تنشأ المدن بفعاليات اقتصادية تتكون المملكة المتحدة من اتحاد رباعي يضم، انجلترا، سكوتلندا، ويلز، وآيرلندا الشمالية. توجد في المملكة المتحدة 61 مدينة منها 49 مدينة في إنجلترا، خمس مدن في سكوتلندا، 4 مدن في ويلز، 3 مدن في آيرلندا الشمالية. في ديسمبر 2000م منحت ثلاث مدن Town بريطانية رتبة المدينة City حيث حازت تلك الرتبة في انجلترا «برايتون ولهوف» و«لفرهامتون». أما في اسكوتلندا فقد حازت «انفيرنس» رتبة المدينة. في عام 1994م مُنحت «سنت ديفيدز» في ويلز، و«إرماق» في آيرلندا الشمالية رتبة المدينة. في عام 1992م مُنحت «سندرلاند» في انجلترا رتبة المدينة وعلى نسق الاتحاد الرباعي في المملكة المتحدة، أنشأت امريكا الولاياتالأمريكيةالمتحدة. على نسق الاتحاد الرباعي في المملكة المتحدة، أنشأت الإدارة البريطانية في السودان اتحاداً رباعياً من الشمال والجنوب والشرق والغرب، يتشكل ذلك الاتحاد الرباعي السوداني من تسع ولايات. وفي المدن السودانية... الفعالية الاقتصادية للميناء الحديث وهي التي انشأت مدينة بورتسودان، لم تقتصر الأمر على قرار سياسي بتحويل «قرية شيخ برغوت» إلى مدينة. كذلك مدينة «أتبرا» التي ارتبطت نشأتها بالسكك الحديدية، وازدهرت على حساب بربر. أيضاًَ مدينة «المناقل» التي ترعرعت الى مدينة، بقيام مشروع امتداد المناقل. وانجبت «الزراعة الآلية» مدينة القضارف. وعلى الجانب الآخر تراجعت الفعاليات الاقتصادية فنكست في الخلق «سواكن» و«بربر» و«الدويم» و«الكوّة» احدى المدن التجارية في القرن التاسع عشر. الفعالية الاقتصادية، وليس القرارات السياسية، كانت وراء نشأة مدن «ود مدني ثاني أهم المدن التجارية في العهد البريطاني، كانت ود مدني تسمى قرية «نسيم» مثلما كانت مروي تسمى «صنم» ونشأة مدينة الدمازين نتيجة قيام خزان الروصيرص، ومنطقة الزراعة الآلية في اقددي والدالي والمزموم وذلك على حساب مدينة الروصيرص، المركز التجاري القديم الهام لمنطقة جنوب النيل الأزرق، ونقطة التقاء التجارة الحدودية الناشطة في «قيسان» و«الكرمك» و«باو» و«سودة» الفعالية الاقتصادية التي حرّكها خط السكة حديد دفعت كوستي إلى الأمام، على حساب الدويم كما دفعتها الملاحة النهرية. كما ازدهرت نيالا بعد وصول خط السكة حديد على حساب الأبيض. كانت الأبيض أهم مدينة تجارية سودانية في العصر التركي، كانت أهم من الخرطوم. قال عباس باشا في تنويره للجنرال هكس «إن كردفان هي السودان نفسه، وليس الخرطوم شيئاً يُذكر بالمقارنة بكردفان، ففيها المحاصيل والمواشي والتجارة، ولا يصح مطلقاً تركها للمهدي». قال عباس باشا في تنويره للجنرال هكس «الخرطوم وخلافها لا تكن شيئاً بالنسبة لكردفان وبالنسبة لمحصول القمح فقط، كنت أمين جمرك سواكن في سنة 1882م كانت واردات القمح فقط الكردفاني مائة وأربعين ألف قنطار، هذا خلاف المعتاد مروره عن طريق عتمور كرسكو، بهذا القدر بخلاف أصناف مثل السمسم والريش وغيره». ذكر عباس باشا «القمح الكردفاني» ولا ندري ان كان يعني فعلاً القمح أم الذرة لكن المهم أن القمح الكردفاني منذئذ اختفي عن قائمة الصادرات السودانية سواء عن طريق البحر الأحمر أو طريق الصحراء إلى مصر أو الطرق البرية إلى دول الجوار، لقد توارى «القمح الكردفاني بالحجاب عن أنظار الخطط الزراعية في السودان. يُذكر أن مدن كردفان كانت نقطة الانطلاق للعديد من العائلات التجارية السودانية الشهيرة. باضمحلال الفعاليات الاقتصادية القديمة وازدهار الفعاليات الاقتصادية الجديدة، ما هي المدن السودانية الجديدة التي يجب أن تمنح ترخيص مدينة، وما هي المدن القديمة التي ينبغي ان يسحب منها ترخيص المدينة وذلك على خلفية المعادلة العمرانية الراهنة وهي ان اقلاع ونمو الخرطوم يساوي هبوط ونقص نمو المدن السودانية الأخرى. القرارات السياسية لا تصنع مدناًً الفعاليات الاقتصادية تصنع المدن. في الألفية الجديدة.. ما هي مدن السودان الجديد القادمة، وما هي مدن السودان القديم الآفلة؟ ما هي المدن التي ينبغي ان تستخرج لها شهادات ميلاد وتلك التي ينبغي ان تستخرج لها شهادات وفاة؟ هل تقسيم السودان الى 26 ولاية ووجود 26 عاصمة ولائية يفتقر عدد معتبر منها الى مواصفات العاصمة الولائية، هي تلك العواصم الولائية مدن فعاليات اقتصادية أم مدن قرارات سياسية وهمية؟ أم هي لا هذا ولا ذاك؟. هل مدن العواصم الولائية تلك، صنعتها فعاليات اقتصادية ام هي مدن نشأت بقرارات سياسية عفوية عشوائية، في حالة الفعاليات الاقتصادية التي تصنع المدن الجديدة، عادة يتم إنشاء الفعاليات الاقتصادية بعد دراسة متأنية مثل مشروع الجزيرة الذي طور مدينة ود مدني ومشروع امتداد المناقل الذي طور مدينة المناقل والزراعة الآلية التي طورت القضارف وخزان الروصيرص الذي انشأ الدمازين والسكك الحديدية التي انشات عطبرة وميناء بورتسودان الذي طور شيخ برغوث. ويلاحظ في السودان حتى هذه اللحظة افتقاده لسلطة مختصة بترخيص المدن، سواء في وزارة الحكم الاتحادي أو وزارة التنمية العمرانية أو غيرها. على نسق الاتحاد الرباعي في المملكة المتحدة وبخبرتها العريقة في الإدارة انشأت بريطانيا في السودان اتحاداً رباعياً يتشكل من تسع مديريات. هل من الأجدى للسودان التوبة والعودة إلى نظام المديريات التسع والاتحاد الرباعي أم لايزال السودان وقد أخذته العزة بالاثم «اللامركزي» يتمادى في طريق إنشاء المدن والولايات بقرارات سياسية وذلك تمادٍ بعد عشرين عاماً لن ينجز غير إضعاف مدن الفعاليات الاقتصادية السودانية ومدن الحركة الوطنية والحداثة ولم ينشئ مدناً حقيقية إن لم تكن قد أنشأت كانتونات عرقية قبلية وذلك بسبب كثافة الهجرة المضطردة والمتزايدة من الأرياف. عواصم ولائية هي في حقيقتها مدن وهمية اذا هطلت مطرة واحدة هرعت الى الخرطوم تستنجد بطلب المساعدة.