء بالمدينة وقال إن ماحدث خلافات بين أفراد فردية واستغلها ضعاف النفوس لتحقيق مآربهم لمن يريد أن ينهب ومن يريد أن يعطي الموضوع أكبر من حجمه، وقال يجب على الناس أن لا تسمع للشائعات التي تنطلق من مكان لآخر وتابع (الآن المدينة الأمن فيها مستتب عدا من المتفلتين الذين يطلقون بعض الشائعات التي لا أساس لها من الحقائق والأمر مسيطر عليه تماماً لكن المسائل صيغت بصورة أكبر من حجمها وقواتنا الأمنية تبسط سيطرتها على المدينة (ورغم حظر التجوال الذي صدر وطبق ليلة الحادث أمس الخميس وتصريحات الوالي بالسيطرة على الوضع بالمدينة تعرضت أسواق الملجة والمواشي بمحلية نيالا شمال لحالات نهب في المحال التجارية لم تشهدها نيالا من قبل في غياب تام للأجهزة الأمنية وحرقت أكثر من (10) محال تجارية بسوق الملجة الأمر الذي جعل عدد من التجار يصبون جام غضبهم على حكومة الولاية والمحلية التي عجزت عن تأمين متاجرهم في ظل قرارها بحظر التجوال داخل نيالا، وقال أحد التجار المنكوبين بالملجة فضّل حجب اسمه ل (الإنتباهة) إن حظر التجوال كأنما قصد منه المواقع القريبة من السوق الكبير ومنزل الوالي والمعتمد وبعض الأحياء الجنوبية للمدينة ولم يقصد منه نيالا شمال التي عاشت ليلة مظلمة بالتوترات الأمنية ونهب المتاجر، وقال إن متاجرهم رغم نهبها وحرقها بالليل إلا أن الحكومة حتى الحادية عشرة من صباح الجمعة لم تقف عليها وتساءل التاجر عن دور حكومة محلية نيالا شمال ورئيس لجنة أمنها د. مبارك الشريف من مواطني محليته وحمّل الصحيفة الأمانة بتوصيل رسالته كما طلبها ووقفت (الإنتباهة) على حجم الاعتداء على المحال التجارية بأسواق الملجة والمواشي وقام عدد من التجار الذين سلمت متاجرهم من النهب باستئجار عربات لنقل بضائعهم إلى منازلهم خوفاً من تكرار عمليات النهب وسمعت لأحاديث المواطنين الذين أشار بعضهم إلى الغياب التام للحكومة بأحياء وأسواق نيالا شمال ومنهم من قال مافي حكومة ومنهم من طالب الوالي بتحمل المسؤولية الكاملة تجاه الأضرار التي لحقت بمتاجرهم وممتلكاتهم. فيما تناولت عدد من خطب الجمعة بمساجد نيالا شمال أمس حادثة الخميس وأشار بعضهم إلى قصور حكومة الولاية في تأمين سوقي الملجة والمواشي ليلة أمس وحمّلوا الحكومة مسؤولية حماية وتأمين المواطنين.