لا يبدو أن هناك أفقًا للحل في الأزمة المصرية، ففي الوقت الذي تبدو فيه السلطة الانقلابية ماضية في إجراءاتها لفرض الأمر الواقع والتضييق على مؤيدي الرئيس المصري المنتخب د. محمد مرسي وملاحقة القيادات الإسلامية بالسجون والعسف والقهر وتصفية الحسابات، فإنه في المقابل تزايدت التظاهرات المطالبة بعودة الرئيس المنتخب وإزالة الحكم الانقلابي الذي انقضّ على السلطة.. وتبدو حالة الاحتقان الحادّة في مصر، في طريقها لتصاعُد أكثر، مع مرور كل ساعة نظراً لانسداد الأفق السياسي وصعوبة الوصول إلى نقطة التقاء بين طرفي الأزمة تُنهي المواجهات وتقلِّل من احتمالات الصدام الذي يقترب رويدًا رويدًا من الفضاء المصري بإصرار الطرف الذي اغتصب السلطة على ممارسة أبشع أنواع الظلم في حق التيار الإسلامي الذي لا محالة سيولِّد حالة من العنف المضاد، ولا يظهر في الأفق أن الدرس الجزائري قد تعلم منه انقلابيو مصر... في غياب مبادرات جادّة ومن أطراف محايدة في مصر، لا يستيطع أي طرف التقدُّم خطوة نحو الطرف الآخر، فالانقسام الحاد في المجتمع والشعب المصري لم يسبق له مثيل في تاريخ مصر، وانزوى كثيرٌ من العقلاء والحكماء وتركوا الأمور تسير وتنحدر نحو الهاوية السحيقة التي ستكون نتائجها كارثية على مصر وعلى مكانتها في محيطها العربي والإسلامي والدولي.. وكان المطلوب من النخبة المصرية المستنيرة من العلماء والمفكرين والقادة من ذوي الحياد السياسي والنزاهة والحكمة ألّا يتركوا بلدهم يواجه هذه الحالة المحبطة وهي تنجرف إلى الوحل اللزج بقدميها الحافيتين، وقد تكون الأحداث المتسارعة والاستقطاب الذي بلغ مداه الأقصى وصمّ الأذان من أي نصيحة أو قول حق قد جعل الأصوات العاقلة تغيب عن المسمع والمشهد المصري كله، وانزوى الكثيرون وتركوا الأمور تهوي إلى قاعها السحيق... وسيكتشف المصريون بعد فوات الأوان أي شيء ثمين ضاع من بين أيديهم، لو صبروا على الديمقراطية المهيضة الجناح كان أسلم لبلدهم من القفز في ظلام الهاوية! نساند عفاف تاور.. طالبت عفاف تاور رئيسة الكتلة البرلمانية لنواب ولاية جنوب كردفان، بإطلاق سراح عددٍ من نساء الولاية مُعتقلات لأسباب سياسيَّة وأمنيَّة منذ أكثر من عام وتم نقلهنَّ من كادوقلي إلي سجن الأبيض، وقد كان عدد من الإخوة في هذا الموضع من قبل ولم يُلقِ أحدٌ بالاً لما كتبوه، ولم تحتمل عفاف تاور ما لحق بهؤلاء النسوة من مهانة وهنَّ من فئات بسيطة وفقيرة، إما زوجات رجال في صفوف التمرد أو بائعات شاي في سوق كادوقلي، تمَّ اتهامهنَّ بمد التمرد بمعلومات، ولا ندري مدى ثبوت التهمة وهل قُدِّمن لمحاكمة أم لا والأدلة المتوفِّرة في ذلك.. ولكن ما دامت الحكومة قد مدَّت بُردة عفوها عن الذين اتهمتهم بقيادة الانقلابات العسكرية وتقويض النظام، فمن المروءة والشهامة والشجاعة، إطلاق سراح هؤلاء النسوة الضعيفات وبعضهنَّ يحملن أطفالاً رضعًا ومرضى في ظلام السجون وقهرها يعانين قسوة الحبس وألم المرض، فمناشدة عفاف تاور للرئيس لا تقل عن أية مناشدات أخرى وصلت للرئيس واستجاب لها وعفا ووجَّه بإطلاق سراح آخرين.. فهل نسمع بعفو من الرئيس عن هؤلاء النسوة؟ حالات السرطان.. كلَّما صدر توضيح أو بيان من جهة طبية أو مؤسَّسة صحية مثل وزارة الصحة الاتحادية أو المعهد القومي للسرطان، عن تزايد حالات المصابين بأمراض السرطان المختلفة في البلاد، أَخَذَنا همٌّ كبير، بضرورة الوقاية ومعرفة الأسباب الحقيقيَّة التي أدَّت إلى تزايد حالات هذا المرض العضال الخطير في السُّودان، وتوجد أحاديث كثيرة بعضها من مختصين واختصاصيين وخبراء وبعضها تكهُّنات عامة، حول تزايد الإصابة بالسرطان وأسبابها وكيفية تقليل مخاطره وطرق علاجه.. وبحثنا عن دراسة علمية دقيقة أو بحث محدَّد، لم نتوفَّر على شيء قد تكون هناك بحوث ودراسات في هذا الشأن قد تمَّ إعداد مسوحات ميدانية قامت بها فرق طبية في كل مناطق السودان المختلفة، لكن الرأي العام يجب أن يعرف بدقة ما الذي يجري ولماذا، لأن هذا القاتل الصامت يهجم بضرواة بلا مقدِّمات وينتشر في خلايا المصابين متسللاً متخفياً دون أن يشعر بأعراضه المصابون، خاصَّة أنَّنا مجتمع تقلُّ فيه الثقافة الطبيَّة والاهتمام بالصحة العامَّة والفحوصات الدورية، يجب أن توجِّه الدولة كل أجهزتها الطبية والصحية والمعهد القومي للسرطان والجهات التي تعمل في مجال الأورام، بتكثيف العمل البحثي والميداني حتى نكون على بصيرة ونتوقى ما يمكن توقيه ونققل مخاطر ما يحدث.. وقبل يومين كان تقرير المعهد القومي للسرطان عن ولاية الجزيرة مُخيفاً للغاية حيث بلغت الحالات « 1400» حالة في العام الواحد بهذه الولاية القريبة من الخرطوم والأكثر تمتعاً بالخدمات بين ولايات السُّودان المختلفة.. وفي شأن آخر وجد قرار مجلس الوزراء حول الأدوية المستوردة وتشجيع الصناعة الوطنيَّة في مجال الأدوية ترحيباً لدى أهل هذا القطاع، خاصَّة إعفاء مُدخلات صناعة الأدوية من رسوم الوارد وضريبة القيمة المضافة وضريبة التنمية، وتوفير التمويل لتأهيل المعمل القومي وزيادة كفاءته... لكن هناك تخوفًا من ازدياد أسعار الأدوية المستوردة التي فُرض عليها رسم إضافي..