يقول سبحانه وتعالى: «وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ». صدق الله العظيم يعبر منبر السلام العادل عن استنكاره ورفضه للانقلاب العسكري الذي أطاح الدكتور محمد مرسي الرئيس الشرعي المنتخب المعبر عن إرادة الشعب المصري، والذي أجهض الثورة المصرية وحطم الربيع العربي الثائر على أنظمة القهر والاستبداد والفساد في أعظم تجلياته المتمثلة في ثورة مصر المباركة. إن منبر السلام العادل إذ يعلن عن موقفه الرافض لذلك الانقلاب العسكري الذي خرج على الشرعية وألغى الدستور المؤيد من الشعب المصري ، ليؤكد على أن السبيل الوحيد لاكتساب الشرعية هو البيعة الشعبية المنعقدة من خلال انتخابات حرة ونزيهة وشفافة، وذلك ما تم بالفعل في أرض الكنانة، وشهد عليه العالم أجمع قبل أن يطيحه العسكر بانقلابهم الذي جعل الأمور أكثر تعقيداً وخطورة. إن المنبر إذ يرقب بأسف بالغ التواطؤ الدولي على الشرعية في مصر والصمت المطبق من قبل الدول الكبرى المتشدقة بالديمقراطية وحقوق الإنسان والتي عجزت عن إدانة انقلاب مصر، ليعلن أن من شأن ذلك السلوك الانقلابي على الحريات الديمقراطية أن ينشر التطرف ويفرخ الإرهاب ويمنح المظلومين والمعتدى عليهم الحق في انتهاج نفس الأسلوب لحفظ حقوقهم المغتصبة بمنطق أن ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة. إن ما حدث في مصر يذكِّر بما حدث في الجزائر حين فازت جبهة الإنقاذ الإسلامية وانقلب عليها الجيش، ثم ما حدث في فلسطين حين فازت حركة حماس بالانتخابات، ويفضح زيف شعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان، فالديمقراطية مرفوضة في الغرب ولدى اتباعه من النخب العلمانية عندما تأتي بالإسلاميين إلى سدة الحكم، وحرية التعبير أمر بغيض لا يجوز قبوله عند التعامل مع من يرفعون شعار الإسلام. إن منبر السلام العادل إذ يتابع ما يقوم به النظام غير الشرعي في مصر ليستنكر القهر والاستبداد وتكميم الأفواه الذي طال المساندين للشرعية، ويحذر من هذا السلوك غير الراشد المنحاز لفصيل من الشعب على حساب فصيل آخر، ويعلن أن من شأن هذا النهج أن يدخل الجيش المصري في استقطاب حاد يعزله عن قوميته، وقد يدخل البلاد في حرب أهلية لا تبقي ولا تذر. إن منبر السلام العادل إذ يؤكد على هذه المعاني والمضامين ليضم صوته إلى صوت الأحرار في كل مكان يرى الآتي: التراجع الفوري عن بيان الإطاحة بالشرعية بما يؤدي إلى عودة الرئيس المنتخب، وإلغاء جميع ما ترتب على بيان الفريق السيسي المنقلب على الشرعية. ويعلم المنبر حقائق ما عرف عن قومية القوات المسلحة المصرية المنصوص عليه في الدستور، ودورها كحامية للدستور ولسيادة البلاد، وحارسة لحدودها ووحدة أراضيها بعيداً عن أي دور سياسي أو انحياز لأية فئة من الشعب على حساب الفئات الأخرى. ويأمل المنبر من الرئيس الشرعي بعد عودته بإذن الله تقديم رؤيا تصالحية شاملة تسترضي فئات الشعب المختلفة، ومن ذلك مثلاً استفتاء الشعب حول إجراء انتخابات رئاسية مبكرة. ويناشد المنبر جميع الأحزاب والقوى السياسية السودانية، أن تقف مع الشرعية في مصر وتستنكر الانقلاب العسكري، تحصيناً للبلاد من أي فعل مماثل يحدث في السودان مستقبلاً. ويدعو المنبر كل الأحرار في السودان إلى تنظيم تظاهرة سلمية لدعم الشرعية في مصر خلال الأيام القادمة يعلن عنها في حينه. حمى الله أرض الكنانة من المتربصين بها في الداخل والخارج، حتى تعود إلى دورها المرتجى قائدةً لمسيرة الأمة نحو العزة والكرامة وتحرير الأرض وصيانة العرض. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون