الحمد لله نحن شعب سوداني له خصوصيته في الأمانة والتفاني والأخلاق والطيبة، هذا ما نسمعه وسمعناه من قادة المملكة العربية السعودية منذ عهد الملك عبد العزيز ومروراً بكل حكام هذه البلاد، الملك سعود، وخالد وفهد غفر الله لهم وطيب ثراهم، وإلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، أطال الله عمره، وسمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وسمو النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود.. واعتقد ان من حق هذه الخصوصية التي نوصف بها يجب علينا أن نشعر بالغيرة عليها ونتمسك بها ونحافظ عليها، وإذا كان للجواهر والدرر قيمة مادية يتعامل بها التجار، فإن بحر الأمانة والأخلاق أثمن بكثير من المادة الزائلة، فالحمد لله نحن الجالية السودانية التي تعيش في هذه البلاد نكن لكل هؤلاء الملوك والمسؤولين كل الود والتقدير والاحترام، لأن من أهم الركائز التي تقوم عليها هذه الامانة التي لا يمكن أن يعوضها شيء على الإطلاق، لأنها الأمانة حسب هذا الظن الذي جاوز الإعتقاد إلى الإيمان.. لأنها من أجل صفات رسولنا الكريم «محمد بن عبد الله» عليه أفضل الصلاة والسلام، وهو اللقب الذي أطلقته عليه قريش قبل البعثة، وهو الشرف الذي تقلده بحمل الأمانة العظمى «رسالة الإسلام» لقاء حسن الأداء للعمل الذي كان يقوم به حد الإتقان حتى لقب «بالأمين». فالحمد لله أن هذا الشرف الذي نتقلده من دون الآخرين كوصف جماعي يجب ان نحافظ عليه مع إنها عبارات خفيفة ولكنها مصيرية تصف حالة من الحالات الإنسانية اليومية المعتادة، فنستمع لمثل هذه العبارات في يومنا المعتاد وبكثرة من قبل الأشقاء السعوديين والعرب الآخرين والأجانب المقيمين في المملكة العربية السعودية، فإن من أجمل معاني الحياة أن الإنسان منا يستمع لمثل هذه الاوصاف وهو شرف لا يدانيه شرف، لانها هي علاقة روحية بين الإنسان السوداني حامل اسم الوطن واسمه على الصعيد الشخصي، وهي علاقة قائمة على الحب والعطاء والتسامح والتلاقي والود والمساندة والصفح والغفران والمبادرة بالكلمة الطيبة واللسان العفيف في اللحظات الجميلة، وعندما تكون هذه الخاصية بصفة «الامانة والإخلاص» بين الإنسان السوداني والآخرين لا شك هي بوح وخصوصية وملامسة لدفء العلاقة وحلاوتها ولذتها وجمالها.. فهنا أناشد كل الإخوة والاخوات أبناء بلادي إننا بحاجة إلى تعميق روح التعاون في هذا الشهر الفضيل شهر الصوم والغفران والتألف بين كل أبناء الجالية السودانية لإيجاد التآخي والترابط بين كل أفراد المجتمع السوداني صوناً لهذه الثقة الملكية الغالية لإقالة العثرات وجبر العبرات وستر الذلات حتى لا يشعر الفرد منا بالوحدة، وحتى نكون مجتمعاً مترابطاً متآخ ومتعاوناً ننشد بعضنا البعض ونساعد أفرادنا بعضنا البعض لنكون أكثر إنشراحاً والأكثر تسامحاً وإحسان الظن بهؤلاء الذين يصفونا بهذه الصفة الجميلة «الأمانة» لتكون دائرة المعارف أكثر ومحبة الناس لنا أوفى وأشمل بسبب عنصر الأمانة والتفاني والإخلاص في العمل بالقلب الابيض المفتوح لان الحياة أقصر وأن ندفع بالإحسان وبالإبتسامة الأجمل وأن نكون على قدر هذه الصفات التي تربينا عليها كابراً عن كابر.