نجا المساعد شرطة بالاحتياطي المركزي علي كوشيب من محاولة اغتيال بعد أن أُصيب فى يديه الاثنتين بعيار ناري من قِبل شخص ملثم في المنطقة الصناعية بمدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور أمس، وأدى الحادث لوفاة سائقه وحرسه وتم نقلهما إلى الخرطوم، وقال مدير شرطة ولاية جنوب دارفور اللواء شرطة أحمد عثمان محمد في تصريح ل«الإنتباهة» إن كوشيب كان بالمنطقة الصناعية بغرض متابعة صيانة عربته وعندها تم إطلاق النار عليه من قِبل مسلح ملثم مما أدى إلى إصابة كوشيب ووفاة سائقه وحرسه بعد أن تم نقلهما للمستشفى بينما تم تحويل كوشيب إلى الخرطوم، وقال إن حالته مستقرة. تفاصيل الحادث قالت المصادر إن رجلاً ملثمًا يرتدي جلابية قام بإطلاق نار على كوشيب؛ بالمنطقة الصناعية نيالا وفرَّ هاربًا قبل أن يتم القبض عليه، وأدى الحادث لوفاة كل من السائق الخاص وحرس كوشيب جراء الحادث، وعقب فرار القاتل تم نقل كلٍّ من كوشيب ومن معه إلى مستشفى الشرطة نيالا وعقب العلاجات التي تلقها تم نقله إلى الخرطوم ليصلها ظهر أمس. أمام المستشفى شهد مستشفى الشرطة في نيالا حشدًا وتدافعًا كبيرًا لأسرة كوشيب بجانب عدد من المواطنين الذين تدافعوا ليعرفوا مصيره، وانتظرت الجموع حتى خرج كوشيب من غرفة الطوارئ في المستشفى متجهًا نحو عربة الإسعاف التي أقلته إلى مطار نيالا، حينها قام برفع يديه لمؤيديه رغم إصابته في كلتيهما، وقوبل المشهد بالزغاريد والتكبير من قبل جموع أهله. من هو كوشيب؟ يتحدر مساعد الشرطة، علي محمد عبد الرحمن، الملقب ب«كوشيب»، والذي يقارب عمره «70» عاماً من أب من قبيلة التعايشة وأم من قبيلة الدينكا الجنوبية، حيث وُلد بمنطقة دار صالح وتنقل بحكم عمله في القوات النظامية في الكثير من مناطق البلاد قبل أن يستقر بمنطقة غارسيا غرب دارفور التي لمع فيها نجمُه وأصبح مشهوراً فيها على نطاق واسع ليس في غارسيا فحسب بل في كل ولاية غرب دارفور وجنوبها كذلك، خاصة تلك الأخيرة التي تزوج فيها امرأتين، وأنجب منهما العديد من الأبناء والبنات. يقول مقربون من كوشيب أنه شخصية مهيبة إلى حد كبير هناك، لذلك لم يستغربوا أن يرد اسمه ضمن قائمة المحكمة الجنائية الدولية، ويُبدي المقربون منه اندهاشهم لما زعمته المحكمة الجنائية ضده باعتبارها تتناقض كلية مع طبيعة كوشيب فهو «أخو أخوان» حسب وصف أحدهم، كما قال إن كلمة كوشيب تعني الخمرة البلدية ولكنه لا يدري من أين ألصق هذا اللقب بصديقه الذي لا يتعاطى الخمور. والتحق كوشيب منذ منتصف الستينيات بالقوات المسلحة السودانية وعمل بها نحو ثلاثين عاماً مساعداً طبياً ليتقاعد، وهو مساعد في الجيش، واستقر في حامية غارسيا التي كانت آخر محطاته العملية في الجيش ثم قام بفتح صيدلية. مقربون يؤكدون يقول أمير الرحل في منطقة وادي صالح، الأمير حسين سعيد الحلو إن كوشيب يُعد واحداً من أميز أبناء السودان الذين خدموا في القوات المسلحة، وزاد أنه يتمتع بأعصاب هادئة ومهابة واضحة رغم نحافة جسمه. أما ضيف الله محمد تيراب، مساعد سابق بالجيش، فقال إنه يفخر بصداقته لكوشيب الذي زامله في الجيش منذ عام «1965»، وتنقلا معاً في عدد من المناطق بالجنوب خلال عملهما في القيادة الغربية، قبل أن يُحالا إلى المعاش منتصف التسعينيات. وعندما سألته عن كوشيب على الصعيد الاجتماعي، قال ضيف الله، بشيء من الحزن، إنه من أطيب خلق الله. ويقول مقربون منه إنه نسبة للحيوية الكبيرة والعافية التي تملأ جسد كوشيب النحيل، فقد ظل يشارك في العديد من المعارك مع قوات الدفاع الشعبي التي استوعبته ضد المسلحين، خاصة في وادي صالح ومكجر وزالنجي، قبل أن يُستوعب ثانية برتبة مساعد شرطة في الاحتياطي المركزي ثم مواصلته في خدمته إلى أن ساقته ظروفه الصحية إلى الخرطوم. غموض كوشيب يُشير عددٌ من المراقبين إلى أن علي كوشيب قد اختفى خلال الفترة الماضية ولم يظهر إلا بالأمس في حادثة اغتيال، مما يجعل حادثة الاغتيال تشير لتورط أيادٍ خارجيَّة خاصَّة إذا ارتبطت بمزاعم المحكمة الجنائية نحوه. الشرطة تؤكد بدوره أكَّد مدير الشرطة في مدينة نيالا إلقاء القبض على المتهم الذي قام بمحاولة اغتيال كوشيب وفتح بلاغ في مواجهته بقسم شرطة نيالا وسط ويجري التحري معه وأن الوضع في نيالا تحت السيطرة وتم تأمين أسواق نيالا عقب الحادث.